قصة اليوم: التّروِّي وعدم الاستعجال
اضطرب الصّغير وارتجف واهتزّت ذراعه لكنّه لم يستجب لقول المدرّس، فاندفع الأخير نحوه كالسّهم ليلقّنه الدّرس الأوّل في الطّاعة والأدب ويجعله عبرة للباقين.
عندما اقترب من الطّفل هاله ما شاهده على وجهه البريء من اضطراب وخوف ساحق، فقد كانت ذراعه اليمنى مقطوعة تمامًا. ملأت الدّموع عيني المدرّس وأحسّ بمرارة في حلقه لم تُذبها الأيّام. وأدرك لأوّل مرّة أنّه، هو المعلّم، يحتاج أن يعرف أشياء كثيرة في مبادئ الحياة الإنسانيّة.
ومنذ ذلك الحين، أخذ يراقب كلماته وأحاديثه ويدرس علاقاته ويرتّب أفكاره، فتعلّم الكثير من هذا الطّفل الصّغير الّذي جرح مشاعره الرّقيقة بكلماته الخشنة؛ وتحوّل إلى مدرّس يتّصف بالرّقة والأدب والمجاملة، مدرّس عاقل متّزن لا يتسرّع في الحكم.
أخي الحبيب، إحترس في اختيار كلماتك وراقب ألفاظك، فبكلمة يمكنك أن تفرح إنسانًا وبكلمة يمكنك أن تحزنه أو تغضبه أو تثيره أو تحوّله إلى عدوّ.
لتكن كلماتك حلوة في آذان النّاس...