دينيّة
21 حزيران 2017, 05:53

قدّيسو اليوم: 21 حزيران 2017

تذكار القديس يولينوس اسقف نولا (بحسب الكنيسة المارونيّة) ولد هذا القديس العظيم في مدينة بوردو إحدى مدن فرنسا، من أسرة اشتهرت بشرفها وثروتها. فدرس على يد الخطيب والشاعر الشهير اوسينوس. وبسمت له الدنيا ولا سيما بما كان له من أملاك واسعة في فرنسا واسبانيا وروما. ثم اقترن بامرأة اسبانية تدعى تراسيا تضاهيه شرفًا وثروة وفضيلة. رزق منها ولدًا لم يعش سوى ثمانية أيام، فنذر هو وامرأته أن يعيشا عفيفَين.

 

ثم أقامه الملك والنتيان قنصلاً ثم واليًّا على روما، فأحسن القيام بوظيفته وتعرف بالقديس امبروسيوس في ميلانو، فأحبه كثيرًا. كما امتدحه القديسان اغوسطينوس وايرونيموس. ترك وظيفته وآثر العيشة النسكية منفردًا في مدينة برشلونا. فأدهش الناس بفضائله وتقشفاته وسيرته الملائكيّة. فطلب الاكليروس والاعيان من اولمبيوس الاسقف أن يرسم يولينوس كاهنًا، فارتقى الدرجة المقدسة سنة 373. فذهب وباع أملاكه في فرنسا واسبانيا ووزع أثمانها على الفقراء والبائسين وافتداء الاسرى واطلاق سبيل المسجونين وايفاء الديون عن المتضايقين ومساعدة الارامل والايتام.

ثم سار الى ميلانو فأجلّه القديس امبروسيوس وأحصاه بين كهنة كنيسته. ثم جاء الى روما فلقيه الشعب باحتفال نادر المثال. وفي السنة 394 أتى مدينة نولا وتبعته امرأته تراسيا. فأقاما هناك بيت يخصهما، منفصلَين الواحد عن الآخر، لابسَين الزي الرهباني، يمارسان العيشة النسكية.

وعاش هذا القديس خمس عشرة سنة بالفقر والمسكنة والنسك الشاق، حتى أدهش أهل أوروبا. وفي سنة 409 توفي أسقف نولا، فانتُخِب يولينوس خلفًا له، فدبّر رعيته بما عرف به من غيرة وتواضع وتضحية.

ثم رقد بالرّبّ سنة 431 كما أن امرأته استمرت عائشة بالنسك والعبادة الى أن ماتت بنسمة القداسة. وترك القديس رسائل ومؤلفات نفيسة، وجسده محفوظ في روما مع ذخائر برتلماوس الرسول في الكنيسة.

صلاته معنا. آمين.

 

تذكار أوسابيوس الشهيد (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)

ولد هذا القديس في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات، وشبّ على ممارسة الفضائل وتحصيل العلوم. وفي سنة 311 أقيم أسقفًا على سمسياط مدينته. ولمّا جلس ملاتيوس على الكرسي البطريركي، جاهر في خطابه بإيمانه الكاثوليكي. فاستشاط الآريوسيّون غيظًا، فشكوا أمرهم إلى الملك قنسطنس، فأجابه الأسقف: "لا يسعني أن أسلّم لفرد حكمًا أستودعني إيّاه مجمع قانوني".

ولمّا نفى الملك والنس الآريوسي بعض رعاة سوريا وفينيقيّة وفلسطين، قام أوسابيوس يجاهد لأجل الإيمان ضد البدعة الآريوسيّة. فتنكّر بزيّ جندي وأخذ يطوف البلاد ويرد المؤمنين الضالين إلى الحظيرة ويرشدهم ويشجّعهم.

فأصدر الملك أمرًا سنة 373 بطرد البطريرك من كرسيه ونفيه إلى بلاد تراقية البعيدة. ولمّا بلغه الأمر الجائر خضع له، لكنّه دعا رسول الملك سرًّا وقال له: "حذار أن يعرف بك أهل المدينة وإلاّ عرضت نفسك للخطر والشعب للثورة".

ثم صلّى صلاة الليل مع إكليروسه وانسلّ خفية مع خادم أمين. ولمّا علم الشعب بنفي راعيهم، هاجوا وسخطوا ولحق به كثيرون منهم، فأدركوه على الفرات وأخذوا يُلّحون عليه بالعودة فأقنعهم بالرجوع ومضى إلى المنفى.

