في سرّ القربان... رحلة إلى السّماء!
اليوم، يصمت كلّ ضوضاء في العالم ويصغي قلب البشريّة إلى سرّ الله الحيّ في القربان الأقدس ويبتهل إليه طلبًا للشّفاءات الرّوحيّة والجسديّة، وتسأله الخلاص من الأوبئة والأزمات.
في خميس الجسد، نتأمّل في أعجوبة الأعاجيب، في سرّ القربان الّذي أسّسه يسوع في العشاء السّرّيّ وحقّقه على الصّليب، فأضحى هو فتات خبز وقوتًا يوميًّا يشبع الرّوح ويروي القلب، وأصبحنا لهذا القربان بيتًا يقيم فيه. نتأمّل في يسوع الحاضر معنا ولأجلنا في كلّ الأزمان، هو الّذي يرفعنا في كلّ مرّة نسقط ويقوّينا حين نصعف. هو شافي النّفوس والأجساد، الغافر والمخلّص من الخطايا.
فكم هو ثمين اليوم على قلب الفادي أن نتواصل معه ونخصّص له وقتًا نتحاور فيه معه بصمت، بعيدًا عن الأمور الدّنيويّة، وقتًا لا نتأمّل خلاله سوى في سرّه العجيب!
وما أجمل أن نسجد له ونغوص في فهم سرّ الفداء، ونبني علاقة شخصيّة معه هو الحيّ في الإفخارستيّا ونحصد النّعم. وما أروع أن نسير وراءه في زيّاحات القربان سواء حضوريًّا أو عبر المشاركة عن بُعد بسبب وباء كورونا، داخلين في شركة مع الكنيسة كجماعة واحدة وقلبًا واحدًا ونفسًا واحدة.
لنتذكّر في خميس الجسد، أنّه من أكل جسد الرّبّ وشرب دمه له الحياة الأبديّة. ولنتقدّم من هذا السّرّ برهبة واحترام "فالمسيح يستريح هنا مذبوحًا، وما في الكأس هو ذاك نفسه الّذي سال من جنب المسيح، وخبز التّقدمة هنا هو نفسه جسد المسيح"، فحينما نتناول "باستحقاق وضمير طاهر تهرب الشّياطين خائرة... أمّا ملائكة السّماء فيلبسون ثوب المسيح ملكهم ويحملون أسلحة النّور" (يوحنّا الذّهبيّ الفمّ).
نكن في خميس الجسد هيكلاً طاهرًا لأغلى عطيّة سماويّة، ليسوع الحيّ.