ثقافة ومجتمع
25 تشرين الثاني 2016, 12:42

قصة اليوم: "أستطيع كلّ شيء بذاك الذي يقوّيني"

قام الأستاذ الجامعي كورت ريتشت في الخمسينات بتجارب نفسية على الفئران. في واحدة منها، أحضر مجموعة من الفئران، ووضعها في إناء زجاجي كبير ممتلىء حتى نصفه بالماء يكفي لغرقها. وكان الإناء زجاجي كبير حيث لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارجه.

 

وَحَسَبَ العالم كورت الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة النجاة والخروج قبل الاستسلام للغرق. بالطبع كان هناك اختلافًا بين فأر وآخر، ولكن متوسط محاولة النجاة لدى أغلب الفئران كان ١٥ دقيقة تقريبًا، بعدهاً استسلموا للغرق.

أعاد كورت التجربة لكن مع بعض التغيير، فعندما كان يرى الفأر في لحظاته الأخيرة ويوشك على الاستسلام، يخرجه من الإناء، ويجفّفه ويتركه يستريح لبعض الوقت ثم يضعه مرة أخرى في الإناء!

فعل ذلك مع كل الفئران، ثم أخذ يحسب متوسط الوقت في المرة الثانية .

كم تتوقع أن يكون متوسط الوقت في المحاولة الثانية؟! تخيل، أكثر من ٦٠ ساعة!! نعم، ساعة وليس دقيقة!
وهناك فأر استمر لمدة ٨١ ساعة تقريباً.

تحليل التجربة هي أن الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للنجاة.

في حين في المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأنه هناك أمل، وأنه في أية لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم، لذا استمروا أكثر في انتظار تحسّن الظروف.

هذه القصة تتكرّر كثيرًا في كتب التحليل النفسي تحت اسم "النفس الايجابية" كدليل على أهمية "الأمل والتفاؤل".  
فكما يشجّعنا الرب يوميًّا باعطائنا فرصًا جديدة، فلنكن أداة تشجيع بعضنا لبعض، ولنكن سبب نجاة للآخرين من الغرق في يأس بحر العالم. ولنتوقف عن احباط بعضنا البعض.