ولمّا جلس على العرش غرايانوس سنة 375 وكان رجلاً فاضلاً وحكيمًا، أرجع  الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم. فعاد القديس إلى كرسيه فاستقبله الشعب بأبهى مظاهر البهجة. وإذ كان يومًا يجتاز المدينة، رشقته إمرأة آريوسيّة بقرميدة أصابت رأسه فتوفي سنة 380.

وقال عنه المؤرّخ تيودوريطس: "هكذا قضى أوسابيوس الكبير بعد حياة ملأتها القداسة والجهود الجبّارة والأعمال المجيدة. لقد نجا من سيف البرابرة في تراقية، لكنّه سقط ضحيّة شراسة الهراطقة، إلاّ أن فظاعة عملهم كلّلت هامته بإكليل الشهادة".

 

تذكار القديس الشهيد يوليانس الطرسوسي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لقد تصفّحنا بإمعانٍ وتدقيق المجموعة البولندستيّة الصغرى، فلم نعثر على إسم " القديس الشهيد يوليانس الطرسوسي"، رغم أنّنا وجدنا أسماء سبعة عشر من الشهداء القديسين الشرقيين الذين يدعون بإسم يوليانس، أصل بعضهم من أنطاكية وسوريا وضواحيهما، والبعض الآخر من مصر والكباذوك، والقسطنطينيّة وبلاد الشرق عموماً.

إلاّ أنّنا نورد باختصار ما جاء في كتاب "الكنز الثمين" للسعيد الذكر البطريرك مكسيمس مظلوم، في كلامه على هذا القديس فنقول:

أنّه كان من مدينة طرسوس من أقليم كليكيا. ولمّا عُرف انّه مسيحيّ قُبض عليه بأمر الوالي مركيانس وجيء به إليه. فاعترف بالمسيح بكل شجاعة. فجُلد بقساوة بربريّة. ورغبةً في إطالة عذابه كان كلّما جلد وسالت دماؤه يُعاد إلى سجنه ويُترك ريثما يستريح ولا تكاد تشفى جروحاته حتى يؤتى به من جديد ويُجلد ويمزّق جسده، لكي يُحمل على الكفر بالمسيح.

وأن القديس يوحنا الذهبي الفم قد أفاض في مديح الشهيد يوليانس وتكلّم على أنواع عذاباته وقال: أن الحاكم مركيانس البربري كان في تجواله في أقليم كليكيا يأمر الجنود بالشهيد يوليانس فيقيّدوه بالسلاسل ويقودونه وراء عربته مخضّباً بدمه ليكون مشهداً مروّعاً للمسيحيين، فيهابون سطوته.

فلمّا رأى الوالي أن لا أمل يرجى من حمل يوليانس على الكفر بدينه أذاقه آلام المكاوي الحديديّة المحمّاة بالنار، ثم جعله في كيس من الجلد، وجعل معه ما قدّر أن يجمعه من الأفاعي والعقارب، وطرحه مع تلك الدبابات السّامة في البحر. وهكذا أتمّ ذلك الشهيد العظيم إستشهاده ونال إكليل المجد والظفر.

وعثر المؤمنون على ذلك الكيس عائماً على سطح الماء بالقرب من شواطىء سوريا، فأتوا به إلى أنطاكية. فلمّا فتحوه ووجدوا فيه ما وجدوا، علموا أن هذا الرجل هو من الشهداء الأبرار فدفنوه بإكرام. وأجرى الله على ضريحه بواسطة شفاعته عجائب عظيمة باهرة، فأخذ المؤمنون يبالغون في إكرامه.

 

استشهاد القديس اباكير ورفيقيه يوحنا وابطلماوس (بحسب الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة)

في مثل هذا اليوم استشهد القديسون أباكير ويوحنا وأبطلماوس وفيلبس. وقد ولد القديس أباكير بدمنهور من كرسي أبو صير غربي نهر النيل وكان له أخ غني يسمي فيلبس وكان هذا قد اتفق مع قسين أحدهما اسمه يوحنا والأخر أبطلماوس واجتمعوا معا وأجمعوا رأيهم علي نيل إكليل الشهادة فذهبوا إلى قرطسا واعترفوا أمام  الوالي بالسيد المسيح، فأمر أن يرموهم بالسهام فلم تدن منهم. ثم طرحهم في نار مشتعلة فخلصهم ملاك الرب منها. فأمر أن يربطوا في أذناب الخيل من قرطسا إلى دمنهور ولكن الرب حفظهم دون آذى، ثم أمر الوالي بقطع رؤوسهم خارج مدينة دمنهور فنالوا إكليل الشهادة وأتي قوم من صا وأخذوا جسد القديس أباكير وبنوا عليه كنيسة أما الثلاثة الآخرون فقد أخذهم أهل دمنهور وكفنوهم بأكفان ثمينة ودفنوهم هناك.

صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك

في مثل هذا اليوم من سنة 1658 للشهداء (1942 م.) تنيح البابا يوأنس التاسع عشر وهو الثالث عشر بعد المائة من باباوات الأسكندرية. ولد بدير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية أسيوط في سنة 1571 للشهداء (1855م) من والدين تقيين فنشأ علي البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين، ثم تاقت نفسه إلى الاقتداء بهم فقصد دير السيدة العذراء بالبرموس بوادي النطرون في شهر برمودة سنة 1591 للشهداء. وهناك قضي مدة الاختبار - التي يقضيها عادة طالب الترهب - علي الوجه الأكمل. ثم أندمج في سلك الرهبنة في 3 كيهك سنة 1592 للشهداء (1876م). ونظرا لما اتصف به من حدة الذهن والذكاء المتوقد والعبادة الحارة فقد استقر رأي الآباء علي تزكيته قسا. فرسمه السعيد الذكر المتنيح البابا كيرلس الخامس البطريرك (112) قسا في سنة 1593 ش. ثم قمصا في برمهات سنة 1594 ش. وفي اليوم نفسه أسندت إليه رئاسة الدير، فمكث في الرئاسة عشر سنوات كان فيها مثال الهمة والحزم والأمانة وطهارة السلوك والتقوى وحسن التدبير.

وعندما خلا كرسي أبرشية البحيرة اختاره الشعب مطرانا لهذا الكرسي فرسم في 12 برمهات سنة 1603 للشهداء (1887 م.)، وعين أيضا وكيلا للكرازة المرقسية. وبعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذلك العهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه في سنة 1610 للشهداء (1894 م.) وأصبح مطرانا للبحيرة والمنوفية وكيلا للكرازة المرقسية.

ولما كانت الإسكندرية هي مقر كرسيه فقد أنشأ بها مدرسة لاهوتية لتعليم الرهبان كما أرسل من طلبتها بعثة إلى أثينا للاستزادة من دراسة العلوم اللاهوتية.

وكان أيراد أوقاف الإسكندرية ضئيلا ولكن بحسن تصرفه وغيرته زاد الإيراد سنة بعد أخري بفضل ما شيده من العمارات الشاهقة وما جدده من المباني القديمة كما يرجع إليه الفضل الأكبر في النهوض بالمدارس المرقسية إذ بذل عناية كبيرة واهتم بأمرها حتى وصلت في قسميها الابتدائي والثانوي إلى مستوي أرقي المدارس. ونظرا لما أمتاز به من بعد النظر وصائب الرأي فقد اختارته الحكومة ممثلا للأقباط في عدة مجالس نيابية كمجلس شوري القوانين والجمعية العمومية ولجنة وضع الدستور وغيرها.

وقضي في المطرانية اثنين وأربعين عاما حفلت بجلائل الأعمال إذ ساهم في إنشاء جملة مدارس وبناء وتجديد أغلب كنائس أبرشيته وكان له أوفر نصيب في تعضيد المشروعات النافعة كذلك وجه عناية خاصة إلى الأديرة البحرية فارتقت شؤونها بحسن أشرافه عليها ورعايته لها.

ولما تنيح البابا البار الطيب الذكر الأنبا كيرلس الخامس في أول مسرى سنة 1643 للشهداء (7 أغسطس سنة 1927 م.) اجتمع المجمع الإكليريكي في (4 مسري سنة 1643 ش. 10 أغسطس سنة 1927 م.) من الآباء المطارنة والأساقفة بالدار البطريركية وأستقر الرأي علي اختياره قائما مقام البطريرك لإدارة شئون الأمة والكنيسة لحين رسامة بطريرك. وعلي أثر ذلك تلقي المجمع تزكيات من عموم الابرشيات والمجالس الملية بالموافقة علي هذا الاختيار.

