دينيّة
03 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 3 أيار 2017

تذكار اكتشاف صليب سيدنا يسوع المسيح في اورشليم (بحسب الكنيسة المارونية) في سنة 326 ذهبت القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين الكبير الى اورشليم قصد الكشف عن قبر المخلّص وصليبه المقدس.وبالاتفاق مع القديس مكاريوس اسقف اورشليم. أفرغت الجهد في التنقيب الى ان كشف المنقبون عن مغارة وجدوا فيها ثلاثة صلبان. وبمَا أن الرق الذي علقه بيلاطوس على صليب المخلّص كان مفصولاً عنه، فلم يعرف اي صليب من الثلاثة هو صليب المخلّص. فبإِلهام الهي عرفه القديس مكاريوس البطريرك بوضعه على امرأة شريفة مريضة قد عجز الاطباء عن شفائها وقد اشرفت على الموت فشفيت حالاً. وكان ذلك بحضرة الملك وامام جمع غفير. فدهش جميعهم ومجدوا الله.

 

ثم وجدوا المسامير التي سمرت بها يدا المخلّص ورجلاه مع الرق الذي كان على صليبه.

فشطرت الملكة الصليب جزئين أرسلت أحدهما الى ابنها الملك قسطنطين الذي حفظه في كنيسة القسطنطينية. ووضعت الآخر في اورشليم ليكرمه الزائرون.

هذا ما ذكره اوسابيوس قسطنطين في تاريخه (كتاب 3 ف 25).

وقد شيدت هيلانة وابنها قسطنطين كنيسة فخمة على قبر المسيح هي آية في البناء. ابتدأ بنيانها سنة 326 وانتهى سنة 335.

بركة الصليب المقدس معنا. آمين!

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار الشهيدين تيموتاوس ومورا زوجته

كان هذان الشهيدان في صعيد مصر، وكان تيموتاوس قارئاً في كنيسة بلدته لا ينفك عن مطالعة الكتب المقدسة وقد تزوج بمورا وهي ابنة مسيحية... وشي بتموتاوس الى ادريانوس والي الصعيد فاستحضره وأمره ان يأتي بكتبه ويحرقها أمامه، فأبى القديس. فأمر الوالي فأدخلوا قضباناً من حديد محمية في أذنيه وعينيه، ثم علقوه منكساً وربطوا حجراً ضخماً في عنقه، وهو صابر ثابت على عزمه.

فأمر الوالي باحضار مورا زوجة الشهيد وحاول اقناعها بأن تكفر هي وزوجها بالمسيح وتضحي للاصنام فتنجو من العذاب والموت. فآثرت أن تقاسي أمرَّ العذاب وأن تموت لاجل المسيح، فأمر بها فنتفوا شعر رأسها وقطعوا أصابعها فاحتملت ذلك بصبر وثبات في ايمانها. فعلقوها بازاء زوجها. فاستمر الاثنان على هذه الحال، يشجع الواحد الآخر على احتمال الآلام الى ان أسلما الروح بيد الله وفازا باكليل الشهادة سنة 286. صلاتهما معنا. آمين.

 

القدّيسان الشهيدان تيموثاوس ومافرا المصريان (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

عاش هذان القدّيسان، تيموثاوس ومافرا، وهما من صعيد مصر ومن أنتينوه (أنصنا) بالتحديد، زمن الإمبراطور الروماني ذيوكلسيانوس وحاكمية أريانوس على الصعيد. أما تيموثاوس فكان في قرية بنابيس، من أبوين تقيّين صالحين. دُفع، صغيراً، إلى أحد المعلّمين ليتعلّم الكتب المقدّسة. ولما كان يتمتع بقدرات عقلية جيّدة فإنه تعلّم، في فترة قصيرة، ما هو بحاجة إليه ليعرف خالقه، الإله الحقّ الأوحد. كذلك أدرك بسرعة سمو النفس وخلودها. كما أدرك فساد هذا العالم الحاضر وبطلانه. لما بلغ تيموثاوس الأشدّ اتخذ لنفسه زوجة من عائلة مسيحية. هذه كانت مافرا. عاش الزوجان في سيرة مباركة مقدّسة وكانا موضع إعجاب المؤمنين لسمو فضيلتهما.

