دينيّة
04 تموز 2017, 06:03

قدّيسو اليوم: 4 تموز 2017

تذكار القديس اندراوس رئيس اساقفة كريت (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا القديس في دمشق في أوائل القرن السابع من أسرة تقية. نشأ على حب الفضيلة ومخافة الله وتثقف بالعلوم والآداب المسيحية. ثم سافر الى اورشليم ولازم بطريركها تاودوروس، فرقاه الى الدرجات الاكليريكية الصغرى وعينه خادماً في كنيسته وكاتباً خاصاً له. فقام بواجباته احسن قيام.

 

ولما عقد المجمع المسكوني السادس في القسطنطينية ارسلَ البطريركُ الى حضور هذا المجمع، عام 681، امينَ سره اندراوس، لِما كان يعهد به من الكفاءة وعلماً وفضيلة. فحضر ذلك المجمع وحرم مع آبائه المئة والاربعة والسبعين، بدعة المونوتيلية، اي المشيئة الواحدة ووقّع معهم قانون الايمان الذي اثبت ان في المسيح مشيئتين، كما ان فيه طبيعتين كاملتين. وحرموا زعماء تلك البدعة واتباعها.

ولما رجع رقّاه البطريرك الى درجة الشمامسة. ووكل اليه العناية بالايتام والارامل في كنيسته. فقام بوظيفته خير قيام في سبيل الاحسان والعطف على الفقراء. واشتهر بسمو فضائله وغزارة علومه، حتى انتخب اسقفاً على جزيرة كريت. فذهب اليها وكان لها ذلك الراعي الصالح المتفاني غيرة في خلاص النفوس. ثم رقد بالرب نحو سنة 720. صلاته معنا. آمين.

 

القدّيس الروسيّ أندره روبليف( بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

تحيي الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكار القدّيس الروسيّ أندره روبليف، رسّام الأيقونات، أو كاتب الأيقونات، كما يحلو للبعض أن يقول، في الرابع من شهر تمّوز. ولد حوالى العام 1360، ويُظنّ أنّه عاش لفترة في بيزنطية حيث تعلّم فنّ الأيقونات على يد الرسام الشهير ثيوفانس اليونانيّ. نسك في دير "المخلّص الرحيم" في موسكو، كما قضى فترة من حياته الرهبانيّة في دير الثالوث "اللافرا". رسم العديد من الأيقونات وجداريّات الكنائس الشهيرة ببهائها إلى اليوم. ورقد قدّيسنا سنة 1427 بعد حياة قضاها في حبّ الله وإبراز جمال صنائعه من خلال موهبته الفنّيّة. أعلن المجمع المقدّس للبطريركيّة الروسيّة قداسة أندره روبليف عام 1988، لمناسبة الألفيّة الأولى لمعموديّة الروس. غير أنّه كان قد بدئ بتكريمه قدّيساً منذ القرن السادس عشر في دير اللافرا.

لا شكّ في أنّ أشهر أيقونة رسمها أندره روبليف إنّما هي "أيقونة الثالوث الأقدس" . وهذه الأيقونة المحفوظة في غاليري تريتياكوف في موسكو فريدة من نوعها، من حيث إنّها الأيقونة الوحيدة المقبولة كنسيّاً للثالوث الأقدس. لقد اتّخذ روبليف من واقعة حدثت في العهد القديم هي زيارة الثلاثة الملائكة لإبراهيم عند بلّوطات ممرا (سفر التكوين، الفصل 18)، فيضفي عليها تفسيراً أرثوذكسيّاً ينوجز في أنّ الملائكة ليسوا سوى رمز للثالوث الأقدس. وقد درجت، قبل روبليف، عادةٌ حميدة تتمثّل في رسم أيقونة "ضيافة إبراهيم"، يظهر فيها إبرهيم مع سارة زوجته يخدمان ثلاثة ملائكة جالسين على مائدة.

