قديسو اليوم: 19 كانون الأول 2016
وفي هذا اليوم أيضاً : تذكار البابا بيوس الخامس
ولد هذا القديس العظيم سنة 1504، في بوسكو. وهو بولوني الاصل. دخل رهبانية القديس عبد الاحد. وانعكف على حفظ القوانين وممارسة الفضائل، فبلغ اسمى درجات الكمال. كما نبغ في علم الفلسفة واللاهوت. انتُخب رئيساً على رهبانيته، فأحسن ادارتها وشدَّد على حفظ قوانينها.
وبعد ان صار اسقفاً وكردينالاً، انتُخب حبراً اعظم، خلفاً للبابا بيوس الرابع سنة 1566. فساس الكنيسة بروح الحكمة والقداسة والغيرة الرسولية. وقد امتاز بوداعته وتواضعه وبعطفه على الفقراء. يعيش في قصره عيشة التقشف والبساطة، كما كان في رهبانيته.
وأهمُّ حادث تاريخي في حبريته، هو انتصار الجنود المسيحيين على الاتراك في معركة خليج لوبَّنط، قرب اليونان سنة 1571. وذلك باعجوبة نالها هذا البابا القديس بصلاته الى سيدتنا مريم العذراء، تخليداً لهذا الحادث الخطير، اقراراً بفضل سيدتنا مريم العذراء، عيَّن الاحد الاول من تشرين الاول عيداً لورديتها تحتفل به الكنيسة، غرباً وشرقاً. اضاف الى طلبتها المعروفة هذه الطلبة "يا معونة النصارى تضرعي لاجلنا."
وبعد حياة مليئة بالاعمال المجيدة، رقد بالرب سنة 1572.
واحصاه البابا كليمنضوس الحادي عشر في سلسلة القديسين سنة 1712. صلاته معنا. آمين.
القدّيس الشهيد بونيفاتيوس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
عاش بونيفاتيوس في مدينة رومية. كان وكيلاً لأعمال سيّدة رومانية ثريّة اسمها أغلاييدا. هذه كانت فتيّة، جميلة، من أشراف المدينة، محبّة للشهرة، تسلي السكان، أحياناً، بحفلات عامة على نفقتها. وكانت تربطها بوكيلها علاقة شائنة. بونيفاتيوس، من ناحيته، كان شرّاباً للخمر ماجناً، لكنه تمتّع بخصال مميّزة ثلاث: كان مضيافاً وسخياً ورؤوفاً. يحكى عنه أنه كلما كان يلتقي غريباً أو مسافراً كان يعينه بمودّة كبيرة. كما اعتاد التجوال في الشوارع وارتياد الأماكن العامة أثناء الليل ليفرِّج عن الفقراء، كلاً حسب حاجته.
ومرّت الأيام وبونيفاتيوس وأغلابيدا على هذه الحال، إلى أن لامست النعمة الإلهية قلب أغلاييدا فأحسّت بوخز الضمير. ليس ما يشير بوضوح إلى ما إذا كان الرفيقان قد عرفا المسيح في وقت من الأوقات. لعلهما كانا مسيحيّين بالاسم. أنّى يكن الأمر فإنهما لم يكونا بعيدين عن الجو. فعلى الأثر استدعت أغلاييدا بونيفاتيوس وكشفت له ما كان يدور في خلدها: "أنت تعرف مقدار غرقنا، أنا وأنت، في الرذيلة، ولم يخطر ببالنا انه لا بد لنا أن نظهر أمام الله لنؤدي الحساب عن أعمالنا. لقد بلغني أن الذين يكرمون المعذّبين من أجل يسوع المسيح يشاركونهم المجد. وفي الشرق، ثمة العديد من خدّام يسوع المسيح يكابدون العذاب كل يوم ويبذلون أنفسهم من أجله. فاخرج إلى هناك، إذا، وأتني برفات بعض أولئك الذين غلبوا الموت لنكرم ذكراهم ونخلص بشفاعتهم". فشرع بونيفاتيوس بإعداد العدّة لتحقيق رغبة سيّدته. وبعدما جمع كمية كبيرة من المال ليشتري بها أجساد الشهداء من جلاديهم ويوزّع ما تيسر على الفقراء، قال لأغلاييدا: "لن أعود خلواً من رفات الشهداء، إذا وقعت على بعض منها، ولكن ما رأيك لو أعيد إليك جسدي وقد أضحى جسد شهيد؟ "فوبخته على دعابته في شأن لا يقبل المزاح.
