قدّيسو اليوم: 27 آذار 2017
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القديس بمبو
كان هذا القديس ناسكاً في برية مصر. قد ذهب الى البرية وهو حديث السن، وتتلمذ للقديس انطونيوس ابي الرهبان. فسار على ضوء ارشاداته الابوية مقتدياً بمثله الصالح فتسامى بالكمال حتى صار من أعظم طلابه بمَا تحلى به من الحكمة وفضيلة راسخة، وقد اشتهر بحبه للصمت وبقمع امياله وتجرده عن ارادته الذاتية وعن خيور الدنيا وأباطيلها.
وانحدر مع معلمه انطونيوس الى الاسكندرية لكي يحاربا بدعة آريوس الذي انكر الوهية السيد المسيح.
ومّما يروى عن القديس بمبو انه عند احتضاره قال لبعض الرهبان: منذ ترهبت ما اكلت خبزاً من غير تعب يدي، ولا ندمت على كلمة قلتها. وها أنا ماض الى ربي كأني ما ابتدأت في عبادته. ورقد بالرب سنة 387. صلاته معنا. آمين.
تذكار شهداء فارس الأحد عشر (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
إنّ هؤلاء الشهداء كانوا علمانيين وطاعنين في السنّ، ومنهم مَن كان مجوسيّاً فتنصّر، ومنهم مَن تزوج بإمرأة مجوسية فاعتنقت الإيمان المسيحي، وهم: هرمزد- إيني- ماري- آني- يعقوب- صورا- وبابا- نمرود- أذربروا ونرساي وطاطاق، فسيقوا قاطبة الى يزدجرد الملك الذي أمر بذبحهم.
فأوعز مهر شابور الى أحد المجوس وأمين من أمناء الملك أن ينطلقا بهم الى ساليق حاروبتا، فقال لهما أحدهم: "أتخليان سبيل الذي يرتّد منّا"، قالا له: "هو الملك أيضاً يكون شاكراً"... فبادر إليه رفاقه وأمسكوه وقالوا له: "وحياتك لا تفلت، إنّك حتى اليوم إغتنيت بخبز إبن مريم والآن تولّي مدبّراً".
فلمّا انتهو الى المكان الذي حفروا فيه حفرة عظيمة، وأركعوهم على حافتها محيطين بها، وذبحوهم حتى آخرهم، وكان ذلك نحو سنة 420.
ويقول إيجر الراهب كاتب هذه القصّة: "إنّ جميع هؤلاء الشهداء المكتوبين في هذه الورقة والغير المكتوبين، نُقلت عظامهم الى بيت ساهدي الذي في حصن لاروني وذلك بهمّة مار أيّوب الأسقف الذي أصله من الحصن المذكور.
القديسة الشهيدة مطرونا التسالونيكية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كانت القديسة مطرونا أمة سيدة يهودية اسمها بوتيلا، زوجة ضابط كبير، قائد للحامية الرومانية في مدينة تسالونيكية. وكانت مؤمنة بالرب يسوع انه هو وحده الإله الحقيقي وجرت على الصلاة إليه في السر مسغيبة سيدتها لأنها كانت تعرف معدنها جيداً. بوتيلا كانت يهودية متمسكة، تخرج كل يوم إلى الكنيس ومطرونا فتلازم قديستنا الباب وتدخل سيدتها إلى الداخل. وإذ كانت مطرونا تعرف جيداً طول الفترة التي اعتادت بوتيلا تمضيتها في الكنيس، كانت، هي بدورها، تسرع إلى الكنيسة لترفع الصلاة إلى الرب يسوع حريصة على أن تكون حاضرة عند باب الكنيس لحظة خروج معلمتها. فلما كان الفصح اليهودي رغبت مطرونا في الاشتراك بالصلوات الإعدادية لعيد قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات لكنها تأخرت قليلاً وإن خادمة أخرى فضحت أمرها لدى سيدتها فغضبت بوتيلا غضباً شديداً وظنت بمطرونا الظنون واتهمتها بالعصيان. ثم أمرت خدامها بأن يقيدوها ويجلدوها ففعلوا. أما مطرونا فأجابت معلمتها: "أجل، أنا مسيحية لكني لم أعصَ أوامرك يوماً إلا في ما له علاقة بإيماني. بماذا قصرت في خدمتي لك حتى أمرت بتمزيق جسدي على هذه الصورة؟"
أودعت القديسة في الانفراد ثلاثة أيام. فلما فتحوا السجن بانت مشرقة وقد التأمت جراحها وانحلت قيودها وكانت تسبح الله. هذا أغاظ معلمتها بالأكثر فأمرت بجلدها من جديد وبعنف أشد. جلدوها ثلاث دفعات، وجلدوها حتى الموت. فلما أشرفت عليه دعت باسم يسوع وأسلمت الروح. وقد قيل أيضاً إنها قضت جوعاً.
