دينيّة
13 نيسان 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 13 نيسان 2017

تذكار البار زوسيما (بحسب الكنيسة المارونية)كان هذا البار من فلسطين. رغب منذ حداثته في العيشة النسكية. فترهب وأنعكف على ممارسة الفضائل، حتى تسامى فيها. واستمر على هذه الحال ثلاثاً وخمسين سنة، حتى بلغ شوطاً بعيداً في طريق الكمال. وكان خير مرشد للرهبان، يسيرون بحسب تعاليمه ويأخذون بنصائحه الابوية.

 

وفيما كان يفكر يوماً في طريقة أخرى تزيده رقيّاً في الفضيلة والقداسة، ويسأل الله ان يهديه اليها، سمع صوتاً يدوي في داخله قائلاً" يا زوسيما، أترك ديرك واذهب الى دير على ضفاف الاردن، حيث ترى من الفضائل والعظائم ما تصبو اليه نفسك". ولساعته توغل في البراري حتى وصل الى الدير الذي أوحي له أن يقيم فيه، فوجده آهلاً بعدد وافر من الرهبان، يدأبون في أعمال النسك والتقشف وعمل اليد، ويتناوبون الصلاة في كنيستهم ليلاً ونهاراً دون انقطاع، لا يقتاتون بسوى الخبز والماء. فارتاح زوسيما الى تلك الحياة النظامية السعيدة. وأخذ يواصل جهاده في ذلك الجو الصافي ويزداد كمالاً يوماً بعد يوم، وهو الذي لقي مريم المصرية التائبة في البرية وناولها الزاد الاخير.

وعاش زوسيما في ذلك الدير، مثابراً على أعمال النسك والقداسة، الى أن نقله الله اليه في السنة 525. صلاته معنا. آمين.

 

الأنبا سرابيون (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

كان هذا البار ناسكاً عظيماً، مارس الفضائل، وامتاز بفضيلة الفقر، إذ لم يكن له إلاّ مئزر يستتر به، ولهذا لقّب بالمئزري. ولم يكن له مسكن، بل كان يطوف واعظاً مبشّراً، وأحياناً كان يبيع ذاته للكفّار كعبد يخدمهم قصد أن يعظهم ويردّهم الى الإيمان بالمسيح.

وذهب مرّة الى مدينة أثينا، فجال فيها ثلاثة أيام ولم يعطه أحد شيئاً ليأكل، فخارت قواه جوعاً، حينئذٍ وقف في مكان عالٍ وأخذ يصفّق بيديه وينادي: "يا أهل أثينا، إرحموني وأعينوني". فتساءل الناس عن أمره، فقال لهم: "إنّي قبطي، خرجت من وطني ووقعت في أيدي ثلاثة أسياد وأنا مدين لهم، فنجوت بإذن الله من الإثنين، أمّا الثالث فلم يزل يلازمني ويضايقني، ويلّح بطلب جقّه منّي".وكان كلامه هذا لغزاً على الفلاسفة الحاضرين فاستوضحوه، فقال: "كان يحاربني ثلاثة: رذيلة الزنا، ومحبّة الفضّة ومحبّة البطن. فانعتقت من الإثنين الأولين وانتصرت عليهما بقوّة الله. أمّا الثالث أي محبّة البطن فلم أمكّن من التخلّص منه، وها قد مرّت عليّ أربعة أيام لم أذق فيها شيئاً". فظنّه الفلاسفة محتالاً يطلب الحصول على الفضّة، فنقده أحدهم ديناراً، فاشترى به حالاً رغيفاً سدّ به جوعه. فتحقّق الفلاسفة صدقه وأكبروا فضيلته وأعجبوا بطريقته الغريبة... رقد بالربّ في نحو سنة 325 وله من العمر ستون سنة.

