ثقافة ومجتمع
03 آب 2015, 21:00

قصة اليوم : افتقاد الله رحمة!

هذا المثل العامي هو زبدة اختبار الأجيال، وينبوع تعزية للنفوس المؤمنة بالله، المتوكلة على رحمته، الواثقة بعنايته الأبوية. وهذا المثل على قلة كلماته، يفيدنا أكثر مما تفيدنا الكتب المطوّلة عن معنى الآلام والحوادث والمصائب. فهو يقول لنا باختصار أن كل ما يحدث في الحياة من مشاكل أو مصائب إنما هو بتدبير إلهي، ليس لكي نتحطّم ونيأس ونشقى، بل ليستطيع الله أن يفيض علينا مراحمه اذا نحن التجأنا إليه.

يُحكىُ أن الكاتب الملحد فولني (1757-1820)  ذهب الى نزهة مع رفاق له في زورق بخاري على شواطىء أميركا. وصدف أن هبّت عاصفة هوجاء، هدّدت معها الأمواج بابتلاع المركب ومن فيه. وأخذ الجميع يسترحمون الله جاثين على ركبهم. واذا بصاحبنا الكافر فولني يركع بدوره ويطلب من سيدة كانت بالقرب منه أن تعطيه مسبحتها ليصلي، وشاء الله أن يرحم عباده فهدأت العاصفة واذا بالمرأة تقول ساخرة الى الملحد فولني "وهل تؤمن بالله يا سيدي حتى تركع وتصلي؟" فأجابها الكافر برزانة "سيدتي! من السهل على الانسان أن يسخر من الدين عندما يكون آمناً مطمئناً في مكتبه، أما ساعة الخطر فالأمر يختلف!"
نعم، كثيراً ما يستعمل الله المصائب مثل وسيلة يفتح بها عيوننا على وجوده وقدرته. وكم من ملحدين اضطروا الله أن يلجأ معهم الى المصائب حتى يعودوا الى نفوسهم ويرتدّوا عن غباوتهم.