دينيّة
30 حزيران 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 30 حزيران 2017

تذكار الرسل الاثني عشر (بحسب الكنيسة المارونيّة) جاء في الانجيل ان ربنا يسوع المسيح اختار من تلاميذ اثني عشر رجلاً دعاهم رسلاً. هذه اسماؤهم: سمعان المدعو بطرس واندراوس اخوه ويعقوب بن زبدى ويوحنا اخوه وفيلبوس وبرتلماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه (متى 10: 1-4).الاول بطرس هامة الرسل بشر في اليهوية، ثم في انطاكية حيث جعل كرسي رئاسته مدة سبع سنين. ومضى الى روما وفيها اقام كرسيه، ثم مات مصلوباً منكسأً سنة 67.

 

الثاني يوحنا، بشر في آسيا الصغرى وأقام بأفسس مدة طويلة. وفي سنة 95 نفي منها بأمر الملك دومتيانوس الى روما حيث ألقي في مرجل زيت يغلي، فصانه الله، ثم نفي الى جزيرة بَطمُس حيث كتب رؤياه العجيبة، وبعدها عاد الى افسس سنة 97 وفيها كتب انجيله، ثم رقد بالرب السنة المئة للميلاد.

الثالث اندراوس اخو بطرس، بشر في بلاد اليونان وشواطئ البحر المتوسط الى بوغاز الدردنال وبلاد التتر ونال اكليل الشهادة مصلوباً سنة 62 في تيراقية.

الرابع يعقوب اخو يوحنا، بشر في فلسطين وسوريا وسار الى اسبانيا ثم عاد الى اورشليم، فقبض عليه الملك اغريبا فقتله سنة 42 (اعمال12).

الخامس فيلبس، بشر في فريجيا من آسيا الصغرى ونال اكليل الشهادة في هليوبوليس معلقاً على الصليب، مرشوقاً بالسهام سنة 54.

السادس توما، بشر في بلاد فارس ومادَي والهند واستشهد في مدينة كلامينا سنة 75.

السابع برتلماوس وهو نتنائيل، بشر بلاد فارس ايضاً والهند. ونال اكليل الشهادة مصلوباً سنة 71.

الثامن متى الانجيلي، بشر في الحبشة وقضى فيها شهيداً سنة 90 على الارجح. وكتب انجيله الى اليهود المتنصرين.

التاسع يعقوب بن حلفى اسقف اورشليم، رجمه الكتبة والفريسيون وشَجّوا رأسه بهراوة فقضى شهيداً سنة 63.

العاشر سمعان القانوي، بشر في مصر وافريقيا وجزر بريطانيا. نال اكليل الشهادة على الصليب. وقال بعضهم: انه بشر فيما بين النهرين ومات شهيداً في بلاد فارس سنة 64.

الحادي عشر يهوذا اخو يعقوب بن حلفى وهو تادي ولابي، بشر في الرها وما بين النهرين. ومات في بلاد فارس مرشوقاً بالسهام نحو سنة 70.

الثاني عشر ماتيّا، هو الذي اختاره الرسل بعد صعود الرب، بدلاً من يهوذا الاسخريوطي. وقد بشر في اليهودية، ثم مضى الى تدمر وطاف ما بين النهرين. واستُشهد في بلاد فارس مرجوماً سنة 60.

هؤلاء هم الرسل الاثنا عشر الذين طافوا المسكونة مبشرين بالمسيح وقد ذاعت اصواتهم في كل الارض. وأسسوا الكنيسة بأعراقهم ودمائهم. وفيهم قال بولس الرسول برسالته الاولى الى أهل كورنتس:" اني أطن ان الله قد ابرزنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت لاننا قد صرنا مشهداً للعالم والملائكة والبشر. نحن جهال من اجل المسيح، اما انتم فحكماء بالمسيح.

نحن ضعفاء وانتم اقوياء، الى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونلطم ولا قرار لنا. ونتعب عاملين بأيدينا. نشتم فنبارك، نضطهد فنتحمل وقد صرنا كأقذار العالم" (1كور 4: 9 ...).

ولكل من هؤلاء الرسل تذكار خاص به على مدار السنة. غير ان امنا الكنيسة الشرقية تقيم لهم تذكاراً جامعاً في هذا اليوم، تحريضاً لنا على زيادة تكريمهم والاقتداء بفضائلهم والالتجاء الى شفاعتهم. صلاتهم معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديس ميخائيل الاثينائي الشهيد

من عائلة اثينائية فقيرة ولكن تقية. لم يذهب الى المدرسة. شغله كان نقل الزبل إلى الحقول على حماره. ذات يوم، عاد إلى المدينة بعد جولة في القرى. فاذا بحراس يتهمونه بنقل البارود الى الثوار المختبئين في الجبال. من دون اي اثبات ألقوه في السجن وضربوه. ثم على مدى ثلاثين يومًا كان الأتراك يأتون إليه كل يوم محاولين إقناعه بقبول الإسلام ومهددين إياه بالموت إن لم يفعل.

