دينيّة
04 أيلول 2018, 12:21

في أحشائي "تريزا دي كالكوتا" صغيرة...

بعضنا فقير، يشحذ رغيفِ خبزٍ يُسكت به جوعه، ويسكّن ذاك الألم الناتج عن خوفه من الموت!

وبعضنا الآخر أشدُّ فقراً، يشحذ رغيف محبّةٍ يُسكت به جوعه، ويسكّن ذاك الألم الناتج عن خوفه من الرفض! 
الخائف من الموت يكشف ضعفه أمام الناس، يتعرّى، ليصدقوا فقره فيعطوه بعض المال!
الخائف من الرفض يرتدي مئات الأقنعة ليستر ضعفه فيحبه الناس ويقدروه ويعطوه عاطفة! فلا أحد يحب الضعفاء التعيسين، إنما يحبون الأقوياء المبتسمين!
إذاً بين الخوف من الموت والخوف من الرفض أيُّ خوفٍ أصعب؟!
الأم تيريزا تقول: "إشباع الجوع للحب أصعب بكثير من إشباع الجوع للطعام".
لكن ماذا لو كان في أحشاء كلٍّ منا "تريزا دي كالكوتا" صغيرة؟
أما كانت شبعت البطون وشبعت القلوب على حدٍّ سواء؟! 
أعتقد أنّ المشكلة الأساسية هي فينا نحن المتحزلقين، لا في الفقراء المساكين!
فنحن نأبى أن نعترف بفراغ قلوبنا!
وحينما نعترف سندرك أنّ لا شيء يُشبع هذا النوع من الفراغ سوى كلمة الله...
فلحظة نمتلئ من هذه الكلمة، لن نكتشف "تريزا دي كالكوتا" صغيرة في داخلنا وحسب، بل سنتحول جميعاً إلى "تريزا دي كالكوتا" أخرى!