قصة اليوم: الأعشاب السّامّة لحماتي
ولم يمضِ قليل من الوقت إلاَّ ووجدت ليلي أنها لم تَعُد قادرة على العيش مع حماتها على الإطلاق. فإنها وجدت أن شخصيتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الاختلاف مع شخصية حماتها؛ وكذلك شخصية حماتها نفس الشيء تختلف معها! فقد كانت "ليلي" تغضب من عادات حماتها، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقدها دائماً. ومرَّت الأيام، وعَبَرَت الأسابيع، وليلي وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال. ولكن، ما زاد الأمر سوءاً، هو أنه بحسب التقاليد الصينية يجب على الكنَّة (زوجة الابن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء. وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديدين. وأخيراً، وجدت ليلي أنه لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجَّهت ليلي إلى صديق حميم لوالدها، السيِّد هويانج، تاجر أعشاب طبية وأخبرته بكل الوضع وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السّامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة وإلى الأبد. وفكَّر هويانج مليّاً، وأخيراً قال "انظري، يا ليلي، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني" فردَّت عليه "حاضر، سوف أفعل كل ما تقوله لي". ودخل هويانج إلى الغرفة الداخلية لدكانه، ورجع بعد عدة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب وقال لها "أنظري، أنتِ لا تستطيعين استخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشّك في نفوس أهل القرية، لذلك، فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السّموم في جسمها وعليكِ يوماً بعد يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها قليلًا من الأعشاب في إناء للطبخ ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلا بدّ أن تكوني واعية جداً وأن تتصرفي معها بطريقة ودّية جداً. فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت"!
وسُرَّت ليلي جداً، وشكرت السيد هويانج، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة قتل لحماتها! ومرّت الأسابيع، وتتابعت الشهور، وليلي تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت. فقد بدأت ليلي تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
ولم تعد ليلي لا تدخل في جدالات مع حماتها لمدة 6 أشهر، لأن حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر. وهكذا تغيَّرت معاملة الحماة تجاه ليلي، وبدأت تحبها كأنها ابنتها! بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل منها. وكان زوج ليلي سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن ليلي كانت منزعجة من شيء ما فتوجَّهت إلى السيد هويانج وقالت له "سيدي هويانج، أرجوك أن تساعدني كي لا يقتل السمَّ الذي أعطيتني إياه حماتي! فقد تغيَّرتْ إلى سيّدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي. أنا لا أُريدها أن تموت بالسّمِ الذي وضعته لها في الطعام!".
وابتسم هويانج وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها "يا ليلي ليس هناك ما يثير انزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِ وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذا قد زال بمحبتكِ التي قدَّمتها لها".