وقد تمكن مسيحي تقي اسمه جورج من الوصول إليه في السجن وشجّعه على الصمود في الإيمان بالمسيح ليحظى بإكليل الشهادة.

عُرض على القاضي فحاول هذا الاخير كسبه بالوعود الخدّاعة. جواب ميخائيل كان "أنا مسيحي، ولن اصبح أبداً مسلمًا". نقل الى باشا فأبدى ميخائيل تصميمًا وثباتًا في الإيمان بيسوع المسيح رغم العروض بإخلاء سبيله مقابل ارتباط لفظي بالإسلام. أُخضع للاستجواب فردّد الكلام الاول عينه فصدر في حقه حكم الموت.

لما وصل الى مكان تنفيذ الحكم ركع وصلب وجهه، وأحنى عنقه. فضربه الجلاد بسيفه فقطع عنقه، وهكذا نال ميخائيل إكليل الشهادة وكان له من العمر ثمانية عشر ربيعًا.

اما تاريخ استشهاده فهو في 30 حزيران 1770م، وهو يوم عيده في الكنيسة.

 

عيد جميع الرسل (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)

لقد اختار يسوع إثني عشر رسولاً ليكونوا أساساً للكنيسة الجامعة. وكنيستنا السريانيّة الشرقيّة تحتفل بهذا التذكار إكراماً للرسل وطلباً لشفاعتهم. وهذه أسماء الإثني عشر رسولاً:

سمعان المدعو بطرس وأندروس أخوه- يعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه- فيلبّس- برتلماوس- توما- متّى العشّار- يعقوب بن حلفى- تداوس- سمعان القانوي- يهوذا الأسخريوطي الذي أسلمه.هؤلاء بذلوا دماءهم من أجل إيمانهم وزرعوا الحياة عبر البشارة الخلاصيّة.

الأول- بطرس الرسول: هامة الرسل. بشّر في اليهوديّة ثم أنطاكية حيث جعل كرسي رئاسته مدّة سبع سنين ومضى إلى روما وأقام كرسيه. ومات مصلوباً منكساً سنة 67.

الثاني- يوحنّا: بشّر في آسيا الصغرى. أقام في أفسس مدّة طويلة. في سنة 15 نفي إلى روما وألقي في مرجل زيت يغلي فصانه الله. ثم نفي إلى جزيرة بطمس حيث كتب سفر الرؤيا، ثم عاد إلى أفسس سنة 97 وفيها كتب إنجيله. مات حوالي سنة 100 للميلاد.

الثالث- أندرواس: هو أخو بطرس. بشّر في بلاد اليونان وشواطىء البحر المتوسط إلى مضيق الدرونال وبلاد التتر. مات شهيداً ومصلوباً في تراقية سنة 63.

الرابع- يعقوب بن زبدى أخو يوحنا. بشّر في فلسطين وسوريا، وسار إلى إسبانيا ثم عاد إلى أورشليم. قتله الملك أغريبا سنة 44.

الخامس- فيلبّس: بشّر في فريجيا في آسيا الصغرى. نال إكليل الشهادة في هليو بوليس معلّقاً على الصليب ومرشوقاً بالسهام سنة 54.

السادس- توما: بشّر بلاد فارس وماداي والهند. واستشهد في مدينة كلامنيا سنة 75.

السابع-برتلماوس: وهو نثنائيل. بشّر بلاد فارس أيضاً والهند. نال إكليل الشهادة مصلوباً سنة 71.

الثامن- متّى الإنجيلي: كتب إنجيله إلى اليهود المتنصرين. بشّر في الحبشة وقضى فيها شهيداً، على الأرجح سنة 90.

التاسع- يعقوب بن حلفى: أسقف أورشليم. رجمه الكتبة والفريسيون، وشجوا رأسه بهراوة وألقوه من جناح الهيكل. ومات شهيداً سنة 62.

العاشر- سمعان القانوني: بشّر في مصر وأفريقيا وجزر بريطانيا. قال بعضهم إنّه بشّر فيما بين النهرين. ومات شهيداً على الصليب في بلاد فارس سنة 64.

