دينيّة
03 تشرين الثاني 2016, 07:16

قديسو اليوم: 3 تشرين الثاني 2016

تذكار الشهداء أكسيما الاسقف ويوسف القس وايتالا الشماس (بحسب الكنيسة المارونية) كان اكسيما اسقفاً على مدينة أوتيني من بلاد أشور شيخاً فاضلاً بهيَّ المنظر شريف الاصل، أباً حنوناً على رعيته، لا ينفك عن الصلاة والتضرع الى الله لأجل الكنيسة وابنائها.ويوسف كان كاهناً لقرية بيت كاتونا وقد قارب السبعين من العمر، يحترمه الجميع لتقواه ولخدمته الجليلة. وايتالا كان شماساً انجيلياً في الستين من عمره، يقوم بخدمة الكنيسة وتوزيع الاسرار وارشاد الموعظين.قبض الولاة على الثلاثة وساقوهم مكبّلين الى مدينة اربيلا حيث مثلوا أمام الحاكم، فأمرهم بالسجود للشمس وإلاَّ أذاقهم مر العذاب، فلم يعبأوا بتهديداته، فأمر بجلدهم بجميع الطرق الوحشية حتى تمزَّقت اجسادهم وتفككت اعضاؤهم، ثم طرحوهم وهم في غُصص الآلام، في سجن مظلم حيث قاسوا مُرَّ العذاب والجوع والعطش مدة ثلاث سنوات، الى ان ماتوا الواحد بعد الآخر وذهبت نفوسهم الطاهرة ترتع بالراحة والسعادة الابدية سنة 341. صلاتهم معنا. آمين.

 

في هذا اليوم أيضاً : تذكار القديس بسيماس الناسك

كان هذا القديس من جوار قورش معاصراً مار مارون وأسقفها العلاَّمة ثوادوريطس الذي اورد سيرته في كتابه "في النساك" م 15، وقال: ان بسيماس ازدرى العالم وخيراته وملذاته وحبس نفسه في صومعةٍ بعيداً عن ضوضاء الناس. يتناول طعامه من نافذة ويخرج ليلاً يستقي الماء من ينبوع قريب، ولم يأكل سوى العدس والبقول. يصرف ليله ونهاره في الصلاة والتأمل والعمل اليدوي، مدة ستين سنة.

أجرى الله على يده آيات عديدة وعرَّفه بدنو أجله. وقد زاره اسقف ابرشية قورش وعرض عليه ان يرقيه الى درجة الكهنوت، فاعتذر فألحَّ الاسقف عليه، فرضخ لامر الطاعة. وترَّقى الدرجة الكهنوتية المقدسة ولم يلبث فيها أكثر من خمسين يوماً، اذ رقد بالرب بعد ان اوصى بأن يدفن بجانب صومعته، وكانت وفاته في اواسط القرن الخامس. صلاته معنا. آمين. 

 

القدّيسين الشهداء الفرس أكبسيماس ويوسف وأيثالا (بحسب الكنيس الارثوذكسية)

في أواخر العقد الرابع من القرن الرابع الميلادي (338-340) اجتاحت المسيحيين في بلاد فارس موجة اضطهاد واسع النطاق كان أول شهدائنا الشهيد في رؤساء الكهنة سمعان الفارسي الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم السابع عشر من شهر نيسان من كل عام. هذه الحملة امتدّت أربعين سنة وكان خاتمتها الشهداء الثلاثة الذين نعيّد لهم اليوم: أبسيماس ويوسف وأيثالا.

ففي زمن الملك الفارسي شابور الثاني، وبالتحديد في أواخر العقد الثامن من القرن الرابع (376-379) منح شيوخ المجوس سلطات واسعة خوّلتهم ملاحقة المسيحيين في كل مكان واستعمال كافة الأساليب والوسائل اللازمة لمحو المسيحية من البلاد. الحجة في ذلك كانت ثلاثية:

أولاً: لأن المسيحيين يشكلون خطراً حقيقياً على التراث، لاسيما عبادة الشمس والنار.

