ثقافة ومجتمع
12 أيار 2017, 05:30

في الهند.. المسيحيّون يُضطهدون بسبب إيمانهم كلّ 40 ساعة

ريتا كرم
في الهند، هم مهدّدون ومضطهدون، إذ لا تكاد تمرّ أربعون ساعة حتّى يقع عنف جديد بحقّهم. هم المسيحيّون المنضوون تحت ظلال ثالث أكبر ديانة في الهند بعد الهندوسيّة والإسلام، والّتي دخلت البلاد مع توما الرّسول وأدخلت معها الثّقافة والحضارة.

 

أمّا اليوم، فيعاني هؤلاء من تنامي الهجمات على خلفيّات سياسيّة بخاصّة بعد انتخابات آذار/ مارس الأخيرة الّتي انتصر فيها الهندوس القوميّون. وقد سجّل التّقرير الأخير لمجلس مسيحيّ الهند، كما أورد موقع infochretienne، ارتفاعًا في نسبة الاعتداءات على المسيحيّين بلغ الـ 20% عام 2016، إذ باتت تُسجّل حادثة كلّ 40 ساعة في 23 ولاية.

هم، نساء أطفال ورجال، يُضربون ويُقتلون ويجبرون على إنكار مسيحيّتهم وإعلان ولائهم للهندوسيّة.

العديد من الرّتب الكنسيّة واجتماعات الصّلاة تعطّلت، كنائس ومدارس مسيحيّة إمّا قُصفت أو أُحرقت أو خُرّبت أو هُدمت.

الأناجيل مُزّقت ورُميت في النّار ملتهمة الصّفحات غير أنّ كلماتها وتعاليم سيّدها لا تزال مغروسة في قلوب أصحابها.

مقابر دُنّست وخُرّبت لأنّ أعداء الأخوّة والإنسانيّة أعماهم جهلهم فسمحوا لأنفسهم أن يستقووا حتّى على الأموات بالجسد، غير مدركين أنّهم أحياء مع الله في ملكوته.

وأبعد من ذلك، شرّعت خمس ولايات قانونًا ضدّ الاهتداء وهو من غير المستبعد تشريع قانون يجازي الأعمال التّبشيريّة منعًا لتحوّل الهندوس إلى الإيمان المسيحيّ.

في كلّ تلك الحالات، انتهاكات وما أكثرها بالأخصّ للكرامة الشّخصيّة. هي تخبر عن وجع ليس بجديد وإنّما وجع يحاول المسيحيّون الهنود التّعايش معه بالرّغم من صعوبته. هم في خوف دائم لكنّ إيمانهم الرّاسخ يمدّهم شجاعة يغذّيها الإنجيل ويخفّف من وطأته عليهم سلاحهم الأنجع: الصّلاة.

هم من بين مئات الشّعوب المضطهدة، تُنسب إليهم كلمة "أقلّيّة" وتضحي حياتهم مهدّدة بسبب سياسات ممنهجة تهدف إلى عزلهم، لكنّهم يبقون أمثولة في الصّمود، ورمزًا لكنيسة الله الحيّة بالرّغم من كلّ الظّروف.