ولبث قائما بأعمال البطريركية سنة واحدة وأربعة أشهر وعشرة أيام دبر في أثنائها شئون الكرازة المرقسية أحسن تدبير وفي خلالها أصدر المجمع الإكليريكي برياسته قانونا لتنظيم شئون الأديرة والرهبان.

أما الأوقاف القبطية فقد رأي بصائب فكره أن تؤلف لجنة برئاسته وعضوية أثنين من المطارنة وأربعة من أعضاء المجلس الملي العام لمراجعة حسابات أوقاف الأديرة وقد صدر قرار بذلك من وزير الداخلية.

ونظرا لما يعرفه الجميع عنه من طهارة السيرة والخصال الحميدة والنسك والزهد وكمال الأخلاق فقد انتهي الإجماع علي اختياره بطريركا بتزكيات من الآباء المطارنة والكهنة وأعيان الشعب والمجالس الملية فرسم بطريركا في صباح الأحد 7 كيهك سنة 1645 للشهداء (16 ديسمبر سنة 1928 م.) بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمصر باحتفال عظيم حضره نائب الملك والأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة وعظماء المصريين من مختلف الطوائف ومطارنة الطوائف الشرقية والغربية ووزراء الدول المفوضون.

وبعد رسامته وجه عنايته إلى الاهتمام بشئون الأمة والكنيسة وكان أول مظهر لهذه العناية أتشاء مدرسة لاهوتية عليا للرهبان في مدينة حلوان كما رسم للمملكة الأثيوبية مطرانا قبطيا وأربعة أساقفة من علماء الأثيوبيين. وتوثيقا لعري الاتحاد بين الكنيستين القبطية والأثيوبية سافر إلى البلاد الأثيوبية ومكث هناك ثلاثة عشر يوما كان فيها موضع الاحتفاء العظيم. ورسم في أديس أبابا رئيس رهبان الأحباش (خليفة القديس تكلا هيمانوت الحبشي) أسقفا، وشاءت العناية الربانية أن يتولي عمل الميرون المقدس فعمله في سنة 1648 للشهداء (1930 م.) وكان قد مضي علي عمله مائة وعشر سنين منذ عهد المتنيح البابا بطرس المائة والتاسع من باباوات الأسكندرية كما عمله مرة ثانية خصيصا للملكة الأثيوبية بحضور الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا والأنبا بطرس أحد الأساقفة الأثيوبيين.

ويضيق المجال عن تعداد فضائله التي تجلت من حين لآخر في السهر علي مصلحة الكنيسة والعطف علي المحتاجين ومؤازرة ومعاونة الجمعيات الخيرية ومعاهد التعليم ماديا وأدبيا وتعضيد المشروعات النافعة التي عادت علي الأقباط بالخير والبركات.

وفي أثناء رئاسته الكرسي المرقسي نشبت الحرب بين مملكة أثيوبيا إلى الديار المصرية لأنه لم يوافق إيطاليا علي انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفي 27 نوفمبر سنة 1937 قرر نائب ملك إيطاليا استقلال كنيسة أثيوبيا وانفصالها عن الكرسي الإسكندري. وعين الأنبا أبرآم الأسقف الأثيوبي بطريركا علي أثيوبيا، لكن الله عاقبه علي هذه الخيانة فأصيب بالعمى ومات. ثم قرر المجمع المقدس الإسكندري حرم أبرآم المذكور وعدم الاعتراف به ولا بالأساقفة الذين رسمهم.

ولكن هذا الحال لم يدم كثيرا إذا قامت الحرب العظمي في سنة 1939 ودخلت إيطاليا الحرب ضد إنجلترا وفرنسا. وفي سنة 1941 م. استرد إمبراطور أثيوبيا مملكته من إيطاليا وعاد الأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية إلى كرسيه مكرما في 30 مايو سنة 1942 م. مصحوبا بوفد بطريركي مكون من سعادة صادق وهبه باشا ومريت بك غالي وفرج بك موسى قنصل مصر بأثيوبيا سابقاً.

وبعد أن اطمأن البابا يوأنس علي عودة أثيوبيا إلى حظيرة أمها الكنيسة القبطية كان قد اعتراه مرض الشيخوخة فاسلم الروح في الساعة الثانية من صبيحة الأحد 14 بؤونة سنة 1665 ش. (21 يونية سنة 1942 م.) بركة صلاته تكون معنا. آمين.