دينيّة
18 نيسان 2017, 09:00

في الظّهور الثّالث بعد القيامة.. صيد عجائبيّ!

ريتا كرم
في مثل هذا اليوم، تراءى يسوع لتلاميذه للمرّة الثّالثة بعد القيامة معلنًا عن نفسه كما وعدهم. المكان: شاطئ بحيرة طبريّا، الزّمان: الفجر، المناسبة: التّلاميذ يصطادون السّمك.

 

ويروي إنجيل يوحنّا 21/ 1- 14 تفاصيل الظّهور الثّالث ويخبر عن سبعة من تلاميذ يسوع، إشارة إلى "كمال الأزمنة" ودورهم في رسالة الكنيسة، وهم: سمعان بطرس وتوما ونتنائيل وابني زبدى وآخرين من تلاميذه الّذين قرّروا أن يقصدوا البحيرة لصيد السّمك برفقة بطرس "فخرجوا وركبوا السّفينة، ولكنّهم لم يصيبوا في تلك اللّيلة شيئًا. فلمّا كان الفجر، وقف يسوع على الشّاطئ يقول لهم: "أيّها الفتيان، أمعكم شيء من السّمك؟" أجابوه: "لا". فقال لهم: "ألقوا الشّبكة إلى يمين السّفينة تجدوا". لبّى التّلاميذ الأمر وامتلأت الشّبكة سمكًا وتعرّفوا عليه لتوّهم  من دون أن يجرؤ أحدهم على سؤاله من يكون لعلمهم أنّه هو "الرّبّ". ولمّا سمع بطرس التّلميذ الّذي أحبّه يسوع يقول له: "إنّه الرّبّ"، "ائتزر بثوبه، لأنّه كان عريانًا، وألقى بنفسه في البحيرة"، في حين جرّ الباقون الشّبكة والـ135 سمكة من الحجم الكبير إلى البرّ حيث أبصروا جمرًا متّقدًا عليه سمك وخبز، وسمعوا يسوع يقول لهم: "تعالوا افطروا!"، "فدنا يسوع وأخذ الخبز وناولهم، وفعل مثل ذلك في السّمك".

وفي قراءة للحدث، نتوقّف عند بطرس الّذي اختاره الرّبّ ليكون الصّخرة ويضحي صيّاد بشر، عاد ليصطاد السّمك، عاد إلى حياته السّابقة وكأنّه بذلك يضع نهاية لاختباره مع يسوع، فأضحى "عريانًا" من تاريخه ورسالته المقدّسة. عاد وباقي التّلاميذ إلى مزاولة عملهم كمصدر رزق فأخفقوا وما امتلأت شباكهم في تلك اللّيلة لأنّ يسوع غاب عن حياتهم وغابت معه الثّمار.

ولكن عند "الفجر"، حلّ العنصر المفاجئ، إذ أشرقت شمس البرّ وسطع نور المسيح وتبدّدت الظّلمة، فوقف القائم من الموت عند "الشّاطئ"، تلك الأرض الثّابتة الّتي لا تزعزعها أمواج البحر المتأرجحة بين الشّكّ والشّرّ، وعادت بذلك النّعمة وامتلأت الشّبكة وفاض الخير.

عاد ليذكّرهم بالعشاء الأخير، إذ بادر وحضّر الطّعام وأظهر نفسه من جديد كخادم متواضع طلب من "الصّخرة" أن يجذب "السّفينة" إلى البرّ، فيقود "الكنيسة" وجماعة المؤمنين على اختلافهم نحو الخلاص.

بهذا الظّهور، تبدّدت كلّ مقاومة في قلوب التّلاميذ بنعمة الإيمان، وعادوا ليسيروا بحسب مشيئة المعلّم فيلقون الشّبكة في بحر العالم الغارق في الخطيئة والضّلال والفساد، ويصطادون البشر مؤسّسين كنيسة الرّبّ، مبشّرين به كلّ أصناف البشر في أقاصي الأرض.

واليوم، نطلب منك يا من غلبت الموت أن تنتشلنا من بحر الحياة المضطرب وتضعنا على أرض صلبة حيث يغمرنا سلامك وفرح قيامتك فنجرؤ أن نتغيّر وأن نلقي الشّبكة إلى يمين السّفينة على مثال الرّسل القدّيسين، فيتمّ الصّيد العجائبيّ ونقود إليك النّفوس الضّالّة تحت جناح كنيستك المقدّسة.