قصة اليوم: الحظ السعيد
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة، فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل: "وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟"
ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البريّة فسقط من فوقه وكسرت ساقه فقصد الجيران الشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع: "وما أدراكم أنه حظ سيء؟"
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجنّد شباب القرية وأُعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه ومات في الحرب شبابٌ كثر وهكذا ظلّ الحظ العاثر يمهّد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهّد لحظ عاثر الى ما لا نهاية ..
لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد، فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء والعكس. إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان "هؤلاء هم السعداء حقاً".