عن سلام وسط التّناقضات اليوميّة!
فوسط عاصفة من التّناقضات الدّامية، يؤكّد الأب الأقدس أنّ للمرء قدرة على بناء عشّ آمن يحتمي فيه السّلام من أمطار المصائب الهوجاء. سلام قد يظنّ المرء أنّه مستحيل، غير أنّ الحبر الأعظم أتى بالجواب الشّافي.
فبابا روما الذي سلّم بسيطرة المشاكل اليوميّة على حياة المرء، سلّم أيضًا بأنّ الاقتراب من المسيح يزوّد المرء بسلام يتخطّى من خلاله ضيق الأيّام. من خلف أتعاب العمل ومسؤوليّة العائلة والصّحّة المهدّدة والأيّام التي تسير بعكس التّطلّعات، يطلّ الرّبّ بيد متفتّحة كالورد الطّيّب ليصرخ "تعال! تعال إليّ يا أيّها الحزبن لأُفرحك!". هي دعوة مقدّسة من الرّبّ القادر على كلّ شيء، دعوة مباركة تنتظر القبول بمشيئة المخلّص لتدبّر أزمات المرء بالحكمة والفرح والأمل.
تناقضات الحياة اليوميّة التي تحدّث عنها البابا فرنسيس قد تُثقل كاهل المؤمن مهدّدة إيمانه الذي كثيرًا ما ينحرف صوب الكفر واليأس. لكنّ الرّبّ يطمئن الخاطئ المُتعَب على الدّوام بحضوره وبعونه، هو الذي يسمح بسير مركبة البشريّة داخل عاصفة هوجاء ليمتحن إيمانها واتّحادها به، يؤمّن أيضًا برّ الخلاص لما يصبّ في الخير والسّلام.
على المرء إذًا أن يتسلّح بالثّقة التّامّة بقدرة الرّبّ على خلاصه، فكلّما ضاقت الأحداث سارع إلى الله وصلّى برجاء وفرح، وكلّما رست الأمور في عكس ما يبغاه تخلّى عن أنانيّته مؤمنًا بأنّ للمسيح مشروعًا حكيمًا أفضل.
حمل المسيح الصّليب طوال جلجلة قاسية من أجل قيامة العالم، فلنحمل بدورنا جزءًا من أوجاع هذا الصّليب متّحدين بالرّبّ الإله لنصل إلى الفرح الأبديّ.