دينيّة
02 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 2 أيار 2017

تذكار القديس أثناسيوس بطريرك الاسكندرية (بحسب الكنيسة المارونية) ولد اثناسيوس في الاسكندرية سنة 296. ومنذ حداثته تعشق الفضيلة. فضمه البطريرك اسكندر الى مدرسته الاكليريكية فنبغ في العلوم وتفوق على أقرانه. وانعكف على الصلاة والتأمل ومطالعة الاسفار الالهية.وكانت شهرة القديس انطونيوس كوكب البرية قد ملأت الآفاق، فذهب اليه واقام عنده وأعجب بمَا شاهده فيه وفي رهبانه النساك من قداسة وكمال.

 

ثم رجع الى الاسكندرية ليكون في خدمة البطريرك اسكندر الذي رسمه رئيس شمامسة وجعله كاتب اسراره. وفي غضون ذلك وضع كتابيه المشهورين: ضد الامم وفي الكلمة المتجسد.

فاستصحبه البطريرك معه الى المجمع النيقاوي الاول المنعقد سنة 325، وفي هذا المجمع تصدى اثناسيوس لاريوس وفنَّد مزاعمه الراهنة مثبتاً الوهية السيد المسيح الكلمة الازلي. فأضمر له الاريوسيون الحقد والضغينة، وأخذوا يتحينون الفرص للايقاع به.

رسمه البطريرك كاهناً وعهد اليه بالوعظ والارشاد. وبعد وفاة هذا البطريرك انتخبه الاساقفة بطريركاً عليهم.

فقام يسوس رعيته بكل غيرة ومفاداة، حاثاً الجميع على المحبة والسلام. وراح أريوس يثير الخواطر عليه. وفي سنة 334، عقد الاريوسيون مجمعاً في صور التزم اثناسيوس حضوره مستدركاً ما حيك حوله من الدسائس. وقد ترأس المجمع أعداؤه فحكموا عليه بالحط عن كرسيه واوغروا صدر الملك عليه، فأمر بابعاده الى أن تهدأ الحال.

فذهب القديس الى روما، ملتجئاً الى البابا يوليوس الذي رحب به واكرمه. وهناك كتب سيرة القديس انطونيوس الكبير، فكان ذلك داعياً لنشر الحياة الرهبانية في ايطاليا وغيرها. وعقد البابا مجمعاً في روما، امتنع الاريوسيون عن حضوره فأمر البابا آباء المجمع برجوع اثناسيوس الى كرسيه فاستقبله الشعب بأبهى مظاهر الفرح. فراح يصلح ما اختل من الشؤون مدة ابعاده. وعقد مجمعاً في الاسكندرية، حرم فيه جميع الاضاليل من اريوسيةٍ وغيرها. وأثبت البابا ليباريوس هذا المجمع وكان ذلك سبباً لارجاع الكثيرين من الضلال الى الايمان القويم.

ولما قام يوليانوس الجاحد أمر باخراجه من مصر كلها، فتوارى عن الابصار، قاصداً البرية، حيث زار النساك اصدقاءه مستأنساً بهم ومشاركاً في حياة الخلوة والاتحاد بالله، الى ان مات يوليانوس الجاحد وخلفه جوفيانوس سنة 363 ملكاً حليماً ورعاً، فأعاد اثناسيوس الى كرسيه وغمره بعطفه فأخذ يواصل جهاده النبيل في سبيل مجد الله، الى ان رقد بالرب في ساحة الجهاد سنة 373 وله من العمر سبع وسبعون سنة. وتذكار وفاته في 18 كانون الثاني. اما اليوم فتذكار نقل رفاته. صلاته معنا. آمين.