تفسير روبليف لضيافة إبرهيم كونها ظهوراً للثالوث تندرج في سياق تقليد تفسيريّ قديم. أمّا عند الآباء فتعدّدت التفسيرات للحديث عن الثلاثة الملائكة مَن يكونون. فمنهم، كأصحاب التراث الأنطاكيّ والسريانيّ، مَن رأى في ظهور الملائكة ظهوراً لله نفسه. ومنهم، كالآباء الكبادوكيّين، مَن رأى فيهم ظهوراً لـ"كلمة الله"، المسيح المتجسّد فيما بعد. ومنهم، كالقدّيسين امبروسيوس أسقف ميلانو وأوغسطينس أسقف هيبو، مَن قال في هذه الواقعة أنّها ظهور للثالوث الأقدس نفسه مع التأكيد على وحدته. من هنا، يحذف روبليف من أيقونته إبرهيم وسارة ليذكّر المتأمّل فيها بأزليّة السيّد المسيح القائل: "قبل أن يكون إبرهيم أنا كائن" (يوحنّا 8: 58).

لم يبتدع أندره روبليف، إذاً، موضوعاً جديداً للأيقونة. فرسمُ الله محظور في الكنيسة، وواضحة الوصيّة الإلهيّة الآمرة: "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة..." (خروج 20 :4) غير أنّ روبليف لم يرسم الله نفسه، بل واقعة ظهور الملائكة التي نظرها إبرهيم وسارة بعينيهما وعاشا أحداثها. كما أنّ اللاهوت الأرثوذكسيّ ينطلق من قول الربّ يسوع: "مَن رآني فقد رأى الآب" (يوحنّا 14: 9) ليشرّع الأيقونة، ويشرّع رسم الربّ يسوع "ضياء مجد الله وصورة جوهره وضابط الجميع بكلمة قوّته" (عبرانيّين 1 :3). هكذا نستطيع القول إنّ روبليف لم يجازف برسم الثالوث نفسه: الآب والابن والروح القدس، بل رسم حادثة ورد ذكرها في الكتاب المقدّس. وبدل أنّ يفسّر الحادثة بالكلام، ككلّ الآباء، فسّرها بالخطوط والألوان.

يعبّر روبليف في أيقونته عن وحدة الثالوث الأقدس بتشابه الثلاثة الملائكة، وبالدائرة الواحدة التي تمّ رسمها حول رؤوس الثلاثة. الملاك الأوّل، ملاك اليسار المرسوم لثلاثة أرباع الوجه، يشير إلى الآب "غير المدرك" الذي لا نعرف عنه شيئاً. لذلك تمّ تصويره بلباس غير واضح، حتّى لا نقول بلا لون تقريباً، وذلك للإشارة إلى الإبهام الذي يحيط به، ولكن أيضاً لأنّنا لا نعرف شيئاً عن الآب إلاّ ما كشفه لنا الربّ يسوع: "الله لم يره أحد قطّ. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر" (يوحنّا 1 :18).

الملاك الثاني، ملاك الوسط، الذي يواجهنا ويظهر لنا بشكل واضح، يرمز إلى الابن المتجسّد، يسوع المسيح. لباسه بلون صاف وجليّ، أزرق وبنّي. الأزرق يرمز إلى السماء والألوهة، أمّا البنّي الداكن فيرمز إلى الأرض والبشريّة. ووراءه ترتفع شجرة جذورها في الأرض وأغصانها تمتدّ نحو السماء. هذه الشجرة ترمز إلى عود الصليب الذي صار بواسطة يسوع شجرة الحياة في الجنّة، السلّم المصعدة إلى السماء، والذي بواسطته اجتمعت السماء والأرض، فانعدمت الحدود بينهما.

الملاك الثالث، ملاك اليمين المرسوم أيضاً لثلاثة أرباع الوجه، يرمز إلى الروح القدس المانح الحياة الذي ينمي ويوجد جميع الكائنات. لذلك تمّ تصويره باللباس الأخضر، لون الحياة وفرحها. الهالة المستديرة في الأيقونة تكتمل ولا تنغلق، وهي تنفتح على الكأس المقدّسة الموجودة في وسط الأيقونة على المائدة. هنا الإشارة واضحة إلى القدّاس الإلهيّ، أي إلى الكنيسة مجتمعةً، حيث يتمّ الدخول إلى حضن الآب والسكنى معه منذ هذا الدهر الحاضر. الملكوت السماويّ والحياة الأبديّة يبدآن من هذه الحياة الدنيا ويمتدّان إلى ما لا نهاية.

لقد رسم روبليف أيقونة الثالوث الأقدس، فتقدّس هو وغيره ممّن تشدّد إيمانهم بالتأمّل فيها والصلاة أمامها. هذه الأيقونة ترفعك عن الأرض لتضعك في حضرة الله الدائمة، لأنّها لم تُرسم إلاّ لكي تكون صلاةً ومناداةً بالإيمان وعبادةً. ولا يسعنا في ختام قولنا عن القدّيس أندره روبليف إلاّ أن ننضمّ إلى جوق المنشدين: "طوبى للذين يحبّون جمال بيتك يا ربّ".

تُعيد له الكنيسة في 4 تموز.

 

تذكار أبينا الجليل في القديسين أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد القديس أندراوس في دمشق الشام في أيام الفتح العربي، ونشأ في أسرة تقيّة فاضلة من تلك الأسر الدمشقيّة العريقة في الفضيلة والأخلاق الرضية.

ولمّا بلغ أندراوس أشدّه سافر إلى أورشليم ولازم البطريرك ثاوذورس، فضمّه هذا إلى رجال إكليرسه. فظهرت مناقبه وعلومه وأشرقت فضيلته فأضحى الساعد اليمين للبطريرك المذكور.

وكانت الهرطقة المونوثيليّة القائلة بالمشيئة الواحدة في المسيح تنتشر وتبلبل الكنيسة وكان أول من دعا إليها البطريرك القسطنطيني سرجيوس (610- 638)، لغاية سياسيّة أكثر ممّا هي لاهوتيّة ودينيّة، ليوفّق بين المتخاصمين من الكاثوليك ومن جماعة القائلين بالطبيعة الواحدة. فكان يريد بذلك أن يوحّد الصفوف ويشدّ أزر المملكة البيزنطيّة في مواقفها الخطرة وحروبها الدمويّة مع الفرس والعرب. وراقت تلك السياسة للملك هرقل وقام يسعى إلى تحقيقها. ولكن الحقيقة لا تُباع ولا تُشترى ولا يساوَم عليها. فحبطت تلك المساعي، ولاسيّما بعد إحتلال العرب للبلاد السوريّة والمصريّة ووقوع البطريركيّات الثلاث في حوزتهم.

وجاهد القديس صفرونيوس جهاد الأبطال في سبيل المعتقد الكاثوليكي، قبل إرتقائه إلى السدّة البطريركيّة الأورشليميّة، وأيضاً طوال أيام حبريته. ولمّا مات صفرونيوس تسلّم علّم الدفاع عن الأرثوذكسيّة الأحبار الرومانيون أنفسهم: يوحنّا الرابع، وثاوذورس الأول ومرتينس الأول، وأفجانيوس. ورغم ذلك تأصّلت تلك البدعة وانتشرت خصوصاً بمناصرة القياصرة البيزنطيين لها. ولذلك بقيَ الكرسي البطريركي القسطنطيني من بعد سرجيوس أربعين سنة بيد بطاركة مونوثيليين، أي إلى سنة 677.

وارتقى إلى سرير الملك قسطنطين الرابع بوغونات أي الملتحي، وعزم على أن يضع حدّاً لتلك المنازعات الدينيّة التي أوشكت أن تقوّض أركان المملكة. فاستشار بذلك البطريرك ثاوذورس، فأشار عليه بدعوة الأساقفة إلى مجمع عام. فخابر بذلك الحبر الأعظم القديس أغاثون، فوافق على هذا الإقتراح بسرور وارتياح. وهكذا اجتمع المجمع المسكوني السادس في مدينة القسطنطينيّة (7 تشرين الثاني سنة 680-16 أيلول سنة 681). ودارت المباحثات والمناقشات في البهو الكبير الملكي، وجرى إنعقاد أكثر الجلسات بحضور الملك نفسه.

