في اليوم العالميّ للّغة العربيّة..
يحتفل العالم أجمع بعيدها في مثل هذا اليوم من كلّ عام، احتفال، قلّما يستذكره النّاطقون بها، يهدف إلى إعادة مجدها السّابق.
أهمّيّة هذه اللّغة تكمن في كونها لغة القرآن الكريم ولغة رئيسيّة لعديد من الكنائس المسيحيّة.
ولكن كيف تتعامل المجتمعات اليوم مع لغتها الأمّ؟
تضيع اللّغة العربيّة في عصرنا هذا بين التّكنولوجيا المتطوّرة ومواقع التّواصل الإجتماعيّ والعلم المتقدّم، إذ يتخلّى الشّباب عن أصولها في الكلام والكتابة سامحًا للّغات الأجنبيّة باختراقها اختراقًا ينقصه الحياء والاحترام.
اللّغة العربيّة تتهدّد تدريجيًّا، روّادها باتوا يكرهون قواعدها وأدبها مبتعدين عنها في أعمالهم ومحادثاتهم ودروسهم.
اللّغة العربيّة تتوق الآن إذًا إلى من يتقنها ويقدّرها ويتعلّمها، توق لا يشفيه سوى الوعي والمطالعة الدّؤوبة والشّغف والمتعة.
من هنا رسالةٌ إلى كلّ من يرى في اللّغة العربيّة تقليدًا ذابلًا وكلامًا رجعيًّا.. أدعوك إلى التّفكير مليًّا بهويّتك وانتمائك العربيّ، فإتقان اللّغة العربيّة يعني الثّبات في الجذور والافتخار بالأصول.
فهل رأيت مرّة الأميركيّ مثلًا يحوّل الجملة الواحدة إلى مزيج لغات متنوّعة؟ أو رأيت الفرنسيّ يتبادل رسائل مع أصدقائه الفرنسيّين باللّغة العربيّة؟
الجواب يأتي بالنّفي طبعًا، فلمَ، أنتَ العربيّ، ضعيف تتخلّى عن لغتك الأمّ وغير ثابت في المواطنة الأصيلة؟