 

القدّيس مرتينوس المعترف بابا رومية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

لما كان القدّيس مرتينوس شماساً، أوفده البابا ثيودوروس إلى القسطنطنية سفيراً له . وهناك أبدى حماسة بيّنة صدّاً لهرطقة المشيئة الواحدة التي انتشرت في المدينة. وحين تمّ اختياره أسقفاً خلفاً للبابا، دعا إلى مجمع دحض فيه هرطقة المشيئة الواحدة وأدين أركانها.
أرسل قسطانس أحد المقربين منه، بعدما زوده بأوامر مشدّدة لتصفية مرتينوس، ولمّا باءت محاولته بالفشل، أوعز إلى أحد مرافقيه باغتيال مرتينوس، فيما كان يقيم صلاة الشكر وأثناء مناولة الشعب، لكن العميل المكلف باغتيال مرتينوس ضربه العمى الظرفي فلم يتمكن من رؤية قدّيس الله.
عاد قسطانس الملك موظفاً آخر ليقبض على مرتينوس الذي اتهمه بالهرطقة. وصل كاليوباس رسول الملك إلى الكنيسة اللاترانية برفقة جنوده وقبضوا على القدّيس ودفع إليه قراراً ملكياً قضى بتنحيته، أخذ مرتينوس إلى الدار الأسقفية. ثم في إحدى الليالي في غفلة عن أعوانه حمل إلى ظهر إحدى السفن العسكرية إلى القسطنطينية.
بلغ مرتينوس القسطنطينية وقد عومل معاملة مهينة وطرح في السجن. كما منع الجند أيّا كان من التحدّث إليه ثلاثة أشهر.
في كانون الأول من تلك السنة استجوب مرتينوس في محضر مجلس الشيوخ، كما عرض من بعيد على قسطانس الملك ومزّقت ثيابه الأسقفية، ثم أسلم إلى حاكم المدينة ليمزّقه إرباً. ولما طلب وزير المال من الشيوخ أن يكفّروه، فعل ذلك بعضهم وامتنع أكثرهم. وبات مرتينوس ينتظر تنفيذ حكم الإعدام به أية لحظة. لما جاء قسطانس إلى بولس، بطريرك القسطنطينية الهرطوقي، وكان مريضاً جداً، أطلعه على حال مرتينوس فتنهّد وقال: "ويلاه! هذا سوف يزيد من عقابي". ثم رجا الأمبراطور ان يخفّف عن بابا رومية.
بقي مرتينوس في السجن ثلاثة أشهر ثم نفي إلى شرصونة في أيار، حيث عمّت المجاعة. تمكن قدّيسنا من تمرير رسالة إلى أتباعه، مما جاء فيها :" أعجب لحال أولئك الذين ينتمون لكنيسة القدّيس بطرس، كم هو قليل الاهتمام الذي يبدونه بعضو من اعضاء جسدهم! أي خوف قبض على أولئك الناس حتى سطا عليهم فمنعهم من إتمام وصايا الله؟! أأبدو عدواً آثماً للكنيسة جمعاء أم لهم بصورة خاصة ؟! غير أني أطلب من الله بشفاعة القدّيس بطرس، أن يحفظهم ثابتين في الإيمان القويم. أما هذا الجسد الشقي، جسدي، فسوف يهتمّ الله بأمره. إنه آت، فلماذا أضطرب ؟! أرجو، برحمته، أن لا يطيل مسراي".
ولم يخيّب الرب الإله خادمه فإنه أخذه إليه، بعدما قضى في الأسقفية ست سنوات وشهراً واحداً وعشرين يوماً.

 

تذكار أبينا الجليل في القدّيسين مرتينس المعترف بابا رومة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد مرتينس في تودي من ولاية سبوليتا في إيطاليا. وكان أبوه فبريسيوس من الإشراف الرومانيين  ومن أضخمهم ثروةً. لكن الفضيلة كانت زينة ذلك البيت الكبير، فشبّ مرتينس على مخافة الله. ودرس العلوم المدنية أيضاً، فنال منها حظّاً وافراً. وعافت نفسه ضوضاء العالم وأمجاده الكاذبة، فرغب في حياة البتولية والغيرة الرسولية، فدخل في السلك الإكليريكي.

