ثقافة ومجتمع
16 تشرين الثاني 2015, 22:00

قصة اليوم : أغلى شيء في العالم

تقول قصّة قديمة أن الله قال لأحد ملائكته: "أنزل إلى الأرض واحضر لي أثمن شيء في العالم" هبط الملاك إلى الأرض، وعبر التلال والوديان والبحار والأنهار باحثاً عن أثمن شيء في العالم. نزل الملاك إلى ساحة القتال، ورأى جنديّاً شجاعاً جداً مات للتو من الجراحات التي أصابته وهو يدافع عن وطنه، أمسك الملاك بنقطة من دم الجندي وأحضرها أمام عرش الله وقال: "أيّها السيّد الرب بالتأكيد هذه هي أثمن شيء في العالم" فقال له الرب "حقاً هذا شيء عظيم وثمين في نظري ولكن ليس هو أثمن شيء في العالم" وهكذا عاد الملاك إلى الأرض، ليبحث عن أثمن شيء في العالم، وذهب إلى مستشفى حيث كانت ممرّضة راقدة من جرّاء مرض مرعب لحق بها بسبب تمريضها للآخرين، وعند خروج النفس الأخيرة، إلتقط الملاك هذا النفس وأتى بها إلى كرسي القضاء وهو يقول: "حقاً أيّها السيّد الرب، بالتأكيد يكون هذا هو أثمن شيء في العالم" إبتسم الرب للملاك وقال: "حقاً أيّها الملاك إن بذل الذات عن الآخرين هو تقدمة ثمينة جداً في نظري، ولكن ليس هذا هو أثمن ما في العالم" عاد الملاك إلى الأرض، وأخذ يتجوّل هذه المرّة لسنوات أطول، فرأى شخصاً فظّاً شريراً، منطلقاً في غابة مظلمة.

لقد كان ذاهباً إلى كوخ عدوّه ليحرقه. وعندما اقترب من الكوخ كان الضوء ينبعث خافتاً من نوافذ الكوخ، إذ كان سكان المنزل لا يتوقعون مجيئه ويمارسون أعمالهم، إقترب الرجل ونظر من النافذة فنظر الزوجة تضع طفلها الصغير على الوسادة وهي تعلّمه الصلاة، وتوصيه أن يشكر الله على جميع بركاته، لمّا أبصر الرجل هذا المنظر نسيَ ما أقبل من أجله، وتذكّر طفولته وكيف كانت أمّه تضعه على الفراش وتعلّمه الصلاة إلى الله. ذاب قلب الرجل وانحدرت دمعة على وجنتيه أمسك الملاك بالدمعة وطار بها إلى الله وهو يقول: "إنّ هذه هي أثمن ما في الوجود دمعة التوبة" إبتسم الرب بإبتهاج وقال: حقاً إيها الملاك لقد أحضرت أثمن شيء في العالم وهو دموع التوبة التي تفتح السماء.