دينيّة
13 كانون الأول 2019, 14:00

في مسيرة الرّوح نحو الميلاد

ريتا كرم
لم يكد يطلّ كانون الأوّل/ ديسمبر حتّى اكتست الجبال بالثّلوج وارتوت الأرض بالأمطار ولفّ البرد سكّان المعمورة، مبشّرًا بحلول شهر العيد المبارك، عيد ميلاد يسوع.

 

اليوم، وفيما اتّشحت طرقاتنا وبيوتنا والأماكن العامّة بألوان العيد، لا بدّ من وقفة روحيّة نعيد خلالها خلط أوراقنا الفرديّة من أجل ولادة جديدة تبدأ مع ولادة الرّبّ؛ ولادة تطهّر النّفس من "الأنا"، وتُنهض القلب من ركود كانت الخطيئة سببًا أساسيًّا له، وتنعش الكيان مذكّرة بيسوع الّذي وُلد بالجسد لنولد نحن بالرّوح.

اليوم، وفيما اختار الكثيرون أن يتحضّروا من خلال الصّوم الميلاديّ، "نرتفع، كما يقول البابا فرنسيس، فوق الضّباب الّذي يخنق فنختبر كم هو جميل وفرح أن نغوص في نور المسيح".

نبحث عن نجمة الميلاد في الفضاء الواسع، لترشدنا إلى الأكثر حاجة إلينا في هذا العيد معاينين وجه طفل المغارة في كلّ أطفال العالم المحرومين والعطشى والجياع، في كلّ مسنّ ومريض ومشرّد وسجين ولاجئ ووحيد.. لنكن لهم في هذا العيد مصدرًا للحنان والمحبّة والتّعزية والرّحمة.

اليوم، لنبدأ مسيرة بحثنا عن النّور، ليس في الأفلاك السّماويّة وإنّما في عيون من حولنا.

اليوم، لنطفئ كلّ الأنوار الّتي لا تسطع إلّا تصنّعًا، ولنشعل تلك الّتي تبثّ رجاء وتبعث نورًا لطيفًا لا يخيف: نور الله.

لننقل إلى الكلّ وداعة يسوع وتواضعه، هو الطّفل الّذي تجسّد وصار إنسانًا فوُلد في مذود فقير. 

اليوم، لنسمح أن نلبّي بثقة دعوة الله لكلّ واحد منّا، ولنغلّف قلوبنا بحنانه ولنسمح له أن يشفي جراحنا، فنعيش فرح الميلاد الحقيقيّ ونهتف عاليًا: وُلد المسيح.. هلّلويا!