دينيّة
07 شباط 2019, 14:00

في تذكار البارّ نرسيس أسقف أورشليم...

ماريلين صليبي
تحتفل الكنيسة المارونيّة اليوم بتذكار البارّ نرسيس أسقف أورشليم. هو أسقف سار على درب القداسة والخلاص والبرّ إذ كان مشهورًا بغيرته الرّسوليّة وبطلاقة خطاباته.

 

بحسن السّياسة قاد البارّ نرسيس رعيّته. هي سياسة متّحدة بالإيمان والإصلاح دفعت ببعض الحسّاد إلى الافتراء عليه وإطلاق أشنع الاتّهامات. مؤامرة كانت مصقولة بالبغض والحقد إذ دفعت بثلاثة شهود زور إلى القسم عازمين تأكيد تلك الاتّهامات.

لم يبقَ أمام الأسقف نرسيس، وأمام كلّ ما حيك ضدّه، إلّا أن تتجلّى قداسته من خلال تسليمه لإرادة الله وترك أسقفيّته والاعتزال في البرّيّة.

وأمام هذه القداسة، نال شهود الزّور هؤلاء عقابهم من الله. العقاب الّذي ألحق بهم كان أشبه بما أقسموا به، إذ إنّ الأوّل احترق في منزله وابتُلي الثّاني بالأسقام وفقد الثّالث بصره.

عندها، تحقّقت براءة الأسقف نرسيس القدّيس، فخرج المؤمنون طالبين عودته إلى كرسيّه، لكنّه أبى أوّلًا ليقبل بعد إصرارهم.

بمواصلة دؤوبة للجهود وبالتّفاني في سبيل النّفوس، ردّ الأسقف نرسيس كثيرين إلى الإيمان بالمسيح وقد أجرى الله على يده آيات عديدة.

هي قداسة جعلت من أسقف أورشليم البارّ نرسيس قدّيسًا تستذكره الكنيسة المارونيّة في مثل هذا التّاريخ من أجل أن يكون عيده مناسبة لتحقيق نقاوة أنفسنا.

على ضوء قصّة القدّيس نرسيس، نطلب منك يا ربّ أن تبعد عنّا أفكار السّوء والشّرّ والحقد وتزرع في قلوبنا براعم المحبّة فيزهر الإيمان والعدل. كما نتضرّع إليك من أجل أن تحيطنا بأصحاب القلوب الخيّرة فيكون العطاء محرّكًا للأفعال والأفكار.