دينيّة
04 كانون الأول 2019, 08:00

في عيدك يا قدّيسة بربارة!

ماريلين صليبي
الأقنعة حاضرة، الأزياء التّنكريّة جاهزة، إنّه عيد البربارة.. فمن هي "القدّيسة بربارة" التي نحتفل بعيدها اليوم؟

 

رائعة الجمال، مكتسِبة العلوم والآداب، متأصّلة من عائلة وثنيّة غنيّة ومتعصّبة، وضعها أبوها في برج حصين وأحاطها بالأصنام وجبرها أن تتعبّد لها.

عزلتها المريرة جعلتها تتأمّل في هذا الكون تأمّلًا دفعها إلى البحث عن مبدعه لأنّ الأصنام بالنّسبة إليها ليست سوى حجارة شرّيرة.

تعمّقت في الدّيانة المسيحيّة على يد معلّم جمعها الله به، غاصت في أسرار تعاليم الإنجيل السّامية، فآمنت بالمسيح وتعمّدت ونذرت بتوليّتها للرّبّ يسوع.

صلّت كثيرًا وواظبت على قراءة الكتب المقدّسة، فأمرت خدّامها المسيحيّين بتحطيم تلك الأصنام. حينها، غضب أبوها وشتمها وضربها وزجّها في قبو مظلم، فراحت تصلّي لله ليقوّيها ويثبّتها في إيمانها.

حاولت الهروب من القساوة التي عانتها، إلّا أنّ ظلم أبيها لم يقف عند هذا الحدّ، بل وجدها وأتى بها مكبَّلة بالسّلاسل إلى الوالي الذي غضب من شدّة إيمانها بالمسيح، فأمر بجلدها بقساوة أغرقت جسدها في بحر من الآلام والأوجاع، وهي صبورة صامتة.

بعد الجلد، كان السّجن مصيرها، سجن ظهر لها فيه السّيّد المسيح وشفاها من جراحها فكرزت مؤكّدة: "إنّ الذي شفاني هو يسوع المسيح ربّ الحياة والموت".. هي مجاهرة أخيرة ضمّتها إلى قائمة الشّهداء بعدما قطع رأسها.

إجعلنا يا ربّ على مثال القدّيسة بربارة نتمسّك بإيماننا مهما قست الظّروف، وليكن قناعنا الوحيد هو المحبّة وزيّنا الأوحد هو الإيمان...