ثقافة ومجتمع
12 أيار 2016, 09:52

في "الأنجلة الجديدة" فنّ وتواصل

ريتا كرم
"إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والإبن والرّوح القدس، وعلّموهم أَن يحفظوا كلّ ما أَوصيتكم به" (متّى 19/28-20). هكذا أطلق يسوع تلاميذه إلى العالم وأرسلهم لإعلان البشرى. تنقّلوا يومها من بلد إلى آخر بنعمة الرّوح القدس الّذي منحهم إيّاه الله في العنصرة فذهبوا ناطقين بكلّ اللّغات، ووصلت بشرى الإنجيل حتّى أقاصي الأرض رغم المسافات البعيدة والطّويلة، وتناقلتها الأجيال حتّى عصرنا.

 

مع مرور الوقت، ومع التّقنيّات الحديثة وظهور وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وجدت الكنيسة نفسها في تلك القرية الكونيّة بخاصّة مع زيادة اهتمام أبنائها- على انتشارهم واختلافهم- بالفورة الإلتكرونيّة الآخذة بالانتشار سريعاً. فرأت أنّه من الضّروريّ أن تعمل على أساليب بشارة جديدة، فتعلّمت فنّ التّواصل الاجتماعيّ وأتقنته لتصل إلى كلّ فئات المجتمع ولاسيّما الشّبيبة منهم الّذي يمضون أكثر أوقاتهم متصفّحين الإنترنيت، فخلقت لها مواقع إلكترونيّة تعبّر عن إيمانها وتعاليمها وتبرز صورة الله وكلمته، وعزّزت وجودها على مواقع التّواصل الاجتماعيّ مثل فايسبوك، تويتر، ويوتيوب... فجذبت إليها الملايين وردّت الكثيرين إلى حظيرة الإيمان ضمن خطّة "الأنجلة الجديدة". وترى الكنيسة وبطاركتها وأساقفتها وإكليروسها يعملون لأجل تبشير جديد بحماسة ووسائل وتعابير جديدة. فيجرأون على سلوك طرق مستحدثة لمواجهة الظّروف المستجدّة على الكنائس والتّحدّيات الّتي تعيق أبناءها من التزامهم الرّوحيّ، فيساعدوهم بشتّى الوسائل على اكتشاف إيمانهم وعيش الإنجيل بالرّغم من كلّ شيء.

فربّما بكلمة أو صورة أو تعليق أو مقال عبر حسابها الخاصّ يمكن أن تتغيّر حياة الملايين بلحظات. إنّه لمن الرّائع أن تلازم الأمّ أبناءها في مختلف مراحل حياتهم وتواكبهم خطوة بخطوة وتكون قريبة من اهتماماتهم على أنواعها وتكتشف حاجاتهم وتجيب على تساؤلاتهم، ولعلّ "الأنجلة الجديدة" هي الحلّ الأمثل للوصول إليهم أينما حلّوا. فلمَ لا نتعلّم بدورنا كأبناء غيّورين على كلمة الله وبيته، فنّ التّواصل مع كنيستنا لنحسّن ونتحسّن، ونساهم بدورنا في نشر الكلمة بكبسة واحدة فتصل إلى جمهور واسع ومتنوّع في أيّة بقعة جغرافيّة كانت ونتابع مسيرة الرّسل بتقنيّات حديثة وسريعة؟!