ثانياً: لأن المسيحيين يهدّدون الجنس الفارسي بالانقراض حيث يشيّعون أن العذرية أسمى من الزواج.

ثالثاً: لأن المسيحيين يأبون الرضوخ للملك وسلطانه الشامل على رعاياه، فهم، بهذا المعنى، ثوّار متمرّدون يتهدّدون المملكة من الداخل.

لهذه الأسباب مجتمعة صدرت الأوامر، باسم الملك، بإلقاء القبض على أكبسيماس أسقف مدينة باكا، في مقاطعة أونيتي واستيق للاستجواب. كان أكبسيماس شيخاً في الثمانين من العمر وقوراً، ممتلئاً حسنات حيال الفقراء والغرباء، كثير الأصوام والصلوات والسجود، يذرف الدموع، على الدوام، مدراراً. فحالما ألقى الجنود عليه الأيدي بادره بعض أصدقائه مطمئنين بالقول: "لا تخف يا أبانا، سنحافظ لك على دارك!" فتطلع إليهم وقال: "ليس هذا البيت بعد اليوم بيتي. فانا لا أملك غير المسيح. هو وحده ربحي. أما الباقي فلم يعد له وجود عندي".

وأخذ أكبسيماس إلى مدينة أربيل حيث اعترف أمام المجوس ولم ينكر أنه يكرز بالإله الواحد ويدعو الناس على التوبة وعبادة الخالق دون المخلوق، فأشبعوه لطماً وجلداً وألقوه في سجن مظلم.

ثم إنه حدث في ذلك الوقت أن ألقي القبض، وللأسباب عينها، على يوسف الكاهن من بيت كاتوبا. هذا أيضاً كان شيخاً ناهز السبعين من العمر. كما أمسك العسكر الشماس أيثالا من بيت نوهورا وكان في الستين من العمر. هذان استيقا إلى مدينة أربيل أيضاً حيث مثلا أمام  شيوخ المجوس هما أيضاً.

هدّد الحاكم يوسف الكاهن بالموت بتهمة إفساد الناس بالسحر الذي كان يمارسه، وكان يقصد بذلك إقامة الأسرار المقدّسة، فأجاب يوسف: "نحن لا نمارس السحر بل نعلّم الناس الحقيقة لكي ينبذوا الصور التي لا حياة فيها ويعرفوا الإله الحي الحقيقي وحده". فأردف الحاكم قائلاً: "ولكن الملك وحده على حق..."، فأجابه يوسف "إن الله يحتقر الكبرياء والعظمة والغنى في هذا العالم. أجل نحن فقراء مساكين، ولكننا ارتضينا ذلك لأنفسنا طوعاً. نحن نعطي الفقراء من عرق جبيننا، أما أنتم فتسرقونهم. ليس الغنى سوى وهم وخيال يزول بزوال الحياة على الأرض. وهذا هو السبب في أننا لا نتعلق به لكي نحسب أهلاً للمجد الآتي".

أثار هذا الكلام حفيظة الحاكم فأوعز إلى رجاله بمعاقبة يوسف، فأشبعوه ضرباً بقضبان الرّمان الشائكة حتى جرّحوا جسمه كله.

ثم جيء بأثيالا فأمر بعبادة الشمس وشرب الدم واتخاذ امرأة لنفسه والانصياع لأوامر الملك وإلا واجه التعذيب والموت فأبى قائلاً:"خير لي أن أموت لأحيا من أن أحيا لأموت إلى الأبد". فأخضعوه، للحال، للتعذيب. وبعدما جلدوه وحطّموا يديه ورجليه وألقوه في السجن المظلم الذي ألقي فيه أكبسيماس ويوسف.

بقي الثلاثة في السجن ثلاثة أشهر غيّر الحرمان والبرد والرطوبة والمعاناة خلالها هيأتهم حتى قيل إنه ما كان بإمكان إنسان مهما قسى قلبه أن يرى منظرهم المريع ولا ينفطر أسى عليهم. ثم بعد استجوابات إضافية حاول المجوس خلالها تحطيم مقاومة هؤلاء المعترفين الثلاثة دون جدوى، سقط أكبسيماس صريعاً تحت الضرب، فيما ألزم بعض المسيحيين برجم يوسف وأيثالا حتى الموت.

