قصة اليوم: الإعتماد على الذات
أفاق الرجل من ذهوله وقال "الآن، أستطيع بهذه النقود أن أمحوا كل ما يقلقني". ثم فكّر لوهلة وقرر أن ينقذ شركته من الإفلاس من دون أن يلجأ لصرف الشّيك الذي اتّخذه مصدر أمان وقوة له في المستقبل. وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات مع الدائنين لتأجيل السداد واستطاع خلال هذه الفترة تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته. واستطاع خلال بضعة شهور أن يسدد أغلب ديونه وبدأبتحصيل الربح من جديد. وبعد انتهاء السنة المحدّدة من قبل العجوز، ذهب الرجل متحمسًا إلى الحديقة فوجد ذلك العجوز بانتظاره جالسًا على نفس الكرسيّ فلم يستطع تمالك نفسه وقام بسرعة باعطائه الشّيك الذي لم يصرفه وبدأ بسرد حكايته منذ أن أمسك بالشّيك وما حققه من نجاحات مبهرة من غير أن يصرفه.
وفجأة قاطعت كلامه ممرضة مسرعة باتّجاه ذلك العجوز وقالت "الحمد لله انني وجدتك هنا" وأخذته من يده وقالت لرجل الأعمال "أرجو ألّا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة ويدّعي دائمًا أنه جون دي روكفلر.
وقف رجل الأعمال مندهشًا مذهولًا وراح يفكّر بتلك السنة الكاملة التي مرّت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة اقتناعًا منه أن هناك نصف مليون دولار خلفه تحميه وتسانده. حينها أدرك أن النقود ليست وحدها التي كانت الحافز في تغيير حياته وانقاذ شركته من الإفلاس، بل اعتماده على ذاته وإصراره وثقته بنفسه وبالله منحته القوّة ليتخطى الفشل بمجابهة الصعاب بعون الله.