لاحظ الأسقف سيرة تيموثاوس الحميدة وحميّته وتقواه فقرّر أن يجعله خادماً لكنيسة المسيح. هنا لا نعرف ما إذا كان قدّيسنا قد صُيّر كاهناً أم قارئاً. المعلومات بهذا الشأن متفاوتة سوى أن تيموثاوس صار، بكل تأكيد، معلّماً للكتب المقدّسة. على هذا كان عمل تيموثاوس أن يشدّد المؤمنين، بما جاء في الكتب، على الثبات في الإيمان بيسوع والسلوك في الوصايا الإلهية وحفظ الأمانة. وقد بارك الربّ الإله عمل تيموثاوس حتى أن العديد من الوثنيّين اهتدوا، بمثاله وتعليمه، إلى مسيح الرب.

ولم يطل الوقت حتى بلغ خبر تيموثاوس أذني الحاكم أريانوس. هذا كان يضطهد المسيحيّين بعنف، لاسيما بعدما قرر الإمبراطور ذيوكلسانوس (384 – 305) ملاحقة المسيحيّين ومعاملتهم بقسوة آملاً في عودتهم إلى الوثنية.

قُبض على تيموثاوس، ولم يكن قد مرّ على زواجه سوى عشرين يوماً، واستيق إلى أمام أريانوس فأمره بإحضار الكتب المقدّسة التي يستعملها لتعليم المسيحيّين. لم يذعن شهيد المسيح للحاكم ولا خشي غضبه بل أجابه بكل جرأة: "مَن تًرى، أيها الحاكم، يُسلم أولاده، إرادياً، للموت؟ إذا كان الأب الذي يحب أولاده يخضع لناموس الطبيعة ولا يُسلم أولاده بالجسد إلى الموت، فكيف يمكنني، أنا، أن أتخلى عن أطفالي الروحيّين، وهم الكتب المقدّسة، فأسلمهم إليك؟ كلا، هذا لن يحدث أبداً! وإني لمستعد أن أموت على أن أطيع أوامرك".

فلما سمع الحاكم جواب تيموثاوس أمر بإنزال العقوبات به، فاستبان، بنعمة الله، صبر القدّيس وحُسن اتكاله على الله. وقد جعلوه على دولاب يدور فوق مسامير فمزّقوا لحمانه. في كل ما حدث له كان القدّيس يصلّي. ذهنه كان عند ربّه ولسان حاله: "الرب معيني فلا أخشى ما يصنع بي الإنسان" (مز6:117). "لست أخشى شرّاً لأنك أنت معي" (مز4:22).

بلغ خبر تيموثاوس مافرا زوجته وعدداً من المسيحيّين فجاؤوا إلى الموضع الذي كان يُعذب فيه.

ثم إن ذاك الدولاب توقّف عن الدوران فإذا بجسد القدّيس كتلة من اللحم المدمّى وقد خرجت عيناه من فجوتيهما. كان يحاول أن يلتقط أنفاسه بصعوبة. فجأة، كما ورد، حصل العجب واستعاد رجل الله عافيته بنعمة الله، فإذا بجراحه تلتئم وعينيه تنفتحان. كل الواقفين أصابهم الدهش فساد المكان صمت رهيب ثم حميّة بيّنة لانتصار شهيد المسيح بقدرة الله. العديدون، في تلك الساعة، تحرّكت أفئدتهم إلى الإيمان، أما أريانوس فتكثّفت الظلمة في نفسه بالأكثر فاستبان أكثر اضطراباً وعنفاً من ذي قبل إذ لم يعتد الفشل في تدابيره وأراد أن ينتقم لكرامته الجريح. ردّ الحاكم ما حصل، بصورة تلقائية، وفق نوازع نفسه المعطوبة، إلى قوّة السحر الأسود. على هذا بدا الحاكم الجاهل أكثر تصميماً على التخلّص من شاهد المسيح. فزاد من التعذيب وتفنّن فيه فلم تنفعه محاولاته شيئاً.

جواب قدّيس الله كان: لا تظنّن، يا أيها الطاغية أنك بمثل هذه العقوبات تتمكّن من زعزعتي عن إيماني، فإني أتقبل عذاباتك كمرطبات وعقوباتك بفرح لأنها سبيلي إلى الفرح الأبدي والغبطة التي لا تفنى. ليعطك الربّ الإله أن تنفتح عينا نفسك ليتسنى لك أن تعاين الحقيقة فترفض الشيطان وتؤمن بالإله الأوحد الحقيقي، الكليّ القدرة. أُلقي تيموثاوس في حفرة، بمثابة سجن، إلى وقت مناسب وقبض الحاكم على مافرا، بعدما أُشعِر بحضورها، لتكون ورقة في يده يضغط بها على تيموثاوس.

