قصة اليوم : الصّديق الأمين
بعد أعوام، تقدّم الصّديق الأول في عمله وحصل على ترقية، أما الثاني فسقط فريسة الخمر والقمار وطرد من الوظيفة التي عيّن فيها، واعتُقل بتهمة مخالفة النظام وكسر القوانين وقُدم للمحاكمة أمام القضاء، وشاءت الصّدفة أن يكون القاضي صديقه وزميلاه الودود. ولما كان المحامون المحامون الموجودون في القاعة يدركون نوع الصّدلقة التي تجمع القاضي بالمتّهم، بدأوا يتساءلون عن الطريقة التي سيوفق فيها القاضي بين تطبيق القانون واحترام الصّداقة.
وقف الجميع أمام القاضي وتليت وقائع الدعوى وتقدّم المحامون بالإدعاء، أما القاضي فأدهش الجميع بالحكم القاضي على صديقه بأقصى عقوبة مالية بالرغم من حقّه بتخفيف العقوبة؛ لكنه ما لبث أن أصدر الحكم حتّى أخرج من جيبه المال الكافي لتسديد العقوبة نيابة عن صديقه فحرّره فوراً.
هذا تماماً ما فعله الله، حكم بأقصى عقوبة على الخطأة ولكنه قام هو نفسه بتحمّل عقاب الخطيئة على الصّليب.