 

نقل جسد القدّيس أثناسيوس الكبير بطريرك الإسكندرية (بحسب الكنيسة الأرثوذكسيّة)

في هذا اليوم نعيد لتذكار نقل رفاة القديس أثناسيوس الكبير من الإسكندرية إلى القسطنطينية حيث وضع في كنيسة آجيا صوفيا. تاريخ ذلك غير مؤكد. ثمة من يجعله في القرن الثامن للميلاد، زمن البطريرك جرمانوس القسطنطيني (634-733م). الحجاج الروس في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، أفادوا أن الرفات كانت في كنيسة السيدة المعروفة بـ "سيدة بلاشيرن". كذلك ورد أن هذه الرفات انتقلت إلى البندقية، في القرن الخامس عشر، في حدود العام 1453/1454م إثر سقوط القسطنطينية. مذ ذاك جُعلت في كنيسة الصليب في البندقية، في دير الراهبات البندكتيان حيث لا تزال إلى اليوم.
هذا ويشار إلى دراسة في الكنيسة الأرثوذكسية عن رفات القديسين ظهرت في مجلة:Oriens christianus عام 1970، بينت، في شأن القديس أثناسيوس، أن أجزاء من رفاته، اليوم، موجودة في عدد من الأماكن بينها قبرص وآثوس واليونان. من بين الأديرة المذكورة دير كيكو القبرصي، ودير إيفيرون الآثوسي، ودير القديس يوحنا اللاهوتي في جزيرة باتموس في اليون

 

تذكار نقل أعضاء أبينا الجليل في القديسين أثناسيوس الكبير (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أن القديس أثناسيوس الإسكندري، الذي يقع عيده في اليوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني (يناير)، هو الجندي الباسل الذي دافع بفصاحة وإيمان عن ألوهيّة السيّد المسيح في المجمع المسكوني النيقاوي الأول، بحضور الملك قسطنطين، وكان إذ ذاك شمّاساً.

وهو البطريرك الإسكندري العظيم، الذي خدم شعبه بكل ما أوتيه من غيرة  مضطرمة وعلم زاخر وذكاء متوقّد، واحتمل من أجل تلك الخدمة أنواع المظالم والإضطهاد، فنُفي خمس مرّات وتاه في البلاد، ثم مات بين شعبه، وخلّف إسماً عظيماً بين بطاركة الكنيسة ومعلّمي المسكونة.

ففي القرن الثامن نُقل جثمانه إلى القسطنطينيّة، ربما على عهد البطريرك جرمانس، الذي نظّم في مديحه ترانيم جميلة لا تزال كنيستنا تترنّم بها. ومن أجل ما قيل فيه: "إلى أين نُقلتَ من جديد يا أثناسيوس، وإلى أي مكان حملوك من مكانك. هل بعد موتك أيضاً أخذوك من جديد إلى المنفى؟".

وبقيت ذخائر المقدّسة في تلك العاصمة، في الكنيسة التي شيّدت على إسمه، حتى جاء الأتراك واستولوا على القسطنطينيّة سنة 1453، وحوّلوا إلى جامع في ما حوّلوه من بدائع الكنائس تلك الكنيسة الجميلة. إلاّ أن أحد أشراف البندقيّة، وهو عبد الأحد زوتار، توصل بمساعدة أحد الأساقفة إلى نقل تلك الذخائر المقدّسة إلى مدينته. فتسلّمها بطريرك البندقيّة، فوزانيكس يستنياني، وبعد أن تحقّق صحّتها، وضعها في كنيسة الصليب في دير الراهبات البند كتيات حيث لا يزال المؤمنون يكرّمونها إلى يومنا هذا.

أن القديس أثناسيوس كان في أيام منفاه قد زار البندقيّة وأسمعها شيئاً من عظاته الرائعة، فأصبح من حقّها أن تحتفظ بذخائره وتكرّمها بإيمان.

 

استشهاد سنا الجندى رفيق إيسيذيروس (بحسب الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس سنا الجندي رفيق القديس إيسيذروس المذكور في اليوم الثامن عشر من برمهات وذلك أنه بعد ما عذب الاثنان واستشهد إيسيذروس فأبقي سنا في السجن إلى أن عزل والي الفرما وتولي غيره بوصية بأن لا يبقي أحدا ممن يعترف باسم المسيح. ولما سمع بوجود سنا هذا وانه من أكابر الجنود  وانه كان قد عذب كثيرا ولم ينثن عن رأيه أمر في الحال بقطع رأسه ونال إكليل الشهادة وكانت أمه بجواره عندما استشهد فرأت نفسه صاعدة كما رأت نفس إيسيذروس وقت استشهاده سابقا. ثم أخذوا جسده وكفنوه ووضعوه مع جسد صديقه القديس إيسيذروس في مدينة سمنود وظهرت منهما عجائب.

صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة القديس البابا سانوتيوس الأول الـ55

في مثل هذا اليوم من سنة 596 ش. (19 أبريل سنة 880 م.) تنيح الأب العظيم البابا سانوتيوس الخامس والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وهذا القديس كان قد ترهب بدير القديس مقاريوس وإذ تزايد في الفضيلة والعبادة عين قمصا علي كنيسة الدير واختير بعد قليل للبطريركية بتزكية الشعب والأساقفة واعتلي الكرسي في 13 طوبة 575 ش. (8 يناير سنة 859 م.) فحلت به شدائد كثيرة واضطهادات قاسية. وكان الله يجري علي يديه آيات كثيرة وشفي أمراضا مستعصية.

وحدث مرة أن امتنع المطر عن مدينة مريوط ثلاث سنوات حتى جفت الآبار وأجدبت الأراضي فجاء هذا الأب إلى كنيسة القديس أبا مينا بمريوط وقام بخدمة القداس وطلب من الله أن يرحم خليقته فلما كان غروب ذلك اليوم بدأت الأمطار تنزل رذاذا ثم انقطعت فدخل هذا الأب إلى مخدعه ووقف يصلي قائلا يا ربي يسوع أرحم شعبك حتى حصلت بروق ورعود ونزل غيث كالسيل المنهمر حتى امتلأت البقاع والكروم والآبار فرويت الأرض وابتهج الناس ممجدين الله صانع العجائب.

وحدث عندما كان هذا الأب بالبرية لزيارة الأديرة أن أغار عربان الصعيد علي الأديرة للقتل والنهب فخرج إليهم وبيده صليبه فحين أبصروا الصليب تقهقروا من أمامه وولوا هاربين (ذكر خبر هذه الأعجوبة تحت اليوم التاسع من شهر برمودة(.

وكان بقرية تسمي بوخنسا من قري مريوط قوم يقولون ان المتألم عنا علي عود الصليب هو إنسان فارقه اللاهوت فكتب هذا البابا رسالة أيام الصوم المقدس وأمر بقراءتها في الكنائس قال فيها " ان المتألم عنا هو الله الكلمة بجسده من غير أن يفترق عنه. ولكن الألم لم يقع علي جوهر اللاهوت. كما تضرب الحديد المشتعل نارا فلا تتأثر النار ولكن الأثر يأتي علي الحديد كذلك لكي تكون لآلام الناسوت قيمة كان لابد للاهوت أن يكون حالا فيه وبهذه الآلام كفر المسيح عن البشرية كلها "

وظهر أيضا قوم آخرون قالوا أن طبيعة الناسوت ماتت وكان هؤلاء من البلينا مع أساقفتهم فلما بلغ هذا الأب خبرهم كتب لهم يقول " ان طبيعة الله الكلمة غير المدركة ولا ملموسة ولا متألمة ، لا يمكن أن يقع الألم علي جوهرها ولكن اشتراك اللاهوت مع الناسوت في الألم كان اشتراكا أدبيا. ليعطي قيمة لهذه الآلام فتسدد دين البشرية لله غير المحدود ولا يمكن أن يكون هذا إلا إذا كان اللاهوت مشتركا فيها أدبيا بدون أن يتأثر جوهره ولهذا يقال: قدوس الله يا من صلبت عنا ارحمنا  "

ولما وصلت رسالته إليهم رجعوا عن ضلالهم واعترف الأساقفة بذلك أمام البابا وطلبوا المغفرة.

وكان هذا البابا كثير الاهتمام بأمور الكنائس ومواضع الغرباء وكان كل ما يفضل عنه يتصدق به. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي إحدى وعشرين سنة وثلاثة أشهر وإحدى عشر يوما صلاته تكون معنا. آمين.