دينيّة
23 تشرين الثاني 2019, 14:00

في زمن المجيء... توبة إلى الرّبّ!

ريتا كرم
هو زمن المجيء! يحلّ مصحوبًا بنسمات برد تهبّ مع زخّات المطر الملتحف ببياض ثلج خجول هلّ موسمه منذ أيّام. هو زمن تنفض فيه الرّوح عنها كلّ غبار تراكم خلال العام لتهيّء قلبها مغارة لطفل المذود يسوع المسيح، فتولد معه من جديد وتدفئها محبّة من تجسّد وصار إنسانًا من أجل خلاص كلّ البشريّة.

 

وفي هذا الزّمن، وقبل أن تدقّ ساعة ميلاد ملك المجد، لا بدّ من العودة إلى الأعماق مكحّلين إيّاها بوقفة تأمّل وفحص ضمير وتوبة صادقة؛ فنتذكّر الماضي ونعيش الحاضر ونحضّر للمستقبل ملتمسين النّعمة في هذا السّرّ العظيم، شاهدين لولادة إبن الله.

في هذه الأسابيع القليلة الّتي تفصلنا عن الخامس والعشرين من ك1/ ديسمبر، هلّا نتخلّى عن "دروب أوثان العالم" فنلبّي دعوة البابا فرنسيس إلى كلّ مؤمن في هذا الزّمن المجيد ونبتعد عن التّمسّك بـ: "النّجاح بأيّ ثمن، السّلطة على حساب الضّعفاء، العطش إلى الغنى، واللّذّة بأيّ ثمن".

هلّا نلتفت إلى القريب منّا، ونصافح من اختلفنا معه وعاداه قلبنا فنتسامح ونتصالح؟!

هلّا نمدّ يد المعونة إلى كلّ محتاج مهما كانت حاجته- مادّيّة أو معنويّة- فتزهر ثمار العيد فيه وفينا؟!

هلّا تتوقّف الحروب والإرهاب والعنف والاستعباد والقتل... فيحلّ سلام المسيح في كلّ المسكونة وتبطل معه كلّ الأباطيل؟!

هلّا نجعل طريقنا منيرًا بتعاليم الكنيسة فنرمي كلّ همومنا وأحلامنا عند الرّبّ في كلّ مرّة شاركنا في القدّاس الإلهيّ وتقبّلنا سرّ الإفخارستيّا؟!

كلّنا نتلهّف إلى صفحة جديدة خالية من أخطاء الماضي ومن مشاعر البغض والانتقام والغشّ والجفاء والحسد والنّميمة... صفحة تذوب في كيان الله فينبت الحبّ وتُفرش القلوب بالرّجاء.  

لنصغِ إذًا، في موسم الفرح العظيم والبشرى السّارّة، إلى نداء القدّيس يوحنّا المعمدان القائل: "أعدّوا طريق الرّبّ واجعلوا سبلة قويمة"، فنفتح الطّريق أمام الرّبّ الآتي ليهبنا السّعادة الحقيقيّة ويحرّرنا من الأنانيّة والخطيئة والفساد.