ثقافة ومجتمع
20 كانون الأول 2016, 15:02

قصة اليوم: الشمعة المطفأة

كان لرجل ابنة وحيدة صغيرة، كانت هي وحيدته التي يحبها جداً. عاش من أجلها، وكانت تملأ حياته. في يوم، مرضت ابنته "شيم" ولم تفلح في علاجها من مرضها كل جهود أمهر الأطباء؛ صار والدها مثل إنسان مجنون، يجوب كل مكان لكي يستعيد لها صحتها. ولم تفلح أفضل مجهوداته، وماتت الطفلة.

وبموتها صار الرجل رافضاً لكل تعزية، وانفرد في عُزلة مُرَّة، وأغلق بابه على نفسه وانعزل عن أصدقائه الكثر، رافضًا أية محاولة تُعيد إليه صوابه وتردُّه إلى نفسه العاديَّة البسيطة الأولى.
وفي ليلة من الليالي، رأى في منامه كأنه في السماء يُشاهد موكباً كبيراً من الملائكة الصغار، كانوا يسيرون في صفٍّ واحد، وكان واضحًا أنه بلا نهاية، متوجِّهين تجاه عرش الله العظيم اللامع ببياض أنصع من الثلج.
كان كل ملاك صغير لابسًا ثوبًا أبيض ويحمل في يده شمعدانًا، لكنه لاحظ أن شمعدان أحدهم غير مشتعل.
حدَّق النظر فإذا بالملاك حامل هذا الشمعدان هو ابنته حبيبته. فاندفع نحوها ما أدَّى إلى اضطراب الموكب، وأمسك ذراعيها، مُلاطفاً إيَّاها بحنوٍّ، ثم سألها "ما هذا، يا عزيزتي، إن شمعتك هي الوحيدة المُطفأة!"، فردَّت عليه "يا أبي، كثيراً ما يُشعلونها لي، لكن دموعك دائمًا تُطفئها".
ثم استيقظ من حلمه، كان الدرس واضحاً جدًّا، وبان أثره للتو. فمنذ تلك الساعة لم يَعُدْ منعزلاً، بل خرج وعاد يندمج ويختلط مع أصدقائه القدامى، وذلك حتى لا تعود شمعة ابنته تنطفئ بسبب دموعه التي لا جدوى منها، وصار يُبشِّرهم بمجد القيامة التي كانت للمسيح.