ثقافة ومجتمع
05 كانون الثاني 2017, 15:29

فتاة والـ 99 صليب .. قصة حقيقيّة حدثت سنة 2012

يُحكى عن فتاة متفوّقة في دراستها وتمتاز بالهدوء والحضور والصمت، دخلت كليّة ممتازة جدًا ولكن لسوء الحظ، كان عميدها متعصبًا ويكره كل شخص من دينٍ آخر، وكان يخافه كل من يضع الصليب ويتحاشاه لكي لا يراه .

 

كانت الفتاة تجلس دائمًا في الصّف الأمامي وتضع دائمًا صليبًا بسيطًا من خشب حول عنقها. عندما رآها العميد تقدّم إليها واستفزّها بالكلام عن الصليب وعن أنّه عار لكل من يلبسه. وقفت الفتاة وتكلّمت بهدوء "أشكرك عميد لأنّك ذكرت خطيئتي، أنا أحمل هذا الصّليب لكي يتحنّن الرّبّ عليّ بغفرانه"، ضحك العميد كثيرًا ومن ثمّ عاد واستفزّها قائلًا لها "اذٱ سوف نرى ما يفعله صليبك وإيمانك" وذهب وهو يضحك وجعل الجميع يسخر منها .

عند المساء، ذهبت الفتاة إلى الكنيسة إذ كانت مؤمنة وملتزمة وتهتم بأطفال الرعيّة وترشدهم. طلب منها أحد الأطفال أن تشتري 99 صليبًا فتعجبت وسألت عن السبب والهدف من شرائها، فأجابها أن يوم الغد يُصادف عيد الصليب وأنّ هناك 99 طفل يتيم ليس لديهم صلبان يرتدونها في العيد. تحمست الفتاة للفكرة واشترت الصلبان في اليوم التالي قبل الذهاب إلى الكليّة.

وصلت وجلست على مقعدها المعتاد، وكان العميد يطرح بعض الاسئلة الشفهية ويعطي علامات عندما وصل الدّور إليها نظر ورأى الصليب فغضب جدًّا وقال لها "أنا لن أسألك إنما سأمنحك علامة بحسب عدد الصلبان التي معك وأنا أرى صليبين فقط الأول على الصدر والآخر على اليد فتقدمت الفتاة وفتحت الحقيبة التي معها وأخذت تخرج الصلبان التي تحملها فتعجب الاستاذ وأعطاها في مادّته 101 علامة ولم يتجرأ بعدها أن يتكلّم معها.

تقدّمت الفتاة في الكنيسة مع الأطفال وأخذت تردّد بفرح "أمّا أنا فمعاذ الله أن أفتخر إلّا بصليب يسوع المسيح" (غلا 6: 14).

إنّ قوّة الصّليب ليست بوجود الصّلبان على الصّدر أو على اليد إنّما أن يكون في القلب ونكون فخورين به لكي ينقذنا من كل تجارب الشّيطان.