حاول أريانوس أن يستميل مافرا بالإطراء والكلام المعسول عساه يغريها إلى تقديم فروض العبادة للأوثان. ثم ختم كلامه بتهديده إن لم تستجب بحيث تلقى نفس المصير كزوجها. أبدت أمة الله بطولة لا تقل عن بطولة تيموثاوس. رفضت أن تسجد للأوثان وأبدت أنها لا تخاف العقاب من حيث أنها تعبد المسيح خالق السماء والأرض والبحر، كل ما يُرى وما لا يُرى. وصرّحت أنها من أجل محبّة مسيحها مستعدّة أن تموت لتحيا معه أبدياً في السماء. وعن الآلهة التي يعبدها الحاكم قالت بتهكّم أنها خشب أصمّ لا حسّ فيه، صنعة أيدي الناس. ثم ختمت بقول جميل بات مثالاً طيِّباً لكل رجل ولكل امرأة في علاقتهما أحدهما بالآخر. قالت: عليك أن تدرك، أيها الحاكم، أن زوجي يرغب في الشهادة، ليس فقط لأن هذا واجبه، بل لأنه يرغب أيضاً في أن يكون آهلاً لمحبّتي له. ما هو بيني وبين زوجي ليس حبّاً جسدياً بل روحياً. ليس حبّنا شعلة مؤقّتة بل نار لا تموت. نحن يحبّ أحدنا الآخر لدرجة أننا نشتهي أن يقيم حبّنا لا على الأرض وحسب بل إلى الأبد أيضاً. الموت من أجل المسيح هو السبيل الأوفق لاستمرار معيّة الزوجين وإخلاصهما أحدهما للآخر. لهذا السبب لا أقول فقط إني لا أشاء إقناع زوجي بإنكار المسيح، بل، بالأكثر، أرغب في أن أموت معه من أجل الله. على هذا ما ألتمسه منك هو أن تتمّم لي هذا الفرح أنك متى شئت أن تتخلّص من زوجي أن تتخلّص مني أنا أيضاً.

ردّ فعل الحاكم كان مزيداً من السخط حتى استبان كأنه وحش. أمر بقص شعرها الجميل وأصابع يديها. أمام صبرها الجميل اضطرب اضطراباً شديداً وأشار إلى الجلادين أن يأتوا بقدر معدني كبير يوضع فيه ماء ويغلى إلى التمام. ولما فعلوا ذلك أمر بتعريتها وإلقائها في الماء المغلي. لكن، بنعمة الله الذي حوّل النار التي أُلقي فيها الفتية الثلاثة إلى ندى، حوّل غليان الماء إلى برودة فانحفظت أمة الله ولم يصبها أذى.

احتار الحاكم في أمره وأمر بتعليق تيموثاوس ومافرا من رجليهما. وقد بقيا كذلك إلى أن تمّت شهادتهما بعد تسعة أيام. قيل إن ذلك كان في العام 286م.

ثم إن مسيحيّين رشوا الجند وأخذوا رفات القدّيسين وواروهم الثرى بإكرام.

كذلك ورد أن أريانوس الحاكم في العام 305م، وبعدما كان قد فتك بالعديد من المسيحيّين تاب واقتبل الإيمان فاستُشهد هو أيضاً. والكنيسة تذكره، قدّيساً، في الرابع عشر من شهر كانون الأول جنباً إلى جنب والشهيدين فيليمون وأبولونيوس.

يُشار إلى أن القدّيسة مافرا هي إحدى شفيعات زاكنتوس اليونانية حيث بُنيت على اسمها كنيسة قديمة تجدّدت في القرن السابع عشر. وثمّة إيقونة عجائبية لها مرتبطة بالمكان ويُعيَّد لها في الأحد الأول من شهر تموز. ويبدو من المعجزات التي تُنسب إلى القدّيسة مافرا أن بعضها على الأقل ذو علاقة بطرد الأرواح الشريّرة. هذه المعجزات، على مدى الأيام، كما يقولون، لا تُعدّ ولا تُحصى.

 

تذكار ابينا البار نيكيتاس رئيس دير مينيكيون (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد نيكيتاس في مدينة  قيصرية بيثينا. وكان أبوه فيلاريتس رجلاً باراً تقيّاً، وخير زوج... بين الأزواج الصالحين وماتت أمّه من بعد ولادته بأسبوع، فزهد أبوه في الدنيا وتركه الى عناية جدّته، وذهب فدخل في بعض الأديار، وقضى بقيّة حياته في ممارسة الفضائل الرهبانية السامية.