إلاّ أنّ فضيلته وسِعَةَ معارفِه جعلتاه  يرتقي بسرعةٍ في درجات الكهنوت، الى أن صار حبراً  أعظم ورئيساً للكنيسة كلّها جمعاء. فاستقبل أهل رومة تسلّمه عصا الرعاية العليا بمظاهر الفرح والإبتهاج. وتلألأت فضيلته السامية منذ الأيام الأولى لحبريته. فكان ساهراً على رعيّته، يغذّيها بتعاليمه، عطوفاً على الفقراء، مضيفاً للغرباء، وكان رسول السلام بين الأسر، يعمل على مصالحة الأخصام وإئتلاف القلوب.

إلاّ أنّه لم ينعم بالطمأنينة والسلام في حياته. لأنّ الدنيا على إيامه كانت بحراً مزبداً مضطرب الأمواج، وكانت العواصف تجتاحها من كلّ جهة. وفوق ذلك كلّه رأى بمرارةٍ تكاثر البدع في كنيسة الله.

وحمل الملك قنسطنديوس الثاني علم تلك الهرطقة وقام يبشّر بها. وبدل أن يجرّد السيف ويصد هجمات البرابرة والعرب، أقام نفسه معلّماً في كنيسة الله، وراح يهذي بما لا يعرف.  ولمّا رأى أن "البيان اللاهوتي"  الذي وضعه جدّه هرقل قد رفضته الكنيسة بأجمعها، وضع هو قانوناً جديداً دعاه: "الأنموذج" وأقرّه له بولس البطريرك القسطنطيني، وفرضه فرضاً على الاساقفة والمؤمنين. فاشتعلت الحرب من جديد بينه وبين الكنيسة المقدّسة.

ولمّا ارتقى القدّيس مرتينس الى السدّة البطرسية، أرسل إليه الملك  ذلك "الأنموذج" ليقرّه بسلطانه الأعلى. فلمّا إطّلع الحبر الأعظم عليه وجده منافياً لتعليم الآباء، فرفض. فغضب الملك غضباً شديداً، وأرسل على رومة جيشاً كبيراً، وأوصى القائد أولمبيوس أن يحمل الحبر الأعظم بالقوّة على قبول بيانه. فما كان من البابا مرتينس إلاّ أنّه جمع في اللاتران مجمعاً حضره مئة أسقف، وبحث معهم في ذلك البيان الخبيث، وبيّن لهم ما فيه من الأضاليل، فرفضوه كلّهم. فحرم الحبر الأعظم بسلطانه السامي بيان الملك ، ورشق بالحرم أيضاً كل من يجرؤ على أن يقول ذلك القول ويقبل بذلك التعليم. ما كان الحبر الأعظم يوماً ليهاب سخط الملوك.

فاستشاط أولمبيوس غضباً، ولا سيّما وكان يريد أن ينال بنجاح مهمّته حظوةً لدى القيصر. فصمّم على قتل الحبر القدّيس الباسل. فتقرّب إليه، وتظاهر بالصداقة لديه، وأوهمه أنّه يريد أن يقبّل القربان الأقدس من يديه. لكنّه أوصى حامل سلاحه ان يفتك بذلك الحبر الأعظم عندما يتقدّم حاملاً بيده القربان ليناوله. وانقضّ الجندي على الحبر الأعظم ليطعنه بسيفه، فضربه الله بالعمى، ووقع على الأرض مغشياً عليه. فارتاع القائد الأثيم، ورأى في ذلك القصاص الرادع يد القدرة الإلهية، فسجد أمام الحبر مستسمحاً مستغفراً. فتناسى البابا خيانته  وغفر له.

وصار أولمبيوس صديقاً حميماً للحبر الأعظم، ونبذ  الهرطقة واعتصم بالإيمان الصحيح. ثم أخذ جيشه وذهب الى محاربة البربر في جزيرة صقلّية، ومات هناك مصالحاً مع الله.