ولكي لا تتهم بوتيلا بالقتل عمدت إلى إلقاء جسد القديسة من علو صخرة شاهقة لتحمل على الظن انها ضحية حادث. أسقف المدينة ألكسندروس عرف بالأمر فنقل بقاياها إلى داخل المدينة. وحيث ووريت الثرى جرى، فيما بعد، بناء كنيسة على اسمها. كان ذلك في مطلع القرن الرابع.
تذكار القدّيسة الشهيدة مطرونة التسالونيكيّة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
إنّ سيرة حياة القدّيسة مطرونة هي الدليل الأكبر على أنّ القداسة والفضيلة السامية ليست وقفاً على الأساقفة والرهبان والعلماء والشهداء، بل هي زينة العبيد والخدَم وصغار الناس في هذه الدنيا أيضاً. لأنّ المسيح مات لأجل الجميع، وبلّلت دماؤه قلوب الجميع. وما أجمل ما كتب بولس الرسول الى أهل كولسي :"ليس يوناني ولا يهودي، ولا ختان ولا قلف، ولا عبد ولا حرّ، بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع".
كانت مطرونة خادمةً عند سيّدة يهوديّة، وكانت تقوم بخدمة مولاتها من الصباح الى المساء. إلاّ أنّها كانت كثيرة التقوى، متعبّدةً لله بإيمان ونشاط. فكانت تبدأ عمل يومها بزيارة الكنيسة وحضور الذبيحة الإلهية، ثم تعكف على أشغالها في بيت مولاتها بكل أمانة وإخلاص، مقدّمةً أتعابها لأجل الفادي الإلهي وتمجيد إسمه وإكرام والدته.
وعلمت سيّدتها بتقواها وعبادتها، فاستشاطت غضباً عليها وأوسعتها ضرباً ونكّلت بها تنكيلاً. ثم هدّدتها بأشد العقاب ان هي لم تُقلع عن إيمانها بالمسيح وتعبّدها له. لكن مطرونة لم تعبأ بذلك، بل ثابرت على مألوف حياتها وتقواها. فلمّا رأت مولاتها ذلك منها، أمرت عبداً لها أن يضربها ويُذيقها مُرّ الهوان. فانهال العبد عليها ضرباً بربريّاً حتى طرحها على الأرض. وما زال يضربها، وهي تدعو بإسم الربّ يسوع، حتى فارقت الحياة، وطارت نفسها النقيّة الى السماء. إنّ نعمة الصليب تُطلع حتى في أحقر الناس نفوساً كبيرة.
قيل أن شيئاً من ذخائر القدّيسة مطرونة هو الآن في قرية مازير التابعة لبلدة تولوزا من أعمال فرنسا. ولها هناك هيكل بديع الصنع من شغل القرن الثاني عشر.
استشهاد ايسيذوروس رفيق سنا الجندى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
فى مثل هذا اليوم استشهد القديس ايسيذورس رفيق سنا الجندي. هذا كان من أهل دقناش (ورد في مخطوط بشبين الكوم دفناس) من الجنود المرافقين لوالى الفرما. أما القديس ايسيذورس صديق سنا فكان يشتغل بصناعة الصوف وكان الاثنان يتصدقان بما يكسبانه على الفقراء والمعوزين. وذات ليلة أبصر كل منهما في رؤيا أن فتاة عذراء بيدها إكليل تضعه على رأسيهما. فلما استيقظا من النوم أعلم كل منهما الآخر بما رآه. ففرح الاثنان بذلك لاعتقادهما أن الرب قد دعاهما لنوال إكليل الشهادة فأتيا إلى الوالي وحل سنا منطقة الجندية وطرحها أمامه، واعترف كلاهما بالسيد المسيح. فأمر باعتقالهما فأرسل الرب ملاكه وعزاهما. ثم أرسل الوالي سنا إلى الإسكندرية وبقى ايسيذورس سجينا وحده. وبعد قليل أعيد سنا إلى الفرما ففرح ايسيذورس بلقائه. وذكر كل منها لرفيقه ما جرى له. ثم أمعن الوالي في تعذيبهما، وأمر بإلقاء ايسيذورس في حفرة موقدة. إلا أن القديس استمهل الجند وصلى طالبا من السيد المسيح أن يقبل روحه ويهتم بجسده وسلم نفسه للجند فألقوه في الحفرة، فلم يلحق جسده أذى. وكانت أما القديس سنا تبكى لحرمان ولدها من رفيقه، وبعد قليل أسلم القديس ايسذورس روحه. وفي تلك اللحظة رأت أم القديس سنا جماعة من الملائكة تصعد بالروح. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : التذكار الشهري لوالدة الإله القديسة مريم العذراء
فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مرتمريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا. آمين.