قصة اليوم : السعادة
فكّر ثانية وقال "سأجد السعادة في الجلوس والكتابة". وبدأ يكتب المقالات والكتب واشتهر إسمه وبيعت قصصه بالملايين وظهرت صورته على أكثر المجلاّت شهرة. لكنّه لم يذق طعم السعادة، لأن الناس كان يهمّها ما يكتب، ولم يفكّر أحد ألبتّه فيه هو ولا في حياته. عندئذٍ قال سليم "لا يوجد معنى للحياة فالسعادة لا وجود لها نهائياً". وقرّر أن يضع حدّاً لحياته وينتحر فقد يئس من هذه الحياة التي لا سعادة فيها. وقف عند محطّة القطار ينتظر قطاراً مناسباً فيضع نفسه تحت عجلاته. وفيما هو ينتظر، وصل قطار مليء بالعمّال. وكانت واقفة بجانب سليم على الرصيف إمرأة شابة جميلة تحمل إبنها الصغير في يديها. نزل من القطار عامل شاب رث الثياب يحمل حقيبة، وما إن رأى المرأة الواقفة وإبنها حتى صاح فرحاً وركض صوبهما، فرمى الولد نفسه على صدر والده وتعانق الثلاثة وعلامات السعادة تشع من عيونهم. ثم سارت هذه العائلة السعيدة مبتعدة وصيحات الفرح تخرج من أفواه أفرادها لتملأ المكان. وقف سليم فاغراً فاه مندهشاً! لقد وجد السعادة في آخر مكان كان يتوقّع أن يجدها فيه! وجدها في هذه العائلة وجدها في البساطة في الفرح بأبسط الأمور في اللقاء الحميم الذي جمع هذه الأسرة وجدها في بسمة طفل وعناق زوجة محبّة. إذاً! السعادة موجودة، كل ما في الأمر هو أنّه كان يبحث عنها في المكان الخاطىء...