عن وسائل "سوء" التّواصل الإجتماعيّ..
والتّواصل وسيلة لإيصال الرّسائل، فيها يعبّر المرء عن الأحاسيس والمطالب ويسعى إلى فهم النّاس وإظهار حقيقة أطباعهم.
إلّا أنّ في عصر التّكنولوجيا الحديثة هذا، كثيرٌ هو الكلام عن تراجع نسبة التّواصل بين النّاس، خصوصًا بعد احتلال الرّسائل الإلكترونيّة مكانة واسعة في حياة كلّ إنسان.
وقد يكون الضّرر الأكبر النّاتج عن هذه المكننة في المكالمات هو سوء الفهم الذي تسبّبه الرّسائل عبر تطبيق واتس أب أو غيرها من التّطبيقات.
فالعلاقات بين النّاس، علاقات صداقة كانت أو علاقات عاطفيّة، لا تخلو من الخلافات البسيطة، التي قد تتفاقم بسبب وسائل التّواصل الإجتماعيّ، فالدّردشة الصّوتيّة أو الصّوريّة أو الكتابيّة تختلف تمامًا عن وجود الشّخص المعنيّ أمام الآخر فتتعثّر عمليّة التّعبير عن المُراد بشكل دقيق أمثل.
في المكالمات الإلكترونيّة كثيرًا ما يفشل المرء في فهم المغزى من كلام الآخر، لذا يلجأ إلى تحليله بشكل خاطئ سلبيّ، فهو يقرأ كلامًا جامدًا بعيدًا عن نبرات الصّوت والأحاسيس والأفكار.
للتّواصل أهمّيّة ألا وهي حلّ المشاكل والخلافات بين النّاس، إلّا أنّ عصر السّرعة والوحدة والبعد والجفاف العاطفيّ هذا، حوّل دور التّواصل رأسًا على عقب، لنسير بالتّكنولوجيا صوب الاحتكاكات اليوميّة النّاتجة عن سوء فهم تتبرّأ منه النّوايا والأفكار والمشاعر.