ثقافة ومجتمع
29 أيلول 2016, 13:24

قصة اليوم: الطّفل وقالب الحلوى

جلس الطّفل الصّغير بجانب المائدة في المطبخ حيث كانت أمّه تعدّ له قالب الحلوى الّذي يحبّ، وبسبب فضوله راح يتذوّق المواد الموضوعة على الطّاولة، فبدأ بالطّحين ولكن طعمه لم يعجبه، ثم ذاق القليل من خميرة العجين وتفاجأ بمذاقها اللّاذع، فسأل أمّه: "يبدو أنّك لن تصنعي حلوى لذيذة هذه المرّة، لأنّ الموادّ الّتي تستعملينها ليست لذيذة أبدًا"، فردّت عليه: "لن أجيبك الآن على سؤالك، عليك أن تنتظر إلى أن ينضج القالب فتجيبني أنت على هذا السؤال."

 

وبعد أن خبزت الأم قالب الحلوى، أعطت صغيرها قطعة منه فراح يأكلها بحذر واكتشف بعد لقمتين أنّه لذيذ كالعادة فطلب قطعة أخرى. وعندها سألته أمّه: "ما رأيك الآن؟"، فأجابها: "من المستحيل أن تكون المواد الّتي تذوّقتها كلّاً على حدى تعطي هذا الطّعم الّلذيذ!" فقالت له الأم: "إنّ الأشياء المجتمعة معًا وبدقّة هي الّتي تعطي النّتائج الجيّدة في النّهاية."
وهكذا هي حياتنا، إنّها مزيج من المرارة والحموضة والسّعادة والمرض والبعد والقرب، ولكن "جميع الأشياء تعمل لخير الّذين يحبّون الله" كما جاء في (رومية 8: 28)، فالأمور الّتي تبدو لنا صعبة ومحزنة هي الّتي تبني شخصيّتنا ومشاعرنا وتساعدنا على الشّعور مع الآخرين عندما يختبرون نفس المشاعر سواء المحزنة أو المفرحة. وهكذا، يستخدم الله معنا هذا الخليط لكي يخرج إنسانًا كاملًا متأهّبًا لكلّ عمل صالح.