دينيّة
06 تشرين الثاني 2016, 07:00

في أحد تقديس البيعة وتجديدها

ريتا كرم
"طوبى لكِ، أيّتها البيعة، لأنّ صوت الابن فيكِ يدوّي، وهو يكون لكِ حارسًا، فلا تتزعزع أساساتكِ. تبارك الّذي ذُبح لأجلكِ، فوهبك جسده مأكلاً ودمه مشربًا، غفرانًا لكِ ولأولادكِ"، طوبى لكِ في بداية السّنة الطّقسيّة، في الأحد الأوّل من تشرين الثّاني/ نوفمبر، أحد تقديس البيعة وتجديدها. فما هو المعنى اللّيتورجيّ؟

 

في التّقديس إعلان ودعوة: إعلان أنّ الكنيسة مقدّسة بحضور "الآب الّذي أرادها، والابن الّذي قدّم ذاته ذبيحة لتقديسها، والرّوح القدس الحالّ فيها ومحييها." فسرّها أنّها بُنيت على صخرة الإيمان، وأنّ كلّ ما رُبط على الأرض يكون مربوطًا في السّماوات، وما حُلّ على الأرض يكون محلولاً في السّماوات. فتحمل إلى الخطأة الخلاص بالرّبّ يسوع؛ ودعوة إلى المسيحيّين للدّخول في هذا السّرّ إنطلاقًا من مبدأ أنّ الكنيسة هي "الشّركة الّتي تربط المؤمنين بالله وفي ما بينهم".

أمّا في التّجديد فهو تجديد إيمان الكنيسة بيسوع الفادي الوحيد والمخلّص الأوحد للبشر. هو تجديد الإيمان بشمس البرّ والثّالوث، هو إعلان جديد لسرّ المسيح وعلى ضوئه تعلن الكنيسة سرّ الإنسان المخلوق على صورة الله ليكون هيكلاً للرّوح القدس وشريكًا في صنع التّاريخ. هو التّعمّق اللّاهوتيّ في الإيمان المسيحيّ.

إذًا، اليوم وفي حين نقدّم قرباننا إلى الله، فلنعلن سرّ الكنيسة ونجدّد إيماننا كبيعة أمينة على حبّ الله، فنتمسّك بها ونتجذّر فيها ونتوحّد برباط المحبّة والسّلام على مثال الرّسل القدّيسين.