فلمّا علم الملك بما صار، ارسل والياً جديداً الى إيطاليا، وهو ثاوذوس كاليوباس، وأمره ان يمسك البابا مرتينس ويرسله اليه مقيّداً مغلولاً. ولما كان هذا يحسب حساباً كبيراً لسخط الشعب الروماني اذا وضع يداً أثيمة  على الحبر الأعظم، إحتال عليه وأرسل الجند ليمسكوه، وهو في الكنيسة يتلو الفرض مع كهنته، ويأتوه به. فلمّا رأى البابا أن الجند تألّبوا عليه في كنيسة اللاتران يريدونه، حظر على كهنته وخدمه أن يقاوموا، واستسلم بين أيديهم وذهب معهم.

وبعد بضعة أيام أرسله الوالي سرّاً الى القسطنطينية، لكي لا يتمكّن أحد من مرافقته وخدمته. فأُذيق على الطريق مرّ العذاب، وبقي ثلاثة أشهر تتلاعب به الأمواج  على متون البحار، حتى نهكت قواه ولم يعد يقدر على الوقوف على رجليه. أمّا هو فكان ساكتاً صابراً، يصلّي ويتضرّع لأجل الكنيسة، ويقدّم آلامه فداءً عنها.

ولمّا وصلوا الى القسطنطينية وضعوه في سجن مظلم وشدّدوا عليه. وألّف الملك محكمة لأجل محاكمة الحبر القدّيس، وأتوا به كمجرم أمام ذلك الديوان الظالم. فأمره الرئيس أن يقف ليجيب عمّا يُنسب اليه من الجرائم. ولمّا لم يكن يستطيع  الوقوف مسكه الجند وأوقفوه، كما سبق ليسوع أن وقف أمام حنّان وقيافا. وكان الملك الفظيع ينظر الى ذلك كلّه من مكان خفي. ثم أدخل شهود زور ليشهدوا عليه بأنّه أهان الذات الملكية. أما الشهود فكانوا من الجند ومن رعاع الشعب. فنظر اليهم ذلك الحبر الجليل، وتنهّد وقال بوداعة ووقار: أتأتون بهؤلاء ليشهدوا بالسوء على أسقف رومة؟ فضربه أحدهم على فمه، كما ضُرب يسوع. وطلب الرئيس من أولئك الشهود أن يحلفوا اليمين على الإنجيل، إثباتاً لشهادتهم. فاعترضه الحبر وقال: لماذا تحملهم على إهلاك نفوسهم بهذا القسم الكاذب؟ دعهم وشأنهم، وافعل ما بدا لك.

فما كان من تلك المحكمة الشرّيرة إلاّ انها حكمت عليه بالخيانة العظمى لملكه. فجُرّد من ثيابه الكهنوتية، وشُهّر في أسواق العاصمة وشوارعها، ثمّ أُعيد الى سجنه ريثما يُرسل الى المنفى. إن جرائم كهذه تقوّض أركان الدول، وتهدم صرح المجتمع البشري.

ومرض بولس بطريرك القسطنطينية الهرطوقي  وشريك الملك في تلك المخازي، فذهب الملك اليه يعوده. وقصّ عليه ما كان من أمر البابا مرتينس. فتنهّد البطريرك الجاني وقال: هذا يكون لسوءَتي وشقاء دينونتي. ولمّا سأله الملك عن معنى ذلك الكلام الغريب، أخذ البطريرك يتضرّع اليه لكي يكتفي  بما صار ويترك الحبر الأعظم يعود الى كرسيه. فلم يرضَ الملك بذلك، بل أمر بنفيه في إقليم خرصونة ، شمالي البحر الأسود.

فحُمل الى منفاه. وهناك ذاق الجوع والعري والفاقة القصوى بين شعب بربري وثني، مدّة أشهر كانت كأنّها السنون الطوال.

