ثقافة ومجتمع
12 شباط 2016, 22:00

في اليوم العالمي لها.. هل تحافظ الإذاعة اليوم على مجد تاريخها؟

خصّصت منظّمة الأمم المتّحدة للتّعليم والعلوم والثّقافة UNESCO يوم 13 شباط يومًا عالميًّا للإذاعة. وفي ذلك مناسبة لإستعراض تاريخ الإذاعة اللّبنانيّة في لمحة موجزة تلخّص نشأة وتطوّر هذه الوسيلة الإعلاميّة المميّزة في لبنان.

 أُنشئت الإذاعة اللّبنانيّة عام 1938 وكان إسمها راديو الشّرق. وفي نيسان 1946 تسلّمت الحكومة اللّبنانيّة الإذاعة من الفرنسيّين بموجب بروتوكولات وأُلحقت بوزارة الأنباء والسّياحة تحت إسم "محطّة الإذاعة اللّبنانيّة" . تولّت شركة Simens الألمانيّة تنفيذ مشروع الإذاعة الذي يضمّ 7 إستديوهات ومكتبة تسجيلات. مرّت الإذاعة بظروف صعبة جداً عام 1975 أثناء الحرب اللّبنانيّة وتضرّرت محطّات إرسالها ممّا أدّى إلى إنقطاع الإتّصال بينها وبين المركز الرّئيسيّ في بيروت. بعد إتّفاق الطّائف عام 1989 إستعادت الإذاعة محطّات إرسالها في أيطو والباروك ومن بعدها مركز عمشيت، وعملت على وضع خطّة لتطوير هذه المحطّات والإستديوهات. واليوم، يُقدَّر عدد الإذاعات اللّبنانيّة تقريبًا: 14 إذاعة فئة أولى تبثّ أخبارًا سياسيّة وفنّيّة و15 إذاعة فئة ثانية تبثّ أخبارًا فنّيّة فقط و3 إذاعات دينيّة مسيحيّة.

كانت الإذاعة في لبنان الوسيلة الإعلاميّة الأكثر جاذبيّة خصوصًا في فترة الحرب، تؤثّر تأثيرًا عميقًا في جمهور المستمعين؛ وكانت تتميّز بكونها متاحة وسهلة المنال ، فضلاً عن تقديمها تغطية وتقارير آنية، مع إمكانيّة إشراك مستمعيها، إضافةً إلى دورها المحوريّ في حالات الطّوارئ، في الوقاية والتّخفيف من حدّة الكوارث وما يرتبط بها تداعيات.

وفي اليوم العالميّ للإذاعة، لا بدّ من طرح بعض الأسئلة التي تشكّك إستدامة الإذاعة كوسيلة قادرة على تحمّل الصّدمات، وإستمراريّة دورها، في وقت يغزو فيه التّلفزيون السّاحة الإعلاميّة متربّعًا ملكًا على عرش الوسائل الإعلاميّة، وفي زمن باتت فيه مواقع التّواصل الإجتماعيّ هي الأسهل والأسرع، تدخل من خلالها الأخبار إلى الآذان وتخترق العيون بدون إستئذان. فكيف تتكيّف الإذاعة مع ثورة الإتّصالات؟ وهل بات دورها مهمّشًا ثانويًّا بعد بروز وسائل حديثة شغلت النّاس وسحرتهم؟