وهكذا قضى هؤلاء الشهداء الثلاثة واضعين بدمائهم حداً لتلك الحملة الشرسة التي طالت المسيحيين أربعين سنة في ذلك الزمان.

 

نقل رفات القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر إلى الهيكل الجديد المشاد على ‏اسمه في اللد (ديوسبوليس)

يوافق العيد الأساسي للقدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر يوم الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام. لذلك فإننا نطالع سيرته كاملة هناك. أما الذكرى التي تحتفل بها الكنيسة اليوم فعيد ثان له كانت، أول ما كانت، مناسبة تدشين كنيسة جميلة حملت اسمه في مدينة اللد في فلسطين وجرى نقل رفات القدّيس إليها. حدث ذلك في القرن الرابع الميلادي، أيام الإمبراطور قسطنطين الكبير (305-337م). جدير بالذكر أن اللد هي مسقط رأس القدّيس، فيما كان استشهاده في مدينة نيقوميذية، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية. ومن نيقوميذية جرى نقل رفاته إلى موطنه الأصلي في فلسطين.

 

تذكار القديسن الشهداء أكبسيما ويوسف وإيثالا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

كان أكبسيما أسقفاً على مدينة أونيتي من بلاد أشور. وكان إبن ثمانين سنة لمّا قبض الولاة عليه بداعي كفره بالإله الشمس سيّد العالم ومعبود بلا الفرس. وكان هذا الأسقف رجلاً بارّاً صدّيقاً غيوراً على أعمال وظيفته، كما كان أباً حنوناً لكهنته ورعيّته، يعرف أن فضله وفضيلته إنّما هما في خدمة نفوسهم. وفي الإبتهال إلى الله صباح مساء لأجل نجاحهم وخلاصهم. وكان كثيراً ما يقضي الليالي في الصلاة على مثال الفادي الإلهي، ويبلّل الأرض بدموعه.

أمّا يوسف فكان كاهناً قديساً، يحترمه الشعب من أجل شيخوخته وتقواه ووقاره، وما كان له من الخَدَم الجليلة أمام الشعب المسيحي والوثني معاً.

وكان إيثالا شماّساً إنجيليّاً، وكان قد صار إبن ستين سنة لمّا اشتعلت نيران الإضطهاد في جميع أنحاء البلاد. وكان يقوم بكل تقوى وعبادة بخدمة الكنيسة، وتوزيع الأسرار الإلهيّة، وإرشاد الموعوظين في طرق الإيمان المقدّس.

فقبض الولاة على الثلاثة وساقوهم إلى مدينة أربيلا، الشهيرة بالمعركة الكبرى التي دارت رحاها بين داريوس ملك الفرس والإسكندر الكبير، وكان النصر فيها حليف الإسكندر، فاستولى من بعدها على بلاد فارس كلّها.

فجرى بين الحاكم والأسقف القديس حوار رائع، كان الحاكم في أثنائه يظن نفسه في حلم وليس في حقيقة. لأنّه لم يكن يفهم معنى للديانة المسيحية، وتعاليمها السامية، وعبادتها لإله واحد تسجد له القلوب من غير أن تراه النواظر، وتفضيلها البتولية على الزواج، ورغبتها في الفقر الإختياري عن أموال ومطامع الدنيا.

