ثقافة ومجتمع
25 تشرين الثاني 2022, 08:00

في اليوم العالميّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة...

ماريلين صليبي
أيّام قليلة تفصل اليوم العالميّ للرّجل عن اليوم العالميّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة، ولهذه الصّدفة معانٍ واضحة.

 

فالرّجولة مرتبطة بصورة وثيقة باحترام المرأة والحفاظ على سلامتها، والعنف الذي تتعرّض له نساء كثيرات في مجتمعاتنا خير دليل على تراجع في نسبة الرّجولة عند بعض "الذّكور".

الرّجولة تعني الحبّ، الاحترام، الحوار، الحماية، المسؤوليّة، الكرم، الإصغاء، المساندة، الرّوح المرحة، وكلّ من يسير في طريق معاكسة يصبّ إذًا في خانة تعنيف المرأة.

فالعنف ضدّ المرأة لا يقتصر على الضّرب الذي يتجرّأ المرء على ممارسته مع الأنثى التي تقابل بطشه بالصّمت، بل إنّ العنف يعني أيضًا الكذب، الإهمال، عدم المبالاة، الخيانة، العصبيّة، النّهي، المنع، القمع، الشّكّ، الغيرة المبالغة، الاتّهام وغيرها من التّصرّفات التي تجعل من المرأة ضحيّة عنف جسديّ ولفظيّ وحياتيّ أشبه بالجحيم.

يُقال إنّ المرأة نصف المجتمع، هذا عدديًّا، أمّا تربويًّا فهي أساس تربية المجتمع أجمع وهي من تسهر على آلام كلّ فرد من هذا المجتمع وتداوي جراحه.

المرأة كالزّهرة التي تتفتّح في الرّبيع، إذا أدرك المرء أهمّيتها عرف كيف يمدّها بالحرارة المحيية والمياه العذبة فنمت وكبرت وأغدقت من حولها بالجمال والطّيبة.

ولكن إذا ما وجدها شخص لا يقدّر عطاءاتها، فهي تذبل وتموت وتتخلّى جذورها عن التّراب الذي يحضنها.

وفي اليوم العالميّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة تنويه بجهود كلّ المؤسّسات الخيريّة في محاربة هذه الآفة المتكاثرة في المجتمعات الفاسدة، ودعوة إلى كلّ امرأة واقعة ضحيّة جهل رجل لتقرّر كسر قيودها والسّير نحو الحرّيّة. ومهما خُيّل إليها أنّ الأمر مستحيل، فإنّ الله العظيم ومريم العذراء إلى جانبها من جهة والوطن بكامله داعم لقضيّتها من جهة أخرى، وبهذا تتحقّق عدالتها الأكيدة.