ثقافة ومجتمع
20 أيار 2016, 14:20

عن علاقة الإنسان بالحيوان..

ماريلين صليبي
جعل الله من هذا الكون مسرحًا واسعًا يتشارك فيه الإنسان والحيوان والنّبات، أي مخلوقات الله الحيّة، خيرات الأرض والحياة بكلّ ما فيها. ومنذ أقدم العصور، كان للإنسان علاقة خاصّة مع الحيوان، إذ من البدء، سخّر الإنسان كلّ المخلوقات الحيّة لخدمته وطاعته، فعامل بعضها بالرّقّة وبادلها بالاهتمام، في حين قسى على بعضها الآخر واستغلّها.

 

علاقة الإنسان بالحيوان لاتزال قائمة حتى اليوم، فالمودّة لا تفارق تعامله مع بعض الحيوانات الأليفة كالكلب مثلًا لما يقدّمه هذا الأخير من خدمات لصاحبه كالوفاء والإخلاص والحراسة للمنزل والحماية للمواشي والتّنبّه إلى الخطر قبل حدوثه والسّير خلف القوافل؛ بالتالي يلعب الكلب أدوارًا مفيدة ويرافق الإنسان في مشاويره وأيّامه ليصبح الرّفيق الدّائم أحيانًا وقاتل الوحدة واليأس.

في المقلب الآخر، حيوانات كالطّيور والأسماك والأغنام وغيرها تلاقي الصّيد في المرصاد من قبل أشخاص هدفهم استغلال ما تقدّمه من لحوم وجلود وفراء، فيتصرّف عندها الإنسان بوحشيّة كثيرًا ما ننعت بها الحيوانات التي تصبح أمام قساوة المرء فريسة ضعيفة مصيرها الموت الأكيد.

ميّز الله الإنسان بعقل مدبّر وحكمة فريدة، وهو قادر على القيام بأسوء الأمور حينًا وبأفضلها حينًا آخر، فلماذا يسير في أغلب الأحيان صوب الطّريق الموحلة بكبرياء يلغي من خلاله كائنات الله الأخرى المحبّبة على قلبه؟