أمّا نيكيتاس، فإنّه أنشأ على التقوى ومال منذ حداثته الى حياة النسك والعبادة. وما كاد يبلغ أشدّه حتى ترك الدنيا، وذهب فتتلمذ لأحد النسّاك المنصرفين الى عبادة الله في أحد الكهوف، وأخذ يمارس بإرشاده الفضائل الرهبانية. وما لبث أن امتاز بطاعته الكاملة واتّحاده المتواصل بالله.

فذهب الى دير يدعى مينيكيون كان القدّيس نيكفورس قد شيّده وبقي رئيساً له يدير شؤونه. وكان ذلك الدير لا يزال في أول عهده، ورهبانه نفراً قليلاً. فترهّب نيكتاس هناك. ولمّا كان قد تعوّد تلك الحياة الشاقة على يد مرشده الناسك إستفانس لم يلبث أن سار بخطىً واسعة في طريق الكمالات المسيحّية. فكان في طاعته لرؤسائه كأنّه لا إرادة له، ولا رأي، بل كان لا ينظر في أمرٍ من أمور الحياة الروحية والزمنية إلاّ بنظر رئيسه ومرشده. وكان تواضعه يحمله على أن يحسب جميع أخوته أفضل منه فضيلةً وعلماً وذكاءً. وكان غفوراً للإساءة، شديد الغيرة على خدمة أخوته، يُسخّر ذاته لمساعدة كلّ منهم في عمله. وكان كثير الصمت، دائم التأمّل، لا بفتر عن الصلاة العقلية، ليكون إتّحاده بالله إتّحاداً كاملاً متواصلاً.

فلمّا رأى ذلك منه نيكفورس رئيسه ذهب به الى البطريرك القسطنطيني طراسيوس القدّيس، فرقّاه الى درجة الكهنوت المقدّسة. وبعد أيام قليلة سلّم إليه رئاسة ديره، رغم دموعه وشدّة تضرّعاته، سنة 785.

ورأى نيكيتاس أن الله منه تلك التضحية، فرضي بها، وأعدّ نفسه بها أحسن قيام. فضاعف جهوده زأسهاره، وجعل يرشد رهبانه بمثله قبل أن يقودهم بكلامه ومواعظه. وكان غذاؤه الخبز الناشف والماء الصرف. لكنّه بقدر ما كان شديداً على نفسه كان حليماً مع رهبانه، ساهراً على تقديس نفوسهم، وكان بابه مفتوحاً لهم في كل ساعةٍ من ساعات النهار. فانتشر صيت قداسته إنتشار النور في الآفاق، وأقبل عليه الشبّان يرغبون في الإنضمام الى رهبانه وتلاميذه. وما هو زمن طويل حتى بلغ عدد رهبان ذلك مئة راهب.

فكان نيكيتاس أباً للجميع، وخادماً للجميع. وخادماً للجميع. فلمّا رأى نيكفورس  أن نيكيتاس كاد ينوء تحت الحمل سلّم تدبير الأمور الزمنية الى شمّاس قدّيس يدعى أثناسيوس، فأقامه وكيلاً معيناً له، وترك نيكيتاس بتفرّغ لإرادة الرهبان في روحياتهم وسائر أعمالهم اليومية.ونشط ذلك الوكيل، فكان عمله لله ولم يمن يرى في خدمة أخوته الرهبان سوى خدمة الله. فكان صبوراً مع جميعهم، ساهراً على راحتهم بمحبّةٍ وعناية لا تعرف الكلال ولا يعتريها الملل.

وهكذا فاح عبير الفضائل من ذلك الدير، فعطر اللآفاق. وزاده الله مجداً بأن منح الرئيس نيكيتاس القدّيس صنع العجائب.، لكن الله إفتقده بموت كل من نيكفورس أبيه والشمّاس القدّيس وكيله، فتراكمت على رأسه المتاعب من كل نوع. إلاّ أن إيمانه وتقواه، جعلته يقوم بذلك الحمل بشهامةٍ رسولية عجيبة.

وأراد الرؤساء أن يرقوه الى رتبة الإرشمندريت  فلم يقبل، تواضعاً منه وتحقيراً لنفسه. لكن البطريرك القسطنطيني أرغمه على ذلك، وقلّده شارات الرتبة في حفلةٍ عظيمة، إقراراً بفضله وإعلاء لشأن ديره.