وما لبث أن رقد بالربّ سنة 655، وانضمّ في الأعالي الى طغمة الباباوات القدّيسين الذين سبقوه الى ديار الخلود. ولم يُترك جسده في بلاد المنفى، بل أعيد الى رومة ودُفن في كنيسة القدّيس مرتينس الجبليّة. وصنع الله بواسطته عجائب كثيرة في حياته وبعد موته.

وسوف يبقى القدّيس مرتينس مثال الرعاة الصالحين، الذين لا يهابون الشدائد في سبيل قيامهم بالواجب الرعائي، ولا ينتظرون المجد من الناس، بل ذلك المجد الذي من عند الله.

 

نياحة حزقيال بن بوزي النبى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح النبي العظيم حزقيال بن بوزي الكاهن. وكان هذا الصديق كاهنا ثم سباه نبوخذ نصر إلى بابل مع يهوياكين الملك. وهناك عند نهر خابور في أرض الكلدانيين حل عليه روح الرب فتنبأ بأمور عجيبة مدة اثنتين وعشرين سنة منها قوله عن ميلاد السيدة العذراء والدة الإله وبقائها بعد الولادة عذراء: ان الرب أراه متجها للمشرق وهو مغلق. وقال له: "هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب اله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا (حز 44: 1 و2).وتنبأ عن المعمودية التي تقدس نفس الإنسان وجسمه وتلين قلبه الحجري وتجعله ابنا لله بحلول الروح المقدس عليه وبكت الكهنة علي تركهم تعليم الشعب وحذرهم من ذلك مبينا لهم أن الله يطلب نفوسهم منهم ان هم أهملوا تعليمهم. ثم تنبأ عن القيامة العامة وعن قيامة الأجساد بأرواحها التي كانت متحدة بها وعن مجازاتها بما تستحقه وذكر أقوالا كثيرة نافعة لكل من يقف عليها وأظهر الله علي يديه آيات عظيمة. ولما عبد بنو إسرائيل الأصنام في بابل بكتهم فوثب عليه رؤساؤهم وقتلوه ثم دفنوه في مدافن سام وار فكشاد صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم : استشهاد القديس هيباتيوس أسقف غنغرة

في مثل هذا اليوم استشهد القديس هيباتيوس أسقف غنغرة في إقليم بافلاغونيا، ورأس هذه الأبرشية وساس شعبها في أوائل القرن الرابع، فحضر المجمع المسكوني النيقاوي الأول سنة 325 م. وكان من آبائه العظام المحامين عن ألوهية كلمة الله ومساواته لأبيه في الجوهر، مفندا ضلال الهرطقة الأريوسيين والأبوليناريين وانوفاتيانيين وغيرهم.

وقد شرفه الله بموهبة صنع العجائب التي فعلها في أوقات كثيرة وبأنواع عديدة ولهذا لقب بالعجائبي. ومن عجائبه أنه في أيام الملك قسطندي بن قسطنطين العظيم،دخل من البر إلى المخازن الملكية تنين مخيف. فأرسل إلى القديس طالبا منه أن يمضي إلى المخازن ويقتل هذا التنين. فذهب الراعي القديس إلى هناك وبعد أن صلي قال للخدام أن يجمعوا حطبا في ساحة المدينة ويضرموا به النار ففعلوا فأخذ القديس عكازه ووضعه في فم التنين وقادة بها ملجما إلى الأتون فاحترق وتذكارا لهذه الأعجوبة أمر الملك بتعليق رسم القديس علي جدار المخازن وفيما كان القديس راجعا من نيقية بعد انعقاد المجمع المسكوني الأول قاصدا غنغرة خرج عليه فريق من الهراطقة كانوا قد كمنوا له في الطريق، فوثبوا عليه ورجموه بالحجارة ومات شهيدا (في يوم 31 آذار) ثم طرحوا جسده في مخزن تبن فلما علم أهالي مدينة غنغرة بوفاة راعيهم الصالح أسرعوا إلى المحل الذي قتل به ونقلوا بقاياه المقدسة بكل إكرام ودفنوها في المدينة. بركاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.