الحادي عشر- يهوذا أخو يعقوب بن حلفى: وهو تداوس ولباوس. بشّر في الرها وما بين النهرين. ومات في بلاد فارس مرشوقاً بالسهام نحو سنة 70.

الثاني عشر- متياس: إختاره الرسل بعد صعود الربّ بدلاً من يهوذا الأسخريوطي الذي أسلمه. بشّر في اليهودية ثم مضى إلى تدمر وما بين النهرين. واستشهد في بلاد فارس مرجوماً نحو سنة 63.

هؤلاء الرسل جابوا المسكونة مبشّرين بالمسيح. وأسّسوا كنائس في أماكن مختلفة. وفيهم قال بولس الرسول: "أنى أظن أن الله قد أبرزنا نحن الرسل أدنى الناس كأننا مجعولون للموت لأنّنا قد صرنا مشهداً للعالم والملائكة والبشر".

إنّ كنيستنا تقيم لهؤلاء الرسل تذكاراً جامعاً في هذا اليوم بعد تذكار بطرس وبولس هامتي الرسل، إضافة إلى أن لكل رسول تذكاراً خاصاً به على مدار السنة... وهذا ما يدعونا إلى الإقتداء بهم لحمل رسالة الإيمان عبر الحياة وإلى جميع الناس.

 

تذكار جامع للرُّسل الاثني عشر (بحسب الكنيسة الأرثوذكسيّة)

إنَّ التذكار الجامع للرُّسل الاثني عشر القدِّيسين هو عيدٌ كانت تحتفل به الكنيسة المقدَّسة منذ القديم في اليوم التالي لعيد القدِّيسين بطرس وبولُس هامتا الرُّسل ( وقد ابتُدأ الاحتفال بهِ منذ حوالي سنة 67م ).

لقد بنى القدِّيس الملك قسطنطين ( 274م-337م ) كنيسةً على اسم الرُّسل الاثني عشر القدِّيسين ويوجد لدينا بيانات تشهد عن أنَّ الاحتفال بهذا العيد كان يتمُّ منذ القرن الرابع للميلاد.

إنَّ الكنيسة المقدَّسة عند إقامتها لتذكار كلُّ واحدٍ من الرُّسل على انفراد تتخشَّع على نفس السويَّة أمام مجمعهم أيضاً. ولأنَّ الكتاب المقدَّس والتقليد عند مديحهما لأتعاب والموت الاستشهادي لكلِّ واحدٍ من الرُّسل الاثني عشر على حدا فإنَّهما يمجِّدونهم كلُّهم معاً وبكرامةٍ متساويَّة أيضاً. وبحسب قول الكتاب المقدَّس إنَّهم أحبَّاءً لله ( يوحنَّا15: 14 ) ” مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” ( متَّى19: 28 ). يصف التقليد المقدَّس الرُّسل الاثني عشر بالمجيدين والجديرين بكلِّ مديح.

قديماً كانت الكنيسة المقدَّسة تحتفل بذكرى الرُّسل القدِّيسين كلُّهم معاً. وقد أضافت فيما بعد القدِّيس الرَّسول بوُلس إلى صفِّهم. وأمَّا هؤلاء الرُّسل فهم :

القدِّيس الرَّسول بطرس هامة الرُّسل ( يُعيَّد له في 29 حزيران و16 كانون الأوَّل ).
القدِّيس الرَّسول أندراوس المدعو أولاً ( يُعيَّد لهُ في 30 تشرين الثاني ).
القدِّيس الرَّسول يعقوب بن زبدى ( يُعيَّد لهُ في 30 نيسان ).
القدِّيس الرَّسول يوحنَّا بن زبدى البشير ( يُعيَّد لهُ في 26 أيلول و8 أيَّار ).
القدِّيس الرَّسول فيليبُّس ( يُعيَّد لهُ في 14 تشرين الثاني ).
القدِّيس الرَّسول برثلماوس أو نثنائيل ( يُعيَّد لهُ في 11 حزيران و25 آب ).
القدِّيس الرَّسول توما ( يُعيَّد لهُ في 6 تشرين الأوَّل ).
القدِّيس الرَّسول متَّى البشير ( يُعيَّد له في 16 تشرين الثاني).
القدِّيس الرَّسول يعقوب بن حلفى ( يُعيَّد لهُ في 9 تشرين الأول ).
القدِّيس الرَّسول يهوذا نسيب الرَّبِّ والّذي يُدعى أيضاً بتدَّاوس ولبَّاوس (يُعيَّد لهُ في 19 حزيران ).
القدِّيس الرَّسول سمعان الغيُّور ( يُعيَّد لهُ في 10 أيَّار ).
القدِّيس الرَّسول متيَّاس ( متَّيا ) ( يُعيَّد لهُ في 9 آب ).
القدِّيس الرَّسول بولُس هامة الرُّسل ( يُعيَّد لهُ في 29 حزيران ).