وكان لا بد لتلك الفضيلة الصحيحة من نار الإضطهاد لتلمع ببهاء في أفق الكنيسة.

وصعد الملك لاون الأرمني على تخت الملك، وأثار من جديد حرباً عنيفةً على الأيقونات وعلى الكنيسة الجامعة المقدّسة، وعلى المجمع المسكوني  النيقاوي الثاني، وعلى الأساقفة والكهنة والرهبان الذين يجاهدون بإيمان ذلك المجمع.

ولمّا كان نيكيتاس من كبار الرؤساء، عمل لاون أولاً على استمالته. فلمّا أخفق في سعيه، صبّ عليه جام غضبه، وأوسعه إهانةً وسبّاً، ونفاه الى جزيرة بعيدة تدعى القديّسة غليكارية، حيث وضع في سجن مظلم وأخذ الحرّاس يضيّقون عليه. وبقي ست سنوات متوالية، يحتمل آلام السجن والبعاد عن مذبحه وديره ورهبانه، لكنّه عرف أن يحوّل سجنه الى منسك، يمارس فيه بطمأنينة وأكمل الفضائل الإنجيلية. وكثرت عجائبه وهو في ذلك السجن. وصارت الناس تأتيه لتتبرّك منه.

فلمّا قُتل لاون الأرمني خلفه الملك ميخائيل الألثغ، فأعاد السلام الى الكنيسة، وأرجع المنفيين الى أوطانهم ومراكزهم. فترك نيكيتاس سجنه وعاد الى القسطنطينية.ولم يشأ أن يعود الى رئاسة ديره بل آثر أن ينفرد في البرّية، وهناك أكمل حياته في أعمال النسك والخلوة، الى أن رقد بالربّ سنة 824.

 

استشهاد القديس سارة ووالديها (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة سارة وولداها وهذه كانت من أهل إنطاكية زوجة لرجل اسمه سقراطس أحد قواد دقلديانوس. وكان هذا القائد قد ترك دينه المسيحي تملقا للملك وكان يتظاهر أمام زوجته بأنه إنما فعل هذا خوفا من الملك. ورزقها الله ولدين فلم تستطع أن تعمدهما بإنطاكية خوفا من الملك ومن زوجها. فأخذتهما وسافرت إلى الإسكندرية لتعمدهما هناك. فأراد الله أن يظهر عظم أمانتها منفعة للأجيال المقبلة فأهاج رياحا شديدة كادت تغرق المركب. فخافت المرأة أن يموت ولداها بغير عماد. فصلت صلاة طويلة ثم شرطت ثديها اليمين وأخذت من الدم وصلبت علي جبيني ولديها وقلبهما ثم غطستهما في البحر ثلاث مرات باسم الأب والابن والروح القدس

وبعد ذلك سكتت الرياح وهدأ البحر وسارت المركب ولدي وصولها إلى الإسكندرية دخلت الكنيسة وقدمت ولديها للبابا بطرس خاتم الشهداء ليعمدهما مع أطفال المدينة. فلما أخذ الولدين ليعمدهما جمد ماء المعمودية كالحجر. فتعجب البابا من ذلك فأخذ الولدين مرة ثانية فتجمد الماء ثانية. وهكذا إلى ثلاث مرات فاستغرب البابا واستخبر من والدتهما عن الآمر. فعرفته بما جري لها في البحر وما عملته لولديها فمجد الله قائلا: "حقا أنها معمودية واحدة".

ولما عادت المرأة إلى إنطاكية أنكر عليها زوجها ما فعلته وأخبر الملك بذلك فاستحضرها ووبخها قائلا: "لماذا ذهبت إلى الإسكندرية لتزني مع النصارى؟ " فأجابته القديسة: "أن النصارى لا يزنون ولا يعبدون الأصنام ومهما أردت بعد هذا فافعله وسوف لا تسمع مني كلمة أخري " فقال لها: "عرفيني ماذا عملت بالإسكندرية " فلم تجبه. فأمر بشد يديها إلى خلفها ووضع ولديها علي بطنها ثم حرقها بالنار فحولت وجهها إلى الشرق وصلت. ثم أسلمت روحها الطاهرة مع ولديها. ونالوا جميعا إكليل الشهادة.

صلاتهم تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار القديس ببنوده المتوحد

في هذا اليوم نحتفل بتذكار القديس ببنوده المتوحد والقديس ثاؤذورس العابد ومائة شهيد استشهدوا جميعا ببلاد العجم.

صلواتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.