قبل أن يسرقها، سرقت قلبه بإيمانها!
بعد أن أنهت بولين التّسوّق، تفاجأت بسارق قد تسلّل إلى سيّارتها يأمرها بإعطائه مالها وإلّا قتلها.
بهدوء لا مثيل له وبكلمات تغلّفها الثّقة الإلهيّة، رفضت بولين الرّضوخ قائلةً: "لن أعطيك المال! إن قتلتني سأدخل الجنّة وأنتَ ستتعذّب في نار جهنّم! يسوع معي في السّيّارة، يلاحق خطواتي أينما كنت!"
أمام هذا الإيمان القويّ وهذا التّبشير الذي لم يستغرق أكثر من 10 دقائق، تجمّد عنف السّارق. هي دقائق قليلة زمنيًّا، لكنّها غنيّة مضمونًا، إذ ما إن أنهت كلامها حتّى وعدها السّارق بالصّلاة والتّوبة الصّادقة ما إن يعود أدراجه.
قبل الرّحيل، أخرجت بولين من محفظتها مبلغًا من المال أعطته للسّارق، ونصحته استخدامه في الخير والصّلاح. وبقبلة أخويّة مفعمة بالمحبّة والامتنان، ودّع السّارق بولين وقلبه ينبض بالإيمان.
إذًا أمام سلاح الشّرّ والعنف، حاربت بولين السّارق بسلاح الإيمان. هي التي تعرف أن المسيح يرافقها، أبت أن يتملّكها الخوف أو يسيطر عليها الموت، بل شاءت أن تنتشل أخاها في الإنسانيّة من بحر الخطيئة الذي يُغرقه حتّى الموت.
وأمام هذه التّجربة، لنتأمّل نحن المؤمنين بعظمة الإيمان وقوّة الرّجاء، ولنعرف أنّ مع المسيح الانتصار أكيد!