ثقافة ومجتمع
18 كانون الثاني 2017, 10:30

قصة اليوم: الطّبيب الملحد والطّفل المؤمن

كان فيليب الطّفل الصّغير يتوجّه إلى مستشفى القلب برفقة والديه متهلّلاَ بينما كان الوالدان يحاولان حبس دموعهما حرصًا على نفسيّة ابنهما الصّغير الّذي سيخضع لعمليّة قلب تكاد احتمالات نجاحها تكون معدومة بتأكيد من الطّبيب المعالج.

عند وصولهم إلى المستشفى، اقترب الطّبيب الجرّاح، والمعروف بإلحاده، متفاجئًا بالصّبيّ المتهلّل، وقال له بلطف شديد: "سأفتح قلبك..." فقاطعه بفيليب قائلاً: "ستجد فيه يسوع المسيح".
تضايق الطّبيب الملحد لكنّه حاول أن يشرح للطّفل ما سيحدث له: "سأريك خلال الفيديو ماذا سأفعل، إنّني سأفتح قلبك"...
قاطعه من جديد، وقال: "عندما تفتح قلبي سترى يسوع ساكنًا فيه، يُقيم مملكته فيه.!"
أكمل الطّبيب حديثه: "بعد أن أرى ما قد حلّ بقلبك من دمار سأبذل كلّ الجهد لإصلاحه، وبعد ذلك سأخيط قلبك وأغلقه ثم أردّ صدرك إلى وضعه السّابق. وسأخبرك بما سأراه في قلبك".
للحال قال فيليب: "لا تخف، ليس في قلبي دمار، فإنّ الكتاب المقدّس يقول إنّ يسوع ساكن هناك، وحيث يوجد يسوع لن يوجد دمار!".
فأجابه الطّبيب بجدّيّة: "إسمع يا فيليب، إنّني سأجد عضلة القلب في ضعفٍ شديد، وإنّ الشّرايين غير قادرة على مدّ القلب بالدّمّ... لكنّي سأبذل كلّ الجهد لتغيير بعض الشّرايين ومساندة عضلة قلبك حتّى تتمتّع بصحّة جيّدة وتستطيع أن تمارس حياتك!".
نظر إليه فيليب وقال له: "لكنّك ستجد يسوع المسيح فيه، إنّه ساكن فيه! "
أخفى الطّبيب ما يحمله من مشاعر نحو "هذا الطّفل الغبيّ الّذي لا يريد أن يكون واقعيًّا ويدرك حال قلبه الجسمانيّ، بل مشغول بفكرة خياليّة ثبّتها فيه والداه والكنيسة، أنّ يسوع يسكن في القلب".
بعد أن أجرى العمليّة الجراحيّة، عاد إلى مكتبه يسجّل بصوته تقريرًا طبيًّا عمّا رآه وما فعله حتّى تضيف السّكرتيرة المعلومات إلى ملفّ المريض فيليب.
بدأ الطّبيب يسجّل كلّ ما وجده في القلب، وكيف أنّه يشعر بأنّ الطّفل لن يعيش أكثر من عدّة أشهر، فإنّ حالة قلبه خطيرة للغاية، ولا يمكن نقل قلب طفل آخر إليه، ولا رجاء في شفائه، فهو يحتاج إلى راحة مستمرّة...".
هنا أوقف الطّبيب التّسجيل وبدأ يقول بصوت عالٍ: "أين هو المسيح يسوع السّاكن في القلب؟"
نظر من حوله كمن يحدّث السّيّد المسيح ويعاتبه: "إن كنتَ تسكن في قلبه، فلماذا فعلت به كلّ هذا؟ لماذا كلّ الآلام؟ لماذا تسمح بموت طفل صغير بم يقترف ذنبًا؟ لماذا؟".
سمع الطّبيب عندئذٍ صوتًا يقول له: "هذا الطّفل هو ابني، سيعود إلى حضني. سيرجع إلى بيته. إنّه طفل أمين سيتمتّع بإكليل أمانته. إنّني لن أتركه ليصير بين قطعانك فيضيع ويفقد مجده الأبديّ. إنّه قادم إليّ وهو يصلّي من أجل الّذين تركوا القطيع الحقيقيّ!"
عندها انهمرت الدّموع من عينيّ الجّرّاح، ثمّ جفّفها وانطلق إلى غرفة الطّفل المستلقي على السّرير وحوله والداه. ولمّا زال مفعول المخدّر استفاق الطّفل وهمس في أذن الطّبيب قائلًا: "هل فتحت قلبي؟" أجابه الجّرّاح: "نعم لقد فتحته". سأله: "وماذا وجدت فيه؟"، فأجابه: "وجدتُ فيه يسوع المسيح العجيب في حبّه".