ثقافة ومجتمع
20 أيار 2019, 13:00

فسادٌ.. ولكن!

ماريلين صليبي
لا يختلف اثنان على أنّ الفساد بات جزءًا لا يتجزّأ من تكوين هذا العالم، عالم يتخبّط بين الخير والشّرّ، بين المصالح والعطاء، بين المال والزّهد، ليميل تدريجيًّا، وللأسف، صوب الفساد في مختلف القطاعات.

 

الفساد إذًا كالحشرة السّامّة التي تنقر كلّ القطاعات وتتغلغل فيها لتمتصّ نزاهتها وفضائلها وحسن إدارتها.

الفساد كالنّار الحارقة تلتهم الحسن والخير والصّلح وتترك رماد الخطيئة والاحتيال.

الفساد هذا بات أساس البنية السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في العالم أجمع، فماذا عن النّطاق الرّوحيّ؟

روحيًّا، إنّ المؤمنين باتوا يبتعدون عن الصّلاة والخشوع والقداديس، فيوم الرّبّ بات يومًا مخصّصًا للنّوم والكسل.

وأيضًا، إنّ الإنسان بات كثير التّمسّك بالدّنيويّات والمادّيّات، يتسارع في البحث عن المال والممتلكات لاستئثار الغنائم والمراكز والألقاب.

النّاس باتوا شديدي الميل صوب الجنون والفسق والفوضى وإرضاء الأهواء والحاجات الجسديّة البعيدة عن القيم والأخلاق.

الفساد يحاول تآكل الرّوحانيّات بشراسة ليدوس على التّعاليم الرّوحيّة التي تطالب بالزّهد والطّهارة والخير. غير أنّ الفساد هذا غير مدرك أنّه في مواجهة مع الرّبّ يسوع، الرّحوم والرّؤوف، الذي يقابل خطأ المؤمن بالمغفرة وابتعاد الضّالّ بالحنان.

المسيح يسوع حاضر لتحويل فساد العالم إلى رجاء فيتكلّل بالصّلاح والخير والمحبّة.