وبالرغم من ذلك فإنَّ هذا اليوم يُسمَّى في الكتب الطقسيَّة ” بتذكار جامع للرُّسل الاثني عشر ” وذلك لأنَّ هذا العدد كان في البداية هو العدد الّذي حدَّده السيِّد المسيح ( متَّى10: 1-5 ).

كما وتقيم الكنيسة المقدَّسة في الرابع من شهر كانون الثاني تذكار الرُّسل السبعين الّذين اختارهم السيد المسيح للخدمة الرَّسوليَّة.

 

ذكر جامع للرسل الإثني عشر (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ الكنيسة جمعاء، شرقاً وغرباً، تكرّم الرسل كلاًّ منهم في يوم معلوم مختص به. إلاّ أنّ كنيستنا الشرقية الملكية تقيم لهم كلّهم تذكاراً جامعاً في هذا النهار، كما عيّنت أيضاً كل يوم خميس من الأسبوع، على مدار السنة كلّها، لأجل إكرامهم وطلب شفاعتهم. وذلك لأنّ السيّد المسيح إختارهم ليكونوا أسساً للكنيسة وقواعد لها ثابتة، ولأنّهم تحمّلوا مشقّات لا توصف في سبيل نشر الإنجيل بين الأمم، ولأنّهم أنهوا حياتهم المجيدة بسفك دمائهم من أجل المعلّم والفادي، الذي سبق ومات على الصليب لأجلهم ولأجل البشرية جمعاء.

دعاهم الربّ ليكونوا في أيام حياته شهوداً على تعليمه وليحملوا حيناً بعد حين بشارته إلى آل إسرائيل، أي إلى الشعب البسيط نظيرهم.

وكانوا كلّهم يهوداً من نسل إبراهيم، لأنّ الله كان قد وعد بأن البركة تفيض على الدنيا بواسطة نسل إبراهيم "الذين هم إسرائليون، ولهم التبني والمجد والعهود والإشتراع والعبادة والمواعيد، ومنهم المسيح بحسب الجسد،الذي هو على كل شيء إله مبارك مدى الدهر آمين".

ولكن كان خليقاً بالمعلّم الإلهي أى يدعو إلى شرف وأعمال الرسالة أناساً علماء وأغنياء بل كان الأجدر به أن يختار الفقراء والجهلاء، لتظهر أعمال الله في رسالتهم. لذلك اختارهم من الشعب البسيط، وإنّما اختارهم رجال فضيلة وذوي قلوب نقيّة ونيّة صالحة. وقد رأينا أن إيمانهم كان حيّاً، وتجرّدهم كاملاً، وطاعتهم جميلةً.

بعد أن قام الربّ يسوع من الأموات وتراءى مراراً للرسل والتلاميذ، جاء الوقت الذي فيه كان ينبغي له أن يصعد إلى السماء عائداً إلى الآب. كان عمله قد تمّ، وقد افتدى العالم وخلّصه بصليبه، وكان قد حان الوقت ليعلن إفتتاح عمل الرسل وتأسيس الكنيسة وانتشار الإنجيل بين الأمم إلى مدى الدهور، على يد هؤلاء الرسل، وعلى يد خلفائهم من بعدهم، جيلاً بعد جيل. لذلك جمعهم، وبسلطانه الإلهي الأزلي فوّض إليهم تحقيق ذلك العمل العظيم، وقال لهم: "إنّي قد أعطيت كل سلطان في السماء والأرض. فاذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم، معتمدين إياهم بإسم الآب والإبن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر".

فالرسالة التي أناطها الرب يسوع بالرسل وبخلفائهم من بعدهم توجب عليهم أن يعلنوا مجيئه، ويبشّروا العالم بالخلاص الذي أتمّه على الصليب، وينشروا تعليمه الإلهي، ويجمعوا الأمم تحت رايته، ويقسموها فرقاً منظّمة، ويسلّموا كل فرقةٍ إلى راعٍ أو أسقفٍ يسوسها، ويعملوا ما بوسعهم، لنشر كلمة الإنجيل وتوطيد الكنيسة وترتيب أمورها وإدارة شؤونها.

