ثقافة ومجتمع
08 حزيران 2017, 13:00

في "مزرعة الزّعران".. قُتل روي حاموش

ريتا كرم
كان قبيل منتصف ليل الثّلاثاء بربع ساعة حين شهد المسلك الغربيّ لأوتستراد جلّ الدّيب مطاردة باتّجاه سوق السّمك في الكرنتينا، إثر حادث سير بسيط تطوّر إلى تلاسن فتهديد بالسّلاح فمطاردة فانقضاض الجناة على الضّحيّتين فإطلاق نار وجريمة قتل.

 

الحادثة الّتي تبدو مقتبسة من أحد الأفلام البوليسيّة ليست سوى حادثة من الواقع اللّبنانيّ المرير الّذي بات يعيشه المواطن يوميًّا في بلد أضحى أهله ينامون ويستيقظون على جرائم تتفاقم عددًا وفظاعة يومًا بعد يوم. ولعلّ أحد آخر ضحايا الإجرام والسّلاح المتفلّت هو روي حاموش طالب الهندسة في جامعة الرّوح القدس- الكسليك- الّذي ما كاد يخطو عتبة الثّالثة والعشرين حتّى وقع فريسة "زعران" لا تخيفهم قوانين لأنّها شبه سارية، ولا دولة لأنّها شبه غائبة، ولا تقيّدهم أخلاق ولا تردعهم قيم.. زعران تجرّدوا من إنسانيّتهم وتربّصوا على الطّرقات كالقنّاصين منقضّين على فريستهم في "مزرعة" تحكمها ضمائر نائمة وكسولة.  

رحل روي ونجا صديقه جوني بعناية إلهيّة، قُبض على القاتل الّذي كشفت القوى الأمنيّة أنّه من أصحاب السّوابق ولا يزال البحث عن فارّين مستمرًّا إلّا أنّ الكيل طفح فعلت الأصوات مجدّدًا طلبًا للعدالة. واللّافت أنّ روّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ اختاروا أن يعبّروا عن غضبهم جرّاء ما حدث من خلال هاشتاغ: "أنا مواطن لبنانيّ أطالب #رئيس_الجمهوريّة_اللّبنانيّة بتنفيذ قانون الإعدام وفورًا... #نعم_للإعدام #علّقوا_المشانق".

هي صرخة تنمّ عن حرقة قلب لرؤية دماء تُهدر ولا من يحاسب. هي نابعة من جرح لا يكاد يلتئم حتّى ينزف من جديد.. هي غصّة أهل يحاولون إخفاءها عن أبنائهم لأنّهم لا يدرون إن كانوا سيعودون إلى منازلهم سالمين أو أنّ رصاص مجهول أو سكران أو "قبضاي" سيرديهم قتلى بحجّة أفضليّة مرور أو حادث سير أو حتّى بدون سبب..

الحلّ ليس بالإعدام طبعًا ولكن الحلّ مطلوب اليوم أكثر من أيّ وقت مضى حتّى لا يبقى الأمن متفلّتًا ولا السّلاح متاحًا ولا القانون غافلاً ولا الدّولة متفرّجة فلا تذهب دماء الشّهداء هدرًا.