ثقافة ومجتمع
24 حزيران 2015, 21:00

قصة اليوم : التريّث قبل الحكم

يحكى أن حطاباً كان يسكن في كوخ صغير وكان يعيش معه طفله وكلبه. كان كل يوم، ومع شروق الشمس، يذهب لجمع الحطب ولا يعود الا قبل غروبها تاركاً الطفل في رعاية الله مع الكلب. كان الرجل يثق في ذلك الكلب ثقة كبيرة وكان الكلب وفياً لصاحبه ويحبه.

في يوم من الايام وبينما كان الحطاب عائداً من عمل يوم شاق سمع نباح الكلب من بعيد على غير عادته،
فأسرع في المشي الى أن اقترب من الكلب الذي كان ينبح بغرابة قرب الكوخ وكان فمه ووجهه ملطخين بالدماء. صُعق الحطاب وعلم أن الكلب قد خانه وأكل طفله فانتزع فأسه من ظهره وضرب الكلب ضربة بين عينيه خرَّ بعدها صريعاً. وبسرعة دخل الحطاب إلى الكوخ ليرى بقايا طفله المأكول، وبمجرد دخوله للكوخ تسمر في مكانه وجثى على ركبتيه وامتلأت عيناه بالدموع عندما رأى طفله يلعب على السرير وبالقرب منه حية هائلة الحجم مخضبة بالدماء وقد لقت حتفها بعد معركة مهولة.
حزن الحطاب أشد الحزن على كلبه الذي افتداه وطفله بحياته وكان ينبح فرحاً بأنه أنقذ طفله من الحية لينتظر شكراً من صاحبه وما كان من الحطاب الا أن قتله بلا تفكير.
الحكمة من القصة :
عندما نحب أناسًا ونثق بهم يجب ألا نفسر تصرفاتهم وأقوالهم كما يحلو لنا في لحظة غضب وتهور؛ في لحظة يغيب فيها التفكير السليم فلنتريث ولا نستعجل الحكم ولنتذكر ما قد رأينا من خير منهم ولحظات سعيدة معهم قبل الحكم، فقد نفقد أناساً ندرك فيما بعد أنهم أحبونا بصدق ولكن في وقت لا ينفع فيه الندم.