ثقافة ومجتمع
26 تشرين الثاني 2016, 08:00

في غيابك الثّاني يا صباح..

ماريلين صليبي
في لمح البصر مرّت سنتان على غيابك.. أيّامٌ وما زال طيفك يلاحق الفنّ اللّبنانيّ، أيّامٌ وما زالت شعلة الطّرب التي حمَلْتها قديمًا مضاءة ومنيرة، أيّامٌ وما زال صدى صوتك يدوّي في كلّ المناسبات.

 

للنّهار أنتِ الصّباح والسّلام والهدوء والعذوبة والإشراق.. للّيل أنتِ القمر والسّهر والطّرب والضّحك والجمال.. لأيّامنا إذًا أنتِ الأساس، أساس الفنّ والأصالة والحضارة والرّقيّ والثّقافة.

أنتِ مدرسةٌ يا صباح.. مدرسة نغرف منها الطّموح والأمل والفرح والضّحك المستمرّ والذّوق الرّفيع والبهجة والإصرار والنّضال والكرامة.

أنتِ وسامٌ يا صباح.. وسام يرفعه لبنان فخرًا بأغانيك الرّائعة وإجلالًا لأعمالك المميّزة وانبهارًا بإطلالاتك الفريدة.

ما عسى يكتب القلم ويغرّد اللّسان عنكِ يا صباح، فمهما غزُر الكلام يبقى قليلًا على من كانت أسطورة في الغناء وشمعة مضاءة في نفق الفنّ المظلم وقوس قزح ملوّن في عواصف الانحطاط.

فليت المجد القديم يعود يومًا.. مجدٌ شاركتِ وكبار العمالقة في نحت معالمه الأساسيّة، فمن الأخوين الرّحباني إلى نصري شمس الدّين إلى زكي ناصيف إليك يا صباح إلى وديع الصّافي إلى ملحم بركات وإلى فيروز قصّة وطن شعّ فنّه وتاريخه في العالم العربيّ أجمع.