ولمّا حالت الموانع دون شخوص البطريرك الأورشليمي إلى القسطنطينيّة لحضور المجمع أرسل شمّاسه أندرواس نائباً عنه. فاشترك أندراوس في أعمال المجمع، ورأى الحق ينتصر والباطل يُشجب ويُرذل. ووقّع مع الآباء المئة والأربعة والسبعين قانون الإيمان الذي يثبّت أن في المسيح مشيئتين كما أن فيه طبيعتين كاملتين. وحرَم مع آباء المجمع سرجيوس وثاوذورس الذي من فاران وسائر رفاقهم الهراطقة.

ولمّا عاد أندراوس من المجمع، أكبّ بكل قواه على خدمة النفوس وتقديسها وإبعاد شرور البدع عنها. فسطع نجمه وأضاءت فضيلته، فحامت حوله الأنظار. وما لبث أن دُعي لرئاسة أساقفة جزيرة كريت. فذهب حاملاً إليها نفساً عالية وهمّةً كبيرةً وخبرةً وافية. فنجح عمله في تلك الجزيرة نجاحاً كبيراً، رغمَ أن أهل كريت كانوا قد اشتهروا منذ أيام بولس الرسول بصعوبة قيادتهم وتدبير أمورهم.

ولسوء الطالع لم يحفظ لنا التاريخ أعمال القديس أندراوس في تلك الجزيرة. أمّا الذي نعرفه عنه فهو ما وضعه من الصلوات والترانيم الكنسيّة، التي لا تزال كنيستنا الشرقيّة تتلوها وتترنّم بها في حفلات طقوسها. فمنها القانون الكبير الخشوعي الذي يُتلى يوم الخميس من الأسبوع الخامس من الصوم الأربعيني المقدّس، وكلّه استغفار واسترحام وإذلال للنفس وتواضع. ومنها تسابيح عديدة في مديح والدة الإله.

وانتقل أندرواس إلى الأخدار العلوية في أوائل القرن الثامن وخلّف ذكراً مجيداً في تاريخ الكنيسة.

 

استشهاد القديس توماس الشندلاتى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس توماس الذي من شندلات (مركز السنطة غربية) هذا القديس ظهر له ميخائيل ملاك الرب وهو في سن الحادية والعشرين بينما كان نائما في الحقل يرعى الخنازير وأمره أن ينهض ويعترف بالسيد المسيح فذهب إلى الإسكندرية واعترف أمام الوالي فعذبه بكل أنواع العذاب وكان معه في العذاب القديس ببنوده الذي من البندرة، وأنبا شنوسي (وردت "موسى" في مخطوط بشبين الكوم) الذي من بلكيم. فكانوا يصبرون بعضهم بعضا. وبعد عذابات كثيرة أرسله الوالي إلىإريانا والي أنصنا وهناك قطع رأسه فنال إكليل الشهادة وكان عدد الذين استشهدوا في أيامه سبعمائة رجل وتسع نساء. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس حنانيا الرسول أحد السبعين

في مثل هذا اليوم تنيح القديس حنانيا الرسول هذا القديس أقامه الرسل أسقفا علي دمشق فبشر فيها ببشارة الحياة. كما بشر في بيت جبريل أيضا ورد كثيرين من أهلها إلى الإيمان وعمدهم هم وأبناءهم. وهو الذي عمد بولس الرسول عندما أرسله الرب إليه ولما عمده وقعت من عينيه قشور ثم أبصر. وقد أجري الله علي يدي هذا القديس آيات كثيرة فأمن ببشارته كثيرون من اليهود والأمم. وبعد ذلك قبض عليه لوكيانوس الأمير وعذبه بعذابات شديدة منها حرق جنبيه بمشاعل نار وأخيرا أخرجه خارج المدينة وأمر برجمه حتى اسلم روحه الطاهرة بيد الرب صلاته تكون معنا. آمين.