ثقافة ومجتمع
20 تشرين الثاني 2020, 08:00

في اليوم العالميّ لحقوق الطّفل... صرخة!

ريتا كرم
ها هو هذا الصّباح ينبثق ومعه يصدح صوت الطّفولة عاليًا في كلّ المسكونة، ناثرًا على الأرض براءة صرنا نفتقدها في عصرنا، وبسمة باتت خجولة في زمن الأزمات، وفرحًا أضحى أطفال العالم يتوقون إلى عيشه.

 

ها هو العشرون من ت2/ نوفمبر يحلّ حاجزًا له على رزنامة الأيّام مكانًا ثابتًا يحتفل خلاله العالم أجمعين باليوم العالميّ لحقوق الطّفل، اليوم الّذي أقرّت فيه الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة حقوق هذا الكائن البريء في 54 مادّة، إلّا أنّ بلدان كثيرة في العالم لا تزال تنتهكها اليوم عمدًا، وأخرى تغضّ الطّرف عن مخالفات تسرق من الأطفال أثمن امتيازاتهم.

فكم من خبر صحونا عليه، يخبر عن طفل مرميّ في النّفايات، وآخر عنّفه أقرب المقرّبين؟ كم من طفل وُلد وكبُر وهو لا يزال مكتوم القيد مجرّدًا من هويّته؟ كم من طفل شُرّد ورُمي قسرًا خارج منزله وحُرم من حقّه في التّعليم لأسباب عديدة؟ كم من طفل كُبّلت حُرّيّته وسُلّطت فوق رأسه حربة التّمييز والعنصريّة؟ كم من طفل مات ولا يزال جوعًا وعطشًا؟ وكم من طفل بدل أن يحمل الكلمة سلاحه حمل البندقيّة درعًا له في معاركة "فبركها" الكبار؟

وكم كثيرة هي الأسئلة والصّور الّتي تخطر على البال في مثل هذا اليوم، والّتي تحدّث من دون عن واقع مؤلم مستفِزّ موجع!

اليوم، وفيما يحتفل العالم باليوم العالميّ لحقوق الطّفل، صرخة باسم أطفال العالم إلى كلّ كبير صاحب قرار؛ صرخة من قلب يرغب بالسّلام والفرح والألوان في عالم انطفأت فيه الرّحمة والمحبّة والبهجة؛ صرخة من عيون دامعة فقدت بريقها وبراءتها؛ صرخة لا تطمع بمراكز ولا سلطة.. فجُلّ ما تبغيه هو أن يُعترف بحقّ أصحابها ويُعمل به من دون أيّ قيد أو شرط، فتضحي حقوق الطّفل حقيقة لا يمكن تجاهلها أبدًا.