ولمّا لم ينفع الجدل عمد الحاكم إلى برهان السيف. فأمر الشهداء الثلاثة أن يسجدوا للشمس، وإلاّ أذاقهم مرّ الهوان والعذاب. فلم يعبأوا بتهديداته. فأشار الحاكم إلى الجلاّدين، فانهالوا عليهم بالضرب، ومزّقوا أجسامهم، وفكّكوا أعضاءهم. وتركهم الحاكم على تلك الحالة من الآلام المبرحة، وطرحهم في سجنٍ مظلم، يقاسون فيه مرير العذاب، فوق الجوع والعطش والعري ورطوبة الأرض. وبقي الشهداء ثلاث سنوات على تلك الحال، حتى ماتوا الواحد تلو الآخر من جرّاء العذابات الأليمة التي قاسوها.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تدشين هيكل القديس المعظّم في الشهداء جاورجيوس في اللدّ أي وضع جسده هناك

سوف نأتي على ذكر ذلك في كلامنا على سيرة حياة واستشهاد هذا البطل المسيحي العظيم في الشهداء، وذلك في اليوم الثالث والعشرين من شهر نيسان (أبريل). فإن هذا الشهيد المجيد، بعد أن احتمل أنواع الآلام في نيكوميذية من أجل إيمانه بالمسيح، ومات في العذاب المرّ، نقلت أعضاؤه المكرّمة على أيام قسطنطين الكبير إلى الكنيسة الفخمة التي بنيت على إسمه في مدينة اللد، من أعمال فلسطين، مسقط رأسه. وهذا هو ما نقيم له اليوم عيداً بكل عبادة وإكرام، إحتفاءً برفات هذا القديس المجيد، أحد كبار قديسي الله في كنيستنا الشرقية، وصاحب الكثير من أديارها وكنائسها ومعابدها، وشفيع الكثيرين من مؤمنيها.

 

نياحة انبا ايلاريون الكبير الراهب سنة 188 للشهداء (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 472 ميلادية تنيح الأب البار المجاهد القديس إيلاريون الراهب المتوحد. كان من أهل غزة. ابنا لأبوين وثنيين وقد أدباه بالعلوم اليونانية، ولما بلغ فيها وفاق أقرانه اشتاق إلى إتقانها، ولم يكن هناك من يوصله إلى غايته. فقصد مدينة الإسكندرية ودخل مدرستها، فحصل منها علي علوم كثيرة، وحركته الغيرة الإلهية إن يدرس علوم المسيحية أيضًا، فطلبها وقراها. وكان الاب ألكسندروس يشرح له ما عسر عليه فهمه، فلم يلبث إن آمن بالسيد المسيح له المجد فعمده الآب البطريرك ونال النعمة الإلهية، وأقام عنده زمانا قليلا، ثم قصد القديس العظيم أنطونيوس، فلما رآه دهش من عظيم هيبته، وحسن طلعته المشرقة بنعمة الروح القدس. فتخشع قلبه ومال إلى التمسك بسيرة الرهبانية فخلع الثياب العالمية وارتدي ثوب الرهبنة وابتدأ يزاول أعمالها بحرارة زائدة، مقتديا في ذلك بالقديس أنطونيوس معلمه، وبعد زمن يسير بلغه خبر موت والديه فعاد إلى بلده واخذ ما تركاه ووزعه علي الفقراء والمحتاجين. ثم دخل أحد أديرة الشام، وهناك سلك في كل باب من النسك مسلكا عظيما. وكان يصوم الأسبوع كاملًا، ويتغذىبالبقول والحشائش. فاستنار عقله وأعطاه الرب نعمة النبوة وعمل الآيات. وبعد مدة من الزمان ترهب القديس أبيفانيوس في هذا الدير، فسلمه رئيسه للقديس إيلاريون. فأدبه بآداب الرهبنة وعلمه علوم الكنيسة، وتنبأ عنه انه سيصير أسقفا علي قبرص. وبلغ هذا الآب من العمر ثمانين سنة منها عشر سنين في منزل والده. وسبع سنين في مدينة الإسكندرية. وثلاث وستون سنة في العبادة. ثم تنيح بشيخوخة صالحة مرضية لله، وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في بعض مقالاته وذكره القديس باسيليوس في بعض نسكياته. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس بولس ولونجينوس ودينا

في مثل هذا اليوم تذكار شهادة القديسين بولس ولنجينوس الشهيدين والقديسة دينه الشهيدة. شفاعتهم تكون معنا.