شدّ بونيفاتيوس الرحال باتجاه الشرق. والحق أن مناخ الرحلة غيره تماماً فبات إنساناً جديداً. مشاعر وخز الضمير اعتملت في صدره طوال المسير من رومية إلى المشرق، فامتنع عن أكل اللحم ومعاقرة الخمرة وازدوجت أصوامه بالصلوات والدموع والتكفير. الكنيسة في الغرب، يومذاك، كانت تنعم بالسلام، بخلاف الكنيسة في الشرق حيث تابع غاليريوس مكسيميانوس ومكسيمينوس دايا بوحشية حملات الاضطهاد التي كان ذيوكليسيانوس قد باشرها. وكانت موجة التنكيل قد استعرت على أعنف ما تكون في كيليكيا التي ناءت، يومذاك، تحت ثقل حاكم لا رحمة في قلبه ولا شفقة اسمه سمبليسيوس. فوجّه بونيفاتيوس طرفه ناحية طرسوس، مدينة الرسول المصطفى بولس، وعاصمة كيليكيا. وما أن وطئت قدماه أرض المدينة، وكان راجلاً، حتى أرسل خدّامه مع الخيل إلى فندق، وتوجّه هو، لتوه، إلى مقر الحاكم فألفاه جالساً في المحاكمة وتحت عينيه منظر من الشهداء القدّيسين يُعذّبون. كان أحدهم معلقاً برجله ورأسه فوق النار، وكان آخر ممدداً ويداه ورجلاه مثبتة إلى أوتاد وتكاد أطرافه أن تتمزق من كثرة الشدّ والمدّ، و آخر مقطوع اليدين، وآخر مثبتاً على الأرض وعود يضغط على عنقه، و آخر موثق اليدين والرجلين والجلادرن يضربونه بالهراوات. ما لا يقل عن عشرين مسيحياً كانوا يُعذّبون على هذا النحو. كان مشهدهم صدّاماً وجرأتهم وثباتهم باعثين على الدهش. للحال تقدّم بونيفاتيوس، بجسارة، من هؤلاء الأبطال، فحيّاهم هاتفاً: "عظيم هو إله المسيحيين وعظيم هو إله هؤلاء الشهداء. ابتهل إليكم، يا خدّام يسوع المسيح، أن تصلّوا من أجلي ليكون لي أن أنضمّ إليكم في محاربة الشيطان". فلما سمع الحاكم ورأى ما كان، شعر بالمهانة لما اعتبره وقاحة في حضرته، فسأل بحنق كبير من يكون. فأجابه بونيفاتيوس أنه مسيحي وسيّده هو يسوع المسيح ولا يخشى ما يمكن أن يوقعه الحاكم به لحمله على الكفر بالاسم الحسن. فاهتاج سمبليسيوس وأمر بإحضار أعواد مسنّنة من القصب وغرزها تحت أظافر الرجل. وبعدما فعلوا، جيء برصاص مغلي وسُكب في فمه. فدعا بونيفاتيوس باسم الرب يسوع مستجيراً وسأل صلوات بقية الشهداء معه، فرفعوا الصلاة من أجله أجمعين. وإذ شعر الحاضرون بالقرف من وحشية هذا مقدارها، أحدثوا جلبة وهتفوا قائلين: "عظيم هو إله المسيحيّين!" فشعر سمبليسيوس بالحرج وترك القاعة.
وحلّ اليوم التالي، فعاد الحاكم إلى سدّة المحاكمة وبعث في طلب بونيفاتيوس من جديد. بدا الشهيد ثابت العزم غير هيّاب. فأمر الحاكم بإلقائه في خلقين من الزفت المغلي. فخرج منه دون أن يصيبه أذى. أخيراً حكموا على الشهيد بقطع الرأس، فرفع إلى ربّه الصلاة وسأل غفران خطاياه وهداية مضطهديه، ومدّ رقبته لجلاديه، ببهجة قلب، فقطعوا هامته.
في تلك الأثناء كان رفقته يبحثون عنه، فتّشوا في كل مكان ظنّوا أنهم يجدونه فيه، لاسيما الخمّارات، فلم يقعوا له على أثر. أخيراً، سألوا عنه رجلاً كلن أخاً للسجّان. وبعدما وصفوه له أجابهم أن غريباً دخل المدينة البارحة وقد قطع الحاكم رأسه لأنه جاهر بإيمانه بالمسيح، وأوصافه تطابق أوصاف من يبحثون عنه. فلما توجهوا إلى المكان حيث كان الجسد والرأس مطروحين عرفوه أنه سيدِّهم، فدفعوا ثمنه خمسمائة ذهبية ثم طيّبوا جسده وقفلوا عائدين به إلى رومية وهم يمجّدون الله.
في رومية، كانت أغلاييدا في الانتظار. فلما بلغها الخبر شكرت الله وخرجت برفقة كهنة واستقبلت الجسد على بعد نصف ميل من المدينة، على الطريق اللاتيني. في ذلك المكان بالذات أقامت له ضريحاً وجعلته فيه. كما بنت، في الموضع، كنيسة بعد عدة سنوات. مذ ذاك تابت إلى ربّها وعملت على التكفير عن خطاياها. ولما رقدت، بعد ذلك بخمسة عشر عاماً، دُفنت بقرب بقاياه.
أما رفات القديس بونيفاتيوس فجرى الكشف عنها في رومية سنة 1603م في كنيسة القديس ألكسيوس التي كانت تدعى قبل ذلك كنيسة القديس بونيفاتيوس.
هذا وتنشد الكنيسة المقدسة للشهيد بونيفاتيوس في صلاة الغروب، اليوم، الترنيمة التالية:
"لقد أرسلتك مولاتك أغلاييدا عبداً يا بونيفاتيوس سائدة عليك الأهواء. فأتى بك السيّد الإلهي. إلى حيث كان الكفرة المغتصبون متملكين. فحطمت الأعداء وكُلِّلت بإكليل الظفر. فلذلك ابتنت لك هيكلاً مقدساً جميلاً. ووضعتك فيه. مادحة إياك بتشريف"
تذكار القديس الشهيد بونفاسيوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن إستشهاد هذا القديس هو ثمرة مراحم العزّة الإلهيّة، ودليل ساطع على أن فضيلة محبّة القريب، والإحسان إلى البائس والفقير، هما خير ما يرضى به الله من أعمالنا وحياتنا.
يُروى أن بونفاسيوس هذا كان قيّماً على أملاك إحدى النساء الغنيّات في مدينة رومة، في أوائل القرن الرابع. وكانت تلك المرأة تدعى أغلاي، وكانت تعاشر وكيلها معاشرة أثيمة: إلاّ أن هذا الرجل الخاطىء كان، مع تلك الرذيلة التي تغلّبت عليه، عطوفاً على البائسين، كثير الإحسان إلى الفقراء والمساكين، لا يرد سائلاً ولا يمنع خدمته عمّن يلجأ إليه. فتحنّن الرب عليه وعلى صاحبته، وألهمها صنع توبة صادقة. وتأكّد لدى تلك المرأة أن خير وسيلة تستمدّ بها من الله الصفح عن معاصيها، إنّما هي تشييد كنيسة تجمع فيها ذخائر القديسين الشهداء، وتقوم تكرّمهم، فتنال بشفاعتهم غفران ذنوبها وآثامها. وبلغ مسامعها أن الإضطهاد على أشدّه في بلاد الشرق. فأرسلت بونفاسيوس ليأتيها بشيء من بقايا الشهداء الذين يسفكون دماءهم من أجل المسيح، فتجعلها في الكنيسة التي تريد إنشاءها، وتقدّمها للإكرام والعبادة، وتكفّر معاصيها بقرب بقايا القديسين المكرّمة.
فتأهّب ذلك القيّم للسفر، وأعدَّ له العدّة، وأخذ معه الأموال اللازمة، وزاداً كثيراً، ونفراً من الخدَم، وألقى مركبه المرساة في مدينة طرسوس، فنزل فيها، وقام يتجوّل في أسواقها وشوارعها. فابتهج لوصوله إلى مدينة الرسول بولس العظيم، وأخذ يتنسّم الأخبار، علّه يفوز بضالته المنشودة. فترك خدمه يبحثون عن محلٍّ لنزولهم، وذهب هو يجول ويستطلع ليقف على حوادث الإضطهاد.
فعلِم لساعته أن والي المدينة قد حكم على عشرين من المسيحيّين بالموت، بعد أن أذاقهم أنواع العذابات المريرة. فجرى يركض وراء هؤلاء الشهداء، ليرى كيف يقدر أن يحصل على ذخائر منهم. فأدركهم على الطريق، وهم ذاهبون إلى الموت. فسجد أمامهم وتضرّع إليهم ليشفعوا فيه لدى الله، فيرأف به وبسيّدته، ويغفر لهما آثامهما. فدعوا له، وهم سائرون مقيّدين، والجند تحرسهم. فقبض القائد عليه، وأرسله مخفوراً إلى الحاكم، وأخبره بما كان من أمره مع هؤلاء المحكومين. فحقّق الحاكم سميلسيوس معه، فاعترف بونفاسيوس بالمسيح بلا خوف ولا تردّد، فرحاً بأن يكفّر بسفك دمه ما سبق له من معاصيه.
فعُذّب كثيراً، وجُلد بالسياط، ومُزّق جسده بأمشاط من حديد، حتى تناثرت لحمانه وظهرت عظامه. أمّا هو فكان يصلّي ويبتهل ويتضرّع، ويشكر الرب يسوع الذي أهّله أن يكفّر آثامه بسفك دمه. ثم أمر به الحاكم، فضُرب عنقه، وهكذا فاز بإكليل الإستشهاد. أتى بطلب ذخائر الشهداء، فكان هم الشهيد الكريم الأول.
وعلِم خدّامه بما كان، فحملوا جسده وعادوا به إلى مولاتهم. فبكت لمّا شاهدت تلك البقايا المهشّمة. لكنّها تهلّلت أن يكون وكيلها بونفاسيوس هو الشهيد الذي سوف تحفظ ذخائره وتكرّمها، وتبني لها الكنيسة التي تبغي تشيّيدها. وبنت الكنيسةعلى طريق "الباب اللاتيني"، في ضواحي رومة، ووضعت فيها ذخائر ورفاته. ثم وزّعت أموالها على الفقراء، وعاشت بالتقوى والقداسة من بعده، مدّة ثلاث عشرة سنة. ولمّا امتلأت من الأجور السماويّة، رقدت بالرب رقود القديسات التائبات، وفازت بأفراح ونعيم النساء الطوباويات. فدُفنت في كنيسة القديس بونفاسيوس الشهيد، وجُعل ضريحها بجوار ضريحه. والسنكسار الروماني يذكّرها في الثامن من شهر أيار (مايو).
نياحة القديس نيقولاوس أسقف مورا (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس البار نيقولاوس أسقف مورا. كان من مدينة مورا، اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغين الكثير مخافة الله. ولم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويرث غناهما. ولما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم اكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره. واعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانات وصدقات. ومنها انه كان بمدينة مورا رجل غني احني عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما إعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون إن نشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه وشكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن سيتعرضن له من الفتنة. إما هو فلم يقبل منهم إن يشكروه، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه. ومنها انه طرد شياطين كثيرة من أناس وشفي مرضي عديدين، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه خلق كثير، ويفضل عنه اكثر مما كان أولا. وقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأي ذات ليلة في حلم كرسيا عظيما وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانا يقول له: البس هذه الحلة واجلس علي هذا الكرسي، ثم رأي في ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.
ولما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم واعلمه بان المختار لهذه الرتبة هو نيقولاؤس واعلمه بفضائله، ولما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، وعلموا انها من السيد المسيح، واخذوا القديس ورسموه أسقفا علي مورا. وبعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان، ولما قبض علي جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو أيضًا وعذبه كثيرا عدة سنين، وكان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان. ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى إن اهلك الله دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه. ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م. لمحاكمة اريوس كان هذا الآب بين الآباء المجتمعين. ولما اكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد إن أقام علي الكرسي الأسقفي نيف وأربعين سنة. وكانت سنو حياته تناهز الثمانين.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
ملاحظة: القديس نيقولاوس أو نيقولا هو الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نويل الذي يترك الهدايا لأطفال ليلة عيد الميلاد المجيد.
وفي هذا اليوم أيضاً: نياحة القديس شوره الأخميمي
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس شوره الاخميمى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً: تذكار نقل جسد البابا ساويرس الانطاكى
في مثل هذا اليوم نقل جسد القديس ساويرس بطريرك إنطاكية إلى دير الزجاج، وذلك انه تنيح في سخا عند رجل أرخن محب للأهل اسمه دوروثاؤس، وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية، وأمرهم إن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل، ولما وصلوا بحري قرطسا قليلا، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماء يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا، ولكن الله محب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقا وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مبغضيه واظهر آية بان جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل، ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثاؤس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية، وقد اجري الله آيات وعجائب كثيرة من جسده، وعظم الله القديس بعد مماته اكثر من حياته. شفاعته تكون معنا آمين.