ثقافة ومجتمع
07 أيلول 2014, 21:00

قصة اليوم: أوفيمية

كان في أحد البلاد البريطانية فتاة لأحد الأغنياء اسمها أوفيمية و كانت جميلة جدا و قد نذرت بتوليتها للسيدة العذراء مريم .. فحسدها عدو الخير .. فألهب رجل شريف بحبها و التمس ذلك الرجل من أبيها أن يتزوجها ففرح أبوها بمصاهرة رجل غني ووعده باجابة طلبه.

أما أوفيمية فأبت أن تتزوج فأخبرت أباها بذلك فغضب جدا و أخذ يتوعدها وهددها باستعمال القوة ... فلجأت للهيكل و صلت كثيرا للسيدة العذراء ثم قالت "ان جمال جسمي سيصير سببا لتعطيل نذري فالأفضل أن أعدم هذا الجمال". فقطعت أنفها و شفتيها فلما رأى أبوها ذلك غضب جدا وضربها كثيرا ثم سلمها لرجل قاس كان يعمل حراثا لأرضه فكان يشغلها عنده بوحشية كجارية .. وكانت الابنة تحتمل كل هذا بصبر وشكر ومكثت على هذا الحال سبع سنوات مواظبة على الأصوام والصلوات.
وفي ليلة عيد الميلاد ... وبينما كان ذلك الرجل المتوحش جالسا على مائدة الطعام .. ذهبت أوفيمية خفية الى اسطبل البهائم و أخذت تصلي متذكرة ميلاد الرب يسوع .. أما ذلك الشرير فلما لم يجدها .. أخذ عصا وذهب مسرعا في طلبها ليجلدها كعادته وفيما هو مسرعا نحو المكان .. أبصر من بعيد نورا يسطع في الاسطبل فارتاع من ذلك ظانا أن البيت يحترق فاقترب من الاسطبل ونظر ما لم يكن مستحقا أن يراه .. رأى السيدة العذراء المجيدة تعزي هذه الابنة العفيفة وتشفيها من كل جراحها وتعدها بالخلاص من هذه الحالة البائسة ...
فأسرع الفلاح وأخبر كل أهل بيته فبادر الجميع الى أوفيمية فرأوها صحيحة بهية الجسم وقد شفيت تماما. فأسرعوا وأخبروا والدها الذي لما أبصرها انذهل وشكر الرب على شفائه ابنته وأخذ يطلب منها الصفح والسماح عما فعله بها وطلب منها أن يبني لها ديرا وأنفق فيه مالا جزيلا وهناك تركها تتعبد للعريس السماوي بشفاعة العذراء ... شفيعة الطهارة.

اخوتي الأحباء، أمنا العذراء، أم بمعنى الكلمة. لها عاطفة قوية جدا، حتى عندما نخطئ ونكون في قمة الخجل، أن نتوب ونعود لربنا. فلنطلب شفاعة العذراء هي معينة وتطلب عنا فعلا فيترك لنا الرب خطايانا.