ويمتاز الرسل عن خلفائهم بأن الدعوة أتتهم من فم المسيح، وهو الذي علّمهم وثقّفهم بنفسه، وهو الذي أرسل إليهم الروح القدس فملأهم من مواهبه الغنية الإلهية، وهو الذي سلّحهم بقوّة صنع العجائب، وجعل كل واحدٍ منهم معصوماً عن الغلط في التعليم وفي التهذيب وفي الإدارة، وثبّتهم في البرارة ليكونوا منزّهين عن الخطيئة وعن العيوب.

ومن بعد تلك الأتعاب وتلك الشقّات، من بعد السجون، والجلد، والأسفار، وأخطار البحار، وأخطار اللصوص، وأخطار السيول، والمدن، والكد والإسهار الكثيرة، والجوع والعطش والأصوام الكثيرة، والبرد والعريّ، أجل من بعد هذا كلّه، سفكوا كلّهم دماءهم لأجل المسيح ونالوا إكليل الشهادة: فبطرس مات مصلوباً في رومة، وبولس قطعت هامته في رومة أيضاً، وإندراوس مات مصلوباً في بلاد أخائيا، ويعقوب الكبير إبن زبدى مات بحد السيف في أورشليم، ويوحنا الإنجيلي الحبيب عمل الوثنيون على إماتته في خلقين من الزفت المغلي، وفيلبّس مات قتلاً في بلاد فريحيا، وبرثلماوس قطعت هامته في بلاد أرمينيا، وتوما مات في بلاد الهند مطعوناً بحربة، ومتى الإنجيلي مات شهيداً في بلاد الحبشة، ويعقوب الصغير بن حلفى قتله اليهود في أورشليم، وتداوس مات شهيداً في بلاد العجم، وسمعان القانوني مات على الصليب في فلسطين. ولقد أتينا في هذا الكتاب على سيرة حياة كل منهم بمفرده في اليوم المخصّص لإكرامه.

 

نياحة القديس ابانوب المعترف (بحسب الكنيسة القبطيّة الارثوذكسيّة)

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الطاهر أبانوب المعترف كان هذا القديس راهبا فاضلا بأحد أديرة الصعيد في زمان دقلديانوس الذي عذب الشهداء كثيرا وسفك دماءهم حتى أنه سفك دماء ثمانين شهيدا في يوم واحد، وحدث في أحد الأيام أن ذكر أحدهم اسم القديس أبانوب فاستحضره إريانا والي أنصنا وعرض عليه السجود للأوثان فأجابه القديس قائلا: "كيف اترك سيدي يسوع المسيح وأعبد الأوثان المصنوعة من الحجارة " فعذبه كثيرا ثم نفاه إلى الخمس مدن الغربية فأقام هناك محبوسا سبع سنين حتى أهلك الرب دقلديانوس وملك قسطنطين البار وأصدر أمره بإطلاق جميع من في السجون وإحضارهم إليه ليتبارك منهم، لاسيما الفضلاء منهم وهم زخاريس الاهناسي ومكسيميانوس الفيومي وأغابي الذي من دهني وأبانوب الذي من بالاؤس فانطلق رسول الملك يخرج القديسين من السجون فكانوا يخرجون وهم يرتلون ويسبحون الله وكان القديس أبانوب قد عاد من الخمس مدن وأقام بجبل بشلا (ورد في مخطوط بشبين الكوم " سبلا ") بجوار بلده والتقي به رسول الملك فأخذه معه في مركب إلى أنصنا فالتقوا بالمسيحيين وبالأساقفة ورسموا القديس أبانوب قسا وحدث بينما كان يقدس وعند قوله: "هذا قدس القديسين فمن كان طاهرا فليتقدم " أنه رأي السيد المسيح له المجد يتجلي في الهيكل بمجده الأسنى وهو يغفر خطايا الشعب التائب وسافر الرسول إلى الملك ومعه القديسون وكان عددهم اثنين وسبعين، ركب كل اثنين منهم عربة ولما مروا علي إحدى البلاد وكان بها أديرة للعذارى خرج للقائهم سبعمائة عذراء وهن ينشدون ويرتلن أمامهم حتى غابوا عن الأعين ولما وصلوا ودخلوا عند الملك طلب إليهم أن يغيروا ثيابهم بأخرى جديدة فلم يقبلوا فتبارك منهم وقبل جراحاتهم وأكرمهم وقدم لهم مالا فرفضوا وأخذوا ما تحتاجه الكنائس من ستور وأواني، ثم ودعهم الملك وعادوا إلى بلادهم وعاد القديس أبانوب إلى ديره ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.