ثقافة ومجتمع
14 تشرين الأول 2016, 10:37

...في لحظة ضُعف!

"أنا هو الرّب إلهك لا يكن لك إله غيري، لا تحلف باسم الله بالباطل، إحفظ يوم الرّبّ، أكرم أباك وأمّك، لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشتهِ امرأة قريبك، لا تشتهِ مقتنى غيرك" أذكر يا إنسان أنّك مِن هذه الوصايا انطلقت، وإلى هذه الوصايا عليك أن تعود... أين نحن من وصايا الله العشر؟ هذه الوصايا الّتي تعلّمناها وحفظناها منذ صغرنا، مِن خالقنا وأهلنا، ونعلّمها حتّى اليوم، لأولادنا وإخوتنا. هل نتذكّرها دائمًا ونعمل بها؟ هل نضعها أمامنا في كلّ الأوقات والظروف، قدوةً نستعين بها كسلاحٍ قويّ يقاتل الشّرّ؟ أم أنّ الشّرّ أصبح يقاتلنا بأسلحةٍ أخرى؟

 

ما أصعب أن تشهد الكنيسة على موجات السرقة والقتل والجرائم المروّعة الّتي تجتاح مجتمعاتنا، وما أفظع أن ترى العديد مِن أبنائها مشتّتين في دوّامةٍ مِن الإنحراف والتصرّفات اللاأخلاقيّة واللّاإنسانيّة، وفي حال انصياعٍ تامّ لأفكارٍ ونشاطاتٍ لا تمتّ للكنيسة ولكلمة اللّه، بأيّة صلة. بلغت الجرائم المختلفة ذروتها في لبنان، لاسيّما جرائم القتل... "زوجٌ يقتل زوجته ثمّ ينتحر، أمٌّ تدسّ السّمّ لأولادها، جارٌ يطعن جاره بالسّكّين، رجلٌ يطلق النّار على أربعةٍ مِن جيرانه، فيودي بحياتهم..." بِغضّ النظر عن دواعي ارتكاب هذه الجرائم، ومهما كانت الأسباب كبيرةً في الواقع، تبقى سخيفةً وبسيطةً عند الرّجوع إلى عظمة الخالق، ونعمة الحياة الّتي وهبنا إيّاها، والّتي لا يحقّ لأيّ أحد أن يسلبها منّا!

يقولون أنّها "لحظة ضعف"... في لحظة ضعفٍ نخطئ، في لحظة ضعفٍ نقتل ونسرق ونرتكب أبشع الجرائم، في لحظة ضعفٍ نتخلّى عن إنسانيّتنا وإيماننا، نتخلّى عن مسيحيّتنا، نتخلّى عن كلمة اللّه وعن كلّ ما أوصانا به من خلال الكنيسة... هل يحّق لنا بعد أن نسمّيها  "لحظة" ضعف وتخلّي؟ لا، لم تعد "لحظة"! بل أضحت زمنًا بأكمله، بساعاتِه وأيّامِه وسنينِه، مسارًا طويلًا، لا يقطعه  وينهيه، إلّا الرجوع إلى كلمة اللّه ووصاياه!