دينيّة
15 كانون الثاني 2020, 08:00

في عيدك يا سيّدة الزّروع...

ميريام الزيناتي
خيرات الله تتجلّى في تفاصيل صغيرة تحيط بنا أينما تلفّتنا، فهو الخالق الّذي ترك بصماته في مخلوقاته كافّة. ولمّا كانت لهذه المخلوقات أهمّيّة خاصّة في حياة الإنسان، كان لا بدّ من تعيين شفيع لكلّ منها، لتكون سيّدة الزّروع شفيعة الزّرع والثّمار.

 

إختار أجدادنا هذا اليوم للصّلاة لمريم العذراء وطلب بركتها على السّنابل والمزروعات كافّة، لتحميها وتفيض عليها بنعمها.

ونحن اليوم، مع كلّ إشراقة شمس، نطلب من أمّنا العذراء أن تمدّ نورها على كلّ ما خلق الله من زرع، لتنمو وتكبر وتعيد بالخير إلى كلّ مزارع متفان في عمله، خصوصًا في ظلّ تراجع الانتاجات وإغلاق الأسواق.

نصلّي اليوم بشفاعة مريم، ألًا تُهدر ثمارنا من جديد، ثمار يشقى الفلّاحون للاهتمام بها ويعملون بعرق الجبين لمراقبتها وهي تنمو، لتُرمى أمام أعينهم من دون أيّ قيمة تُذكر.

نُصلّي، ليلتفت شبابنا إلى هذه الثّروات الّتي تركها لهم أجدادهم، ففي كلّ مرّة يغضّ الجيل الجديد النّظر عن أراضيهم وعن ضرورة العودة إلى الجذور، يفقد الزّرع قيمته، ويموت رويدًا رويدًا، لتعود الأرض قاحلة، لا خير فيها ولا نِعم.

نصلّي متضرّعين إلى سيّدة الزّروع، لتفيض بنعمها علينا في هذا النّهار ولتُغدق الخيرات على مزروعاتنا.