ثقافة ومجتمع
27 آذار 2017, 06:45

في عيد مولدها.. كانت هي الهديّة للمشرّدين!

ماريلين صليبي
أرماني كروز فتاة في السّادسة من العمر حوّلت حفلة عيد مولدها من مناسبة شخصيّة تجمع فيها العائلة والأصدقاء إلى لقاء جمع كلّ ولاية شيكاغو الأميركيّة تحت عنوان الإنسانيّة.

 

قد يغيب عن أبصارنا أحيانًا نضج بعض الأطفال، فأرماني التي رفضت أن يحضّر لها والداها حفلة كبيرة لعيد مولدها، فضّلت أن تكون هذه المناسبة مخصّصة لإيواء وإطعام وإسعاد الأطفال المشرّدين والمتسوّلين في شيكاغو.

لم تطمح الطّفلة برفيقات وألعاب وحلوى وهدايا تجعل من حفلة عيدها مناسبة تقليديّة عاديّة، بل أرادت أن تتشارك والأطفال الفقراء هذا الاحتفال، لأنّ المهمّ بالنّسبة إليها أن يأكل ويشبع ويفرح هؤلاء.

قد فهم الوالدان أنّ اهتمامات أرماني أعمق وأكثر جدّيّة من تطلّعات الأولاد في عمرها، لتبدأ إذًا مع عائلة كروز رحلة تنظيم "عيد مولد المشرّدين"!

في المحطّة الأولى، أرسلت العائلة عبر فايسبوك خبرًا بالمشروع وناشدت كلّ سكّان ولاية شيكاغو بالمساعدة والمشاركة، لتتدفّق بغزارة الهبات وتنهال التّشجيعات والمساندات الصّادقة.

في المحطّة الثّانية، وُضّبت علبًا للأطفال فيها موادّ غذائيّة ومستحضرات صحّيّة وبعض الألعاب وزِّعت لهم في العيد.

في المحطّة الثّالثة، تنوّعت مأكولات المطبخ بين دجاج وسمك وسلطة وبيتزا علّها تُسكت جوع الأطفال الصّارخ.

وها إنّ اليوم المنتظر قد حان! فبابتسامة عريضة وبقلب يطرق دقّات الفرح الشّديد، استقبلت أرماني وعائلتها والمتطوّعون 125 طفلًا مشرّدًا.

اجتمع الجميع في الحيّ السّكنيّ، تغمرهم الألفة والمحبّة، تتغلغل في نفوسهم شرارة الأمل ويشعّ من وجوههم بريق الإنسانيّة المحيي، لتقرّر العائلة جعل عيد مولد ابنتهم مناسبة سنويّة للقيام بأعمال خيريّة كهذه.

أرماني أحبّت المحتاجين حبًّا فريدًا وخدمتهم بسخاء ومن دون مقابل متخلّية عن المظاهر الفاخرة والأنانيّة، متمّمة ما قاله الله في متى 25/ 35-36-40:

"لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي

وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. وسجينًا فَجِئْتُم إِلَيَّ.

الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلَّما صَنَعْتُم شَيئًا من ذلكَ لِواحدٍ من إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعْتمُوه."