ثقافة ومجتمع
12 نيسان 2019, 13:00

قبل الفصح.. "أترك خطاياك إليّ، فلي القدرة على جعلك إنسانًا نظيفًا"

ماريلين صليبي
على مقربة نحن من عيد الفصح المجيد، أيّام قليلة تفصلنا عن الفرح اللّامتناهي، فرح العيد الذي تُمحَى فيه الآثام وتتنقّى فيه النّفوس وتتفتّح فيه الأرض تجدّدًا وابتهاجًا لقيامة المخلّص يسوع المسيح؛ فكيف لنا كمؤمنين أن نستقبل القائم من بين الأموات في قلوبنا الضّعيفة التي تُكدّس غبار الخطيئة والضّلال؟

 

التّوبة هي الجواب، توبة يدعونا إليها الرّبّ باستمرار، هذا الرّبّ العظيم الذي يمنح شعبه فرصًا عديدة من أجل الخلاص والحياة الأبديّة.

عن هذه التّوبة نقل موقع infochretienne.com قصّة هارون، شيخ باكستانيّ تربّى في محيط يكره المسيحيّين، يعذّبهم، يسجنهم، يضربهم، يعتقل النّساء منهم ويدمّر كنائسهم، ليعتنق بعدها المسيحيّة بعد أن نفض عنه الخطايا المُهلكة.

على أسس البغض إذًا كبر هارون ليُصبح بدوره مجسِّدًا أعمال العنف ضدّ المسيحيّين؛ غير أنّ الإرادة الإلهيّة أرسلت إلى طريقه رجلًا مسيحيًّا فقيرًا بدّل حياته.

كان الرّجل ينظّف الطّريق، فأعطاه هارون مالًا شفقة على حاله. عندها رفع الرّجل الصّلاة عاليًا شاكرًا الرّبّ على هذه اللّفتة الإنسانيّة وداعيًا هارون إلى السّير في طريق الحقّ والحياة.

بعد هذه المحبّة التي لمسها، هرع هارون إلى الكنيسة ونظر إلى المسيح المصلوب ونقل خبرته:

"الصّليب بدّل نظرتي لأنّني سمعتُ صوتًا يقول لي: تعال إليّ يا بني، إنّني أنتظرك منذ زمن، فأجبتُ: كثيرة هي آثامي فكيف لي أن آتي إليك؟ فطمأنني: أترك خطاياك إليّ، فلي القدرة على جعلك إنسانًا نظيفًا".

إعترف هارون بكلّ خطاياه وتحمّل الاضطهاد القاسي من قبل المجتمع الباكستانيّ الرّافض لكلّ المسيحيّين، غير أنّ هذه الآلام التي اختبرها، رفعها إلى الرّبّ إذ غفر لمن أساء إليه وأحبّ كما أحبّ الله الجميع.

هذه هي التّوبة التي يبحث الله عنها دائمًا، فلنتّحد بالمحبّة والإيمان ولنعش أسبوع الآلام والقيامة بالشّكل الذي يرضي الله، آمين!