دينيّة
10 كانون الثاني 2018, 14:00

فرح أرضيّ لفرح أبديّ!

ماريلين صليبي
عن الفرح أراد البابا فرنسيس أن يغذّي نفوسنا بتغريدته هذه المرّة، الفرح الذي عطفه إلى روحنا العذبة فوصفه بالأرض الطّيّبة التي تجعل الحياة تنمو جيّدًا وتعطي ثمارًا صالحة.

الرّوح الفرح، كما أراد أن يسمّيه بابا روما، تشبه مياه الرّيّ التي تروي أرض الجفاف القاحلة. بها تظهر براعم الأمل لتتفتّح بعدها أزهارًا فاتنة فوّاحة بعطر الطّيبة، بها ترتفع أشجارٌ ثمارها الصّلاح والإيمان، وبها ينبت عشب أخضر يأوي ندى الفجر وضوء القمر ويغمر حرارة الشّمس.

الرّوح الفرح الذي يدعونا البابا فرنسيس إلى التّحلّي والتّسلّح به، يعكس محبّة المرء إلى الآخر، يشعّ خدمة وعطاء، يتألّق ابتهاجًا وسرورًا، يتّحد بالشّكر والامتنان، يقترن بالأمل والرّجاء فيتغنّى صاحبه روحيًّا واجتماعيًّا.

الرّوح الفرح الذي يحاول الأب الأقدس نثر بذوره في قلوبنا، يبعد ضباب الخطيئة، يطيح بالتّشاؤم بعيدًا، يرفض اليأس والضّجر، يقتلع جذور الحسد والغيرة، يكسر جليد الكراهية والبغض، يواجه أشواك الأذيّة والغضب فينعم صاحبه بالرّاحة والسّلام.

الرّوح الفرح هو محرّك الاستمرار ومحور الوجود والمشجّع الوحيد من أجل استكمال مسيرة تتآكلها المشاكل وتسودها الصّعاب وتهيمن عليها الأشرار. 

فالله خلق البشريّة على كوكب حمّلها مسؤوليّته منعمًا عليه بالمواهب والفضائل التي لا بدّ من تسخيرها في خدمة الخير والتّقدّم والبرّ والإيجابيّة.

بالفرح إذًا يعيش المرء لحظاته مضاعفةً، يختبر الجمال في المكان والزّمان، يلتمس الرّوعة في الأحداث والتّطوّرات، يبلور الأمور بطريقة مختلفة يكون فيها التّفاؤل أميرًا والمحبّة ملكة.

للفرح الأرضيّ سنفتح أبواب قلوبنا، ولا شكّ من أن نلقى أبواب